دكاكين انتخابية متنقلة… واكيم لـ “هنا لبنان”: باسيل، بينوكيو العصر!
كتب طوني سكر لـ “هنا لبنان” :
ما زال فريق العهد ومن خلفه تياره على عادتهم بتحويل وتطويع المؤسسات والوزارات إلى دكاكين انتخابية، ففي العام ٢٠١٨ كانت التوظيفات من هب ودب في وزارة الطاقة ومؤسسة كهرباء لبنان لدرجة لم تعد تسع مكاتب المؤسسة والوزارة الموظفين الجدد أصحاب الكفاءة في تجيير الأصوات.
أما باب انتخابات ٢٠٢٢ هذا العام هي وزارة الخارجية والمغتربين والسفارات والقنصليات هي المسرح. فالأدوات والعدة تغيرت أما الحسابات الانتخابية فهي الطبق الدائم، والمحاولة اليوم هي عبر تشتيت أصوات المغتربين وتصعيب الأمور عليهم وتفريق أبناء الأسرة الواحدة يوم الانتخاب تحت ذريعة وحدة المعايير، فماذا استجد منذ انتخابات العام ٢٠١٨ حتى تغيرت المعايير؟ وما هو سبب هذه المعايير اللامنطقية المعلبة؟
السبب والمعيار واحد ألا وهو ردع وإسكات الصوت الاغترابي الذي هجر قصراً عن أرضه والذي ربما علم من دوائر العهد أنه سيهز عرش الصهر في دائرة الشمال الثالثة.
نعم يصح في هذا المعيار المعتمد من قبل أزلام العهد في وزارة الخارجية تسمية الميليشيوي، لأن من يحاول تطويع المؤسسات “لغايات في نفس جبران”، يستحق هو لقب الميليشيوي، فمنطق الميليشيا هو بتطيير حق المغترب بانتخابات شفافة ونزيهة دون عراقيل و”معايير” غب الطلب.
نعم يا سادة إن منطق تطويع المؤسسات والزبائنية في مؤسسات الدولة هو منطق الميليشيات، فالدولة بكافة مؤسساتها ووزاراتها ومصالحها وسفاراتها تحولت لدكاكين انتخابية تطوع عند كل استحقاق لرفع الصهر المتدلي إلى تحت. فكم من الجرائم ترتكب كرامة عين الصهر الذي قطع الظهر.
فليعلم هذا الصهر أن صندوق الاقتراع لا يملكه أحد سوى الشعب مصدر كل السلطات. والسلطة التي يحكمها تجار مصيرها السقوط… “فاتركوا ما لقيصر لقيصر، وما للتاجر للتجار!” وارحلوا قبل أن يأتي القطار في ١٥ أيار.
وفي حديث مع عضو تكتل الجمهورية القوية النائب عماد واكيم حول طريقة تصرف وزارة الخارجية مع انتخاب المغتربين قال: “بالمختصر يعتبر تصرفهم إساءة استخدام للسلطة، هذه الصفة العامة تلحق التيار العوني منذ بداية عملهم في السياسة وحتى تاريخه، وكافة محاولاتهم تقوم على تجيير كافة مقدرات الدولة لمصالحهم الخاصة. والذي حدث في عدة بلدان ولكن بشكل كبير ما حدث في أستراليا، من حيث توزيع المقترعين في العائلة الواحدة على مناطق تبعد بين المنطقة والأخرى الأربع ساعات، وسبق لنا وراجعنا وزير الخارجية بشخص النائب جورج عدوان لحل هذا الشيء، والذي بدوره وصله بأحد الموظفات في السفارة التابعة للتيار الوطني الحر والتي قالت أنها ستعالج الموضوع ولكن الأمر لم يحدث”.
