شبع اللبنانيون من “التغيير والإصلاح”.. جبور لـ “هنا لبنان”: هناك قنوات تواصل مفتوحة مع قوى التغيير


أخبار بارزة, خاص 12 حزيران, 2022

كتب طوني سكر لـ “هنا لبنان” :

فيما حزب الله وحلفاؤه يخوضون الاستحقاقات الدستورية بإتلاف موحد رغم خسارتهم للأغلبية النيابية، ها هي القوى المعارضة لحزب الله والمناهضة للقوى الحاكمة تعيش أزمة عند كل استحقاق دستوري منذ انتخابها، فلم تتمكن من إيصال نائب لرئيس مجلس النواب من صفوفها والشيء نفسه في هيئة المجلس، أما في انتخابات اللجان لم تبادر هذه القوى المعارضة إلى التحالف لإيصال أكبر عدد من النواب إلى رئاسة اللجان بل بقيت شعبوية “كلن يعني كلن” المتحكمة في سياسة النواب التغييرين وكأن فتح الحروب على الجميع يمكن أن يصرف في السياسة.
لغاية اليوم لم يتمكن النواب التغييريون من “تقريش” مبادئهم وخطابهم السياسي الذي أوصلهم إلى المجلس، بل بقيوا معادين في المطلق للجميع حتى الذين يشبهونهم بالمبادئ والطروحات.
أما المطلوب اليوم هو توحيد القوى السيادية المعارضة لمنظومة الفساد والسلاح تحت لواء واحد في الاستحقاقات الدستورية الأهم من التكليف إلى التشكيل إلى انتخابات رئاسة الجمهورية، وبعدها يمكن النقاش والاختلاف على طريقة الإدارة والحكم، فما هو مطلوب هو أن تكون مفاصل الدولة الدستورية خارج قبضة حزب الله وحلفائه، لأنه طالما الشعبوية هي المتحكمة في السياسة ليس هناك من أمل… فقد شبع اللبنانيون من شعارات “التغيير والاصلاح” التي لم تجلب للبنان سوى الهلاك والدمار…
التغيير اليوم يقوم على الأكثريات، والأقليات الشعبوية مصيرها مثل جماعة “ما خلونا”، ولكي يكون “فيكن وفينا” يجب أن نكون أكثرية متراصة…

