“الهزّات” تضرب لبنان.. هل نلقى مصير تركيا؟


أخبار بارزة, خاص 6 شباط, 2023

عكست صور المواطنين الذين أخلوا منازلهم هلعاً كبيراً أمّا من قرر البقاء في منزله فعاش الرعب مضاعفاً.. ما عاشه اللبنانيون فجر اليوم أعاد إلى الأذهان هزات أرضية وقعت في تواريخ سابقة لكنها كانت متفاوتة من حيث درجاتها..


كتبت كارول سلوم لـ “هنا لبنان”:

حال من الرعب الشديد سيطرت على اللبنانيين إثر الهزة الأرضية التي حدثت فجر اليوم، بالتزامن مع العاصفة الثلجية التي تضرب البلاد، مخلّفة وراءها تساؤلات عديدة عمّا إذا كان هذا المشهد الذي أحدثته الهزة سيتكرر، وهل أصبح اللبنانيون بخطر يضاف إلى مآسيهم المتعددة ومشاكلهم المتنوعة؟ وهل تنذر هذه الهزات بزلزال قريب فيلقى لبنان مصير تركيا وسوريا؟

عكست صور المواطنين الذين أخلوا منازلهم هلعاً كبيراً أمّا من قرر البقاء في منزله فعاش الرعب مضاعفاً جراء الخشية من ارتدادات الهزة. إنّ ما عاشه اللبنانيون فجر اليوم أعاد إلى الأذهان هزات أرضية وقعت في تواريخ سابقة لكنها كانت متفاوتة من حيث درجاتها، وبقي خطر الهزات يؤرق كثيرين منذ مرت فترة امتلأت فيها شاشات التلفزة بالباحثين والمعلومات عن الفيالق والهزات وغياب التخطيط الرسمي لمواجهة هذه الحوادث الكبرى، مع العلم أنّه كان من المفترض أن يشكّل بنداً رئيسياً للنقاش الدائم.

وفي حين اقتصرت الأضرار على الماديات، إلّا أنّ معظم اللبنانيين مروا بلحظات مرعبة لن تمحى من ذاكرتهم سريعاً وعادوا ليحفظوا مجدداً عن ظهر قلب الإرشادات الواجب اعتمادها في حين حصول حوادث كهذه، وباتوا يستفسرون أيضاً عن الاستعدادات لمواجهة الكوارث الطبيعية.

وفي معلومات “هنا لبنان” أن الاجتماعات التي عقدت لمواكبة ما جرى خرجت بتأكيد أن ما من توقعات دقيقة حول موعد وقوع الهزات الأرضية في لبنان.

وقد لاحظت أوساط مراقبة أنّ المجتمعين ذكروا أنه على الرغم من امتلاك تركيا لأحدث التقنيات المتصلة بتسجيل نشاط زلزالي، فلم يكن بالإمكان تحديد موعده بالضبط وإن لبنان مثل بريطانيا وغيره من الدول التي تأثرت بما جرى. كما أنّ بعض العلماء الجيولوجيين تحدث عن إمكانية حدوث ١٠٠ أو ١٣٠ هزة أرضية في لبنان، لكن الأمر يبقى في إطار التكهنات ليس إلّا.

وكشفت هذه الأوساط أن هيئة إدارة الكوارث أبقت اجتماعاتها مفتوحة، وشددت الهيئة على ضرورة التزام المواطنين بالتوجيهات والإرشادات والتعاون مع مراكز الخدمات والمتطوعين، كما أطلقت دعوة لعدم الأخذ بالشائعات عن تحديد موعد الهزات الأرضية.

إلى ذلك، أكّدت مديرة المركز الوطني للجيوفيزياء مارلين البراكس في حديث لـ “هنا لبنان” أن الهزة أصبحت وراءنا وانقضت، وما حصل كان أقرب من حيث الموقع إلى سوريا وتركيا، متوجهة بالتعزية إلى أهالي الضحايا الذين سقطوا جراء الزلزال الذي ضرب تركيا.

وتطمئن البراكس إلى أن لا خطر على لبنان حالياً لكننا في منطقة قابلة لأن تشهد هزات قوية وهذا أمر لا يمكن توقع حصوله، معلنة في الوقت نفسه أن لا خطر من تسونامي أيضاً، مشيرة إلى أن قياس الهزة الأولى في تركيا بلغ 7.8 درجات على مقياس ريختر وإن قوّتها واحدة لكن أثرها أقل في لبنان وموجاتها جاءت أخف حدة.

وتوضح أن عشرات الهزات الارتدادية حصلت بعد الهزة القوية ومع الوقت أصبحت أخفّ.

وكانت البراكس قد أعدت دراسة عن الهزة ورفعتها إلى مجلس الوزراء.

وعما إن كان هناك ما يستدعي الهلع، تجيب البراكس: “لا يمكن إطلاق العنان للخوف ويمكن القول إنّ الاحتمال بتكرار الهزة ضئيل”.

رسمياً، انعقدت لجنة الكوارث قبيل انعقاد مجلس الوزراء وقد اعتاد كثيرون على اجتماعها عند حلول الكارثة مع العلم أن باحثاً جيولوجياً توقع حدوث زلزال في تركيا وقال إن ارتداداته ستصل إلى سوريا ولبنان والأردن. ومثل كل مرة جرى التأكيد على تزويد المواطنين بالإجراءات الوقائية والكشف عن الأبنية، ولكن هل سنرى فعلاً تحركاً على الأرض في بلد تعم الفيضانات شوارعه كل شتاء ويعلق المواطنون في سياراتهم التي تتحول سفناً تسبح في الطرقات وكأنّ الشتاء يُفاجئنا في كل عام!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar