خلافاتٌ داخل التيار الوطني الحر.. مشاكل بالجملة وخلطٌ للأوراق بعد الانتخابات


أخبار بارزة, خاص 23 أيار, 2022

كتبت نايلة المصري لـ “هنا لبنان”:

على الرغم من كل “البهورات” الإعلامية ومهرجانات النصر، إلّا أن التيار الوطني الحر يعلم جيداً أنه مُنِيَ بخسارة كبيرة في الانتخابات النيابية، وأن الأرقام التي حصل عليها تدل على تراجع كبير للتيار داخل البيئة المسيحية، في حين أن المقاعد التي يتغنى بها ليست من أصوات مسيحية خالصة.

نبدأ من الاغتراب، حيث كانت النقمة عالية جداً على “الحزب الحاكم” وقد بدا الصوت الاغترابي مناهضاً لمن أوصل البلاد إلى ما هي عليه اليوم. وأظهرت الإحصاءات والأرقام أن أصوات الاغتراب قلبت ميزان القوى لصالح القوات اللبنانية من جهة أو لوائح الثورة من جهة أخرى.

أما في الداخل، فلم تكن المعادلة مغايرة على الإطلاق، ولعل ما جرى في جزين هو خير مثال على ذلك، فسقوط مرشحين للتيار الوطني الحر وفوز مرشحي القوات شكل ضربة قاضية. فإضافة إلى الخلافات التي كانت واضحة للعلن ما بين كل من المرشحين زياد أسود وأمل أبو زيد، والتي أدت إلى إعلان أبو زيد انسحابه من المعركة، إلّا أن تدخل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أدى إلى لملمة هذا الموضوع، لخوض الانتخابات من دون معارك. وقد تجلى هذا الأمر أيضاً في التصريح الأخير لرئيس التيار جبران باسيل قبل الصمت الانتخابي، حيث قال إن المشكلة في جزين ستترك إلى ما بعد الانتخابات.

ولكن الخسارة الكبيرة أدت إلى فضح الأمور، حيث اتهم النائب السابق زياد أسود رئيس التيار بالخسارة، تحت ذريعة “ما ترك النا صاحب نتحالف معو بجزين”، وهذه الخسارة أدّت إلى غياب أسود عن احتفال النصر في بيروت، على الرغم من وجود أبو زيد، وهذا الأمر مرده إلى حرد لدى أسود من السياسة التي اتبعها التيار في منطقته وأدّت إلى ما أدّت إليه.

هذا الخلاف العلني تزامن مع خلافات بقيت مطمورة في عدد كبير من المناطق وتجسدت في صناديق الاقتراع، حيث لم يلتزم الكثير ممّن يحملون بطاقات حزبية بالنواب المرشحين من قبل التيار، وأعطوا أصواتهم التفضيلية للوائح أخرى أو مرشحين آخرين، وهذا ما أدى إلى تحركات عكسية من قبل القيادة الحزبية.

وفي هذا الإطار، أشارت معلومات خاصة لـ “هنا لبنان” إلى أنّ الأيّام المقبلة ستشهد على الكثير من الإقالات والطرد من التيار وسحب البطاقات الحزبية، نظراً لعدم الالتزام بتعاميم التيار.

وعليه فإنّ التيار الوطني الحر، سيشهد في المرحلة المقبلة، نوعاً من “النفضة” الكبيرة، بعد ما جرى، حيث سيعاد ترتيب البيت الداخلي ويعاد لملمة الأمور للخروج من الأزمات التي ضربت من الداخل.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us