انكشافٌ أمنيّ، والجيش يمد اليد! قاطيشا لـ “هنا لبنان”: المخطط إضعاف الجيش


أخبار بارزة, خاص 4 نيسان, 2022

كتب طوني سكر لـ “هنا لبنان”:

في ظل العواصف الهوجاء التي تمر على لبنان، من تدمير ممنهج للمؤسسات والإدارات العامة، إضافة إلى القطاعات الاقتصادية والإنتاجية والخدماتية كافة إلى تسييس القضاء وتحويله إلى أداة للثأر السياسي وتركيع الإعلام، تبقى المؤسسة العسكرية رغم كل هذه الهزات الضمانة لما تبقى من دولة.

ولكن الجيش اليوم يعيش الاستشهاد والنزيف والاستنزاف والمذلة ونكران الذات اليومي على مذابح أوباش السلطة. فالمؤسسة العسكرية التي يبلغ قوامها أكثر من ٨٠ ألف عسكري، يعيشون جميعهم تحت خط الفقر وبظروف معيشية مزرية، دفعت بالبعض إلى الهرب وطلب التسريح بأرقام عالية تبشر بالأسوأ. فبدلًا من همّ حماية الوطن، يتخبّط العسكري في هموم كثيرة لا تبدأ بتكاليف تنقله ولا تنتهي بكسرة خبز عائلته اليومي.

لقد تحولت أهم احتياجات الجيش إلحاحاً إلى دفع الرواتب وتزويد المعدات العسكرية بالوقود وإطعام الجنود في الثكنات، أما التجهيزات والمعدات العسكرية وصيانتها فليست ضمن الأولويات، نعم المؤسسة العسكرية أصبحت في الحضيض وتعيش سياسة مد اليد ولا من يسمع، فقد سبق لقائد الجيش العماد جوزف عون أن ردّد وحذر أمام المجتمع الدولي والدول الداعمة أن “استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والمالي في لبنان سيؤدي حتمًا إلى انهيار المؤسسات ومن ضمنها المؤسسة العسكرية وبالتالي فإن البلد بأكمله سيكون مكشوفًا أمنيًّا”، في حين حذر البنك الدولي من أن “الانهيار الاقتصادي في لبنان يشكل ضغطًا غير مسبوق على القدرات العملانية للجيش اللبناني”.

إن الانكشاف الأمني وإضعاف الجيش وقتل عزيمة العسكريين، هو الهدف والحاجة الوجودية لكل طامع في لبنان وعلى رأسهم حزب الله للإطباق على الدولة وتطويعها لدى ولاية الفقيه.

وفي الجهة المقابلة تشهد صناعة المسيّرات واستيراد النيترات والمازوت وبيع الكبتاغون ازدهاراً ونمواً، في حين يتقاتل أركان المنظومة على كسب قلب هذه الميليشيا لتغطية فسادهم وسرقاتهم وبهدف إشباع هوسهم للسلطة، فالجيش ليس ضمن أولويّات هذه السلطة، لأن الحامي بالنسبة لهم هو حزب الله، والخراب والتدمير أوّل أولويّاتهم، فقيام دولة قوية بجيشها وشعبها يشكل عقبة بوجه مشاريعهم وأطماعهم بما تبقى من دولة.

فالجيش هو المدماك الأخير لأي نهوض، وسقوطه سيكون آخر السقطات ومن بعده لا شيء سوى الخراب والاندثار… وعلى لبنان الكيان والرسالة السلام.

وفي حديث مع النائب والعميد السابق في الجيش وهبة قاطيشا قال “الجيش لم يصل يوماً لهذه الحال”، وعن مخطّط لتدمير الجيش قال “هناك مخطّط لتدمير لبنان، وعندما يتدمّر لبنان يتدمر معه الجيش، ولكنّ الجيش يجب أن يكون آخر مؤسسة يُسمح بأن تتدمر لأنه إذا تدمّرت هذه المؤسسة ينتهي البلد ولا يعود هناك لا سلم أهلي ولا غير ذلك. ولكن إن أساس المخطط هو تدمير البلد والذين يقومون بذلك هم أشخاص من الداخل، لأنه باعتبارهم إذا تم تدمير المصارف، والمدارس والمستشفيات، المطار، المرفأ والمؤسسات بأكملها، يصبح من السهل السيطرة على البلد وهذا ما حصل، فهدفهم الأساسي هو تدمير كل شيء وعدم إبقاء أي شيء قائمًا، وطبعاً الجيش هو من ضمن كل هذا، فالجيش صامد بفعل مساعدة العديد من اللبنانيين والدول الخارجية لحين تحسن الأوضاع”.

وحول قدرة الجيش على الردع في ظل هذه الظروف اعتبر “نعم إذا حاول البعض استعمال الخارج لتدمير الجيش طبعًا الجيش ليس بقادر، فالمؤسسة صورة عن الشعب، وإذا وصل المخطط إلى هدم المؤسسة سيحصل كما حصل في سنة ١٩٧٦، ولكن ليس هناك أي مؤشرات تقول بأنه ممكن حدوث ذلك، وذلك لأن من يريد تدمير البلد يريد الإبقاء عليه بهيكليته ولكن ضعيفًا، فيبقى البلد بكل مؤسساته ومن ضمنها المؤسسة العسكرية تحت رحمة من يريدون السيطرة على الدولة، من هنا ليس من مصلحة الفريق الذي هدم الوطن أن يدمر الجيش، ولكن له مصلحة إضعاف الجيش لكي يصبح تابعًا له”.

وعن معاناة العسكريين قال “عندما يصل الحال بالعسكري إلى أن يجلب طعامه معه إلى الثكنة، يعني ذلك أنه لا يمكنك أن تقول بأنه عسكري بإمكانك الاعتماد عليه، فمعنوياً العسكر بالحضيض وخصوصاً لأنّ رواتبهم بالحضيض وفي الثكنة لا قدرة على إطعامهم، لأنّه من غير المقبول أن يخصص فقط ١٨٠٠٠ ليرة لبنانية لإطعام العسكري ثلاث وجبات يومياً، فماذا بإمكانه أن يأكل بهذا المبلغ”!

وزاد “الجيوش التي لا تتغذى والجيوش التي لا تتطبب ولا يمكنها أن تطعم عائلتها لا يمكنها أن تقاتل، من هنا كنا نرى جيوش الأنظمة الديكتاتورية تخسر، بينما الجيوش الديمقراطية تفوز لأن الجيش مكتفٍ وأهله أيضاً. واليوم معنويات جيشنا متدنية، ومن الجيد أنه هناك قيادة تحاول أن تستوعب العسكر بالكثير من القضايا ونشكرها على هذه الجهود”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us