وأضاف: “لماذا هذا الشيء في أستراليا؟ لأن في أستراليا أكبر نسبة مسجلين في الدائرة المرشح فيها جبران باسيل أي الشمال الثالثة، لذلك هو خائف من هذا الصوت الاغترابي، وكل الناس يعلمون محاولته تحت ستارة إعطاء الاغتراب حقهم بالتمثيل بست مقاعد، علماً أن هذا الشيء لم يكن مطلب الاغتراب، وكل خطابات وآراء المغتربين كانت بالمطالبة في المشاركة بالحياة اللبنانية، والاقتصاد اللبناني يقف على تحويلاتهم التي تبلغ الـ ٧ مليار دولار، فمصلحة لبنان ومصلحته الاقتصادية تكون بربط هذا الاغتراب عضوياً بلبنان، فهم ليسوا بحاجة لنواب يمثلونهم في الاغتراب، فكل مطالبات جبران هذه كانت لتطيير انتخابات المغتربين، ولما لم يتمكن من تطييرها ها هو يحاول اليوم أن يلعب في هذه المسألة، وأستراليا تحديداً لأن أغلبية المهاجرين إليها هم من الدائرة الثالثة، وهو يعلم أن الجو العام ضده وضد تياره وبالتالي إن ارتفاع نسب اقتراع المغتربين هناك يصعب عليه قدرته على الحصول على حاصل، وكل جهوده الآن هي باتجاه محاولة تصعيب الأمور على المغتربين عبر فرزهم إلى مناطق متباعدة”.
وعن وصف جبران باسيل للقوات بـ “الميليشيا” بعد رأيها بتصرفات وزارة الخارجية وطرحها الثقة بوزير الخارجية قال واكيم “لقد سبق وسميته بينوكيو العصر، وأساساً نحن نتكلم عن موضوع إداري يخص المغتربين، فما هو الرابط بين هذا الشيء والميليشيا؟ أولًا نحن كنا مقاومة ولم نكن ميليشيا ونفتخر بالذي فعلناه، وإذا تكرر الوضع القائم آنذاك نعيد فعل نفس الشيء ولم نخجل أبداً، ووصفه هذا موجه إلى الأشخاص الذين لا يزالون يصدقونه ومحاولة منه لشد العصب والشعبوية. وإذا كان يتكلم عن الميليشيات، فمن هم حلفاؤه؟ وماذا الذي حصل الاسبوع الماضي بين حركة أمل ولائحة التغيريين، وكل هذا أمام أعين الرأي العام، وأفعال حزب الله ما تسمى وقتاله في اليمن وسوريا و٧ أيار واغتيال قيادات الرابع عشر من آذار. فعند هذا الانفصام بالمواقف لا يمكنني إلا محاولة ضبط لساني”.
وزاد: “وصل الاستغباء بفريق التيار إلى القول إن أردت الكهرباء انتخب التيار، ومنذ استلامهم لوزارة الطاقة عجز الخزينة زاد ٤٠ مليار دولار على مدى ١٢ عامًا، وما زال الاستغباء قائماً ويقولون نريد أن تجلب الكهرباء، هذا الشي لا يدخل بأي منطق أو أي عقل، وكل أقوالهم قائمة على ماكينات من الكذب وتطويع بعض الذين يصدقونهم، ويضحكون على شعبيتهم بالقول أنه المخلص وهو الذي يفعل. ويوم صعدوا إلى معراب لدعم وصول عون للرئاسة لم نكن ميليشيا، واليوم اكتشفوا ذلك؟”
وعما ستفعله القوات لوقف ممارسات وزارة الخارجية مع المغتربين قال: “أولاً فليطمئن جبران أن كل الذي يفعله الاغتراب على معرفة به، وهذا الشيء زادهم حماسة للاقتراع وحتى لو كان مركز اقتراعهم على بعد ألفي كيلومتر، وثانياً لقد تقدمنا كتكتل لرئيس مجلس النواب بطرح الثقة بوزير الخارجية وفقاً للمادة ٣٧ من الدستور، وطرحنا هذا لرفع مستوى المواجهة ولكي يعلم المغتربين من يريد صوتهم، ومن الذين يريدون فقط أموالهم وسرقتهم، وسنحاول زيادة الضغط مع باقي الكتل النيابية وفي مجلس النواب ولطرح هذا الموضوع لتصحيح الوضع القائم”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
بسام مولوي من معدن الرجال الرجال! | لبنان يتأرجح بين مطرقة شاوول وسندان الشامي! | انتخابات القوات أمثولة… كيروز لـ “هنا لبنان”: القوات إطار جامع لأجيال المقاومة |