الجامعة اللبنانية التي تظلمها السياسة، تنصفها أهمّ مؤسّسات التصنيف العالميّ


أخبار بارزة, خاص 7 نيسان, 2022

كتب د. طوني وهبه لـ “هنا لبنان”:

أمرٌ يدعو للحزن أم للفرح، مشهدٌ يتكرّر أسبوعيًّا وبالتزامن مع جلسات مجلس الوزراء، أساتذة الجامعة اللبنانية يعتصمون عند مدخل السراي الحكومي، مطالبين بإنصافهم ورفع الظلم عن الجامعة الرسمية الوحيدة في لبنان، ويرفعون الصوت عاليًا أن ارحموا طلّاب لبنان الذين لا قدرة لهم على دفع أقساط الجامعات الخاصة، ارحموا هذه المؤسسة الوطنية الجامعة.
كما يتعرّض أساتذة الجامعة الذين يقدمون زهرة شبابهم ونتاجهم العلمي والفكري لوطنهم للضرب والإهانة عند مفرق القصر الجمهوري، فيما هم يطالبون بأبسط حقوقهم وبديهيات شروط استمرار جامعتهم، التي تضم 86 ألف طالب وخمسة آلاف دكتور جامعي وأربعة آلاف موظف.
وقفاتٌ وحملات تضامنٍ شارك فيها نقابيون وأكاديميون ووزراء ونواب كلّها تدعو لرفع الظلم عن جامعة كلّ اللبنانيين، فيما المسؤولون عن هذا الوطن يصمّون آذانهم لأن أولويّاتهم هي تقاسم الحصص وزيادة مكاسبهم السياسية في وليمة الوطن.
هذه الجامعة وباعتراف أهم المراكز العلمية والبحثية العالمية، تقدم أحلى وأرفع المستويات العلمية والأكاديمية مجانًا لطلّابها، برسمٍ سنويٍّ لا يتعدّى الثلاثين دولارًا بسعر اليوم، ليتخرّج منها طالب الطب والهندسة ومختلف الاختصاصات بأرقى مستوى أكاديمي ووطني.
تلخّص مطالب الجامعة بأربعة ملفات بديهية لاستمراريّتها تبدأ بزيادة موازنتها حتى تلبّي أدنى حاجاتها التشغيلية إذ لا يعقل أن تهبط موازنتها من 270 مليون دولار أميركي إلى أقلّ من 18 مليون، وتفريغ الأساتذة المتعاقدين الذين وصلت نسبتهم إلى 80 بالمئة من الكادر التعليمي في الجامعة في وقت يفترض أن لا تتجاوز الـ 15 بالمئة، وتخصيص الأساتذة المتفرغين الذين قدّموا عمرهم لهذه الجامعة براتبٍ تقاعدي، فليس مقبولًا أن يخرج الدكتور إلى التقاعد دون راتب مستقرٍّ يعينه في حياته، كما أنه من حق المدربين الموظفين الذين يؤمنون الأعمال الإدارية والرقابية أن يحصلوا على راتبهم البسيط بشكلٍ شهريّ، إضافة إلى ملف العمداء الذي يشكل عقدة العقد بسبب التنازع السياسي بين مكونات السلطة.
هذه المطالب المحقة والطبيعية لأي إنسان كي يستطيع القيام بواجبه الوظيفي تتنكر لها السلطة السياسة، بحجج غير مقنعة وفي جوهرها تقاسم الحصص.

المستوى العلمي المتألق للجامعة اللبنانية
الجامعة التي يتم تدميرها بشكل منهجي، عبر ظلمها وسلب حقوقها، تعلن إدارتها في بيان اليوم:
“الجامعة حافظت على مستوى تعليمي عالٍ بشهادة مؤسسات التصنيف العالمي، ووضع تقرير مؤسسة (QS – Quacquarelli Symonds ) للتصنيف العالمي للجامعات/2022 الجامعة اللبنانية بين الجامعات الأولى عالميًّا ومحليًّا على صعيد تعليم الهندسة والتكنولوجيا والهندسة البترولية والعلوم الطبية والصيدلانية والفنون والتصميم”.
وأشار البيان إلى أنه “من أصل 1543 مؤسسة تعليمية عالمية شاركت في التصنيف، احتلت الجامعة اللبنانية عالميًّا المرتبة 390 في تعليم مواد الهندسة والتكنولوجيا جميعها والمرتبة 201 – 230 في تعليم مواد الفنون والتصميم والمرتبة 251- 300 في تعليم الصيدلة والمرتبة 451- 500 في تعليم العلوم الطبية”.
وأوضح البيان أنّه “وفقًا للأرقام المستندة إلى المعلومات المقدمة عن العام الجامعي 2020 – 2021، حقّقت الجامعة اللبنانية المرتبة الأولى على مستوى لبنان في تعليم اختصاصات الهندسة البترولية والفنون الإعلانية والتصميمية والعلوم الصيدلانية والدوائية، فيما حققت المرتبة الثانية في تعليم الهندسة المعلوماتية والكيميائية والكهربائية والإلكترونية والعلوم الطبية والكيمياء.
واستنادا إلى بيانات مؤسسة QS التحليلية، فقد سجلت الجامعة اللبنانية تقدمًا ملحوظًا على المستوى العالمي في عام 2022 مقارنة بأرقام عام 2021، وسجل اختصاص الهندسة البترولية المرتبة 51 – 100 عام 2022 بعدما كان في المرتبة 101 – 150 عام 2021، كما سجلت العلوم الطبية المرتبة 451 – 500 عام 2022 بعدما كانت في المرتبة 501- 550 عام 2021.
وسبق للجامعة اللبنانية أن حققت نتائج مماثلة في تصنيف QS العالمي والعربي للجامعات خلال السنوات الثلاث الماضية، وخصوصًا على مستوى التعليم العالي لأساتذة الجامعة وسمعتها الأكاديمية الجيدة وسمعتها المهنية في سوق العمل، إضافة إلى حضورها الواسع على شبكة الإنترنت”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us