وفي حديث مع رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية شارل جبور لـ “هنا لبنان” وعن رأيه بتجربة نواب التغيير قال: “هؤلاء النواب هم نواب جدد دخلوا إلى البرلمان فلا نستطيع أن نحكم على تجربة ما زالت حديثة وتحتاج إلى الوقت لكي تخترق بشكل أكبر ونحن لسنا اليوم بصدد إطلاق أحكام نهائية عن تجربة ما زالت في طور اكتشاف نفسها وكيفية تعاطيها مع الملفات”.
وأضاف “لا شك أن هناك محطتين مرت هذه التجربة بهما، المحطة الأولى كانت في انتخاب رئيس ونائب رئيس وهيئة مكتب المجلس، وهذه المحطة يمكننا اختصارها في شقين، الشق الذي له علاقة بنائب الرئيس فبرغم تعددية مكونات المعارضة واختلافها تمكنا من الوصول في نهاية المطاف إلى توافق على اسم واحد هو غسان سكاف بمعزل عما إذا التزم به الجميع، ولكن في نهاية المطاف تمكنا من الوصول إلى تسميته بغض النظر عن كيفية المقاربة وهذه التجربة في موضوع نائب الرئيس كانت جيدة نسبياً. فالمعارضة لم تتمكن حتى اليوم من وضع آلية لتنسيق خطواتها. أما في موضوع انتخاب اللجان كان من المفترض أن تتم المسألة بمقاربة مختلفة، فنحن قلنا من اللحظة الأولى كقوات ليس لدينا مشكلة بالانتخاب وليس لدينا إشكال بالتوافق، ولكن في نفس الوقت لا يمكن لقوى التغيير أن لا تنتخبنا كقوات وفي وقت ثانٍ يطلبون منا انتخابهم، وثانياً لا يمكنهم أن يترشحوا إلى اللجان دون إقناع النواب، ففي النهاية القاعدة الانتخابية في اللجان تختلف عن القاعدة الانتخابية خارج البرلمان، فالقاعدة خارج البرلمان هي الناس، أما القاعدة داخل البرلمان هي النواب، فإذا كانت القاعدة داخل البرلمان هي النواب فكيف لك أن تتمكن من انتزاع رئاسة اللجان وعضويتها إذا لم تنسق مع النواب، فعلى أي أساس أنت تريد أن ينتخبوك؟ فإذا اعتبروا أن الأمور تسير دون التنسيق مع أي مكون داخل البرلمان وتريد أن تنتخب فهذا الأمر لا يصح، فعليك التوافق مع قوى معينة في معركة اللجان، فكان من الممكن أن تكون معركة بلوكين نيابيين على غرار معركة نائب رئيس مجلس النواب، بين فريق نيابي يرى أنه يمكن أن يجد قواسم مشتركة بين بعضه ويخوض معركة اللجان كلها أو معظمها أو بعضها، أو إذا اعتبرت نفسك أنك ضد الكل فلا تترشح، وفي أول التجربة تصرح أنك لا ترى انسجامًا مع مكونات المجلس النيابي على اختلافها وتفضل عدم الترشح لأن القاعدة التي ستنتخبنا نحن ضدها. فلا يمكن لقوى التغيير أن ترفض التنسيق فالناس بالنهاية انتخبوا أناسًا من ٨ آذار و أناسًا من ١٤ آذار وبالتالي مقاربة هذه المسألة لم تكن مقاربة ناجحة، ولكن أعيد وأقول إن ذلك مرده إلى التخبط في البدايات وهناك أناس تتلمس طريقة لمشوارها وفي آخر المطاف جميعنا محكومون بعملية تنسيق وتعاون مشترك.”
وزاد “أن نقطة الالتقاء هو حزب الله وقوى ٨ آذار والتيار الوطني الحر، ولذلك التنسيق يجب أن يكون بالبحث عن قواسم مشتركة بين المكونات التي تشبه بعضها، فبالنهاية جميعنا يريد الدولة والدستور وتغيير النهج التلقائي، لذلك عليك الالتقاء مع من يشبهك، فلا قوى التغيير لوحدها قادرة على تنفيذ أي من هذه النقاط ونحن كقوات رغم حجمنا وحيثيتنا لا يمكننا لوحدنا فعل شيء لنكون صريحين، ففي النهاية جميعنا بحاجة للتقاطع مع أناس مثلنا ولو في نسبة معينة حول مفاهيم أساسية نتعاون سويًا للوصول إليها، لذلك يدنا ممدودة باستمرار لكي نتمكن من التعاون مع الناس الذي يمكننا أن نلتقي على نقاط مشتركة معهم بهدف الوصول إلى الأهداف المرجوة، وإلا نكون قد أفسحنا المجال أمام قوى منظمة لديها مايسترو هو السيد نصرالله، أن يتمكنوا، كما تمكنوا من الفوز برئاسة المجلس ونيابة المجلس وهيئة المجلس، من الفوز في معركة تكليف رئيس حكومة، لذلك نحن كقوى ملزمون تجاه الناس الذين انتخبونا، وتجاه الناس التي تريد السيادة والتغيير، فلو لم يقتنع الناس بخطنا هذا لكانوا حجبوا عنا أصواتهم، فمن هنا نحن ملزمون للتعاون من أجل كف يد الفريق الذي أوصل لبنان إلى ما هو عليه، ولذلك نحن جميعاً يجب علينا البحث عن مساحات مشتركة تجمعنا لكي نتمكن من مواجهة الفريق الذي أوصل البلد إلى هنا”.
وعن التواصل بين القوات وقوى التغيير من أجل تكليف رئيس حكومة قال “طبعاً هناك قنوات تواصل مفتوحة واعتباراً من الأسبوع المقبل ستتكثف لأنه يفترض أن يصار الأسبوع المقبل أو ما بعده كحد أقصى إلى تحديد رئاسة الجمهورية للاستشارات، فلذلك يجب أن يكون هناك شخصيات مدعومة من قوى المعارضة التعددية من أجل أن تتمكن من طرحها وتسميتها من أجل أن تكلف، لأن استحقاق التكليف هو استحقاق أساسي ومفصلي فمن خلاله تستطيع وضع مواصفات الحكومة التي يجب أن تشكل في المرحلة المقبلة لأن كل الحكومات التي شكلت لغاية الآن أوصلت لبنان إلى ما وصل إليه، ولذلك نحن تحت هذا العنوان، عنوان فتح الخطوط مع مكونات المعارضة على اختلافها من أجل الوصول إلى التفاهم حول مواصفات الحكومة المطلوبة في المرحلة المقبلة، وأن تتجسد هذه المواصفات في شخصية قادرة أن تحمل هذا البرنامج وهذه الشخصية يجب أن تأخذ أصوات أكثرية داخل قوى المعارضة من أجل أن نتمكن من أن ننتزع جميعنا هذا التكليف”.
وهل نواف سلام مرشح القوات لرئاسة الحكومة قال “لا زلنا لغاية الساعة في الطور البحث عن قواسم مشتركة لتحديد المواصفات ومن بعدها تحديد اسمين أو ثلاثة ومن بعدها نذهب إلى تسمية شخصية موحدة في الاستشارات .”

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us