السفيرة الفرنسية في لبنان: لا تتأخروا في الإصلاحات.. نريد لبنان دولة!

ترجمة “هنا لبنان”

ناشدت السفيرة الفرنسية آن غريو المعنيين إعادة بناء دولة قوية في لبنان والإسراع في إنجاز الإصلاحات، وانتقدت بشدة القوى السياسية العاملة في الاتجاه المعاكس دون ذكرأسماء.

وقالت غريو خلال ندوة نظمت الخميس في معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي حول موضوع “لا خيار إلا الدولة القادرة”: “لن يكون هناك لبنان من دون دولة، بالرغم من أن هناك من يريد له أن يختفي، وهناك من يريد وضع اليد والسيطرة عليه، وهناك أيضاً من يريد طرحه للبيع في المزاد للتعويض عن الأخطاء التي مارسها”.

وهذه الندوة تأتي في سياق “اجتماعات كبار المسؤولين التنفيذيين”، التي ينظمها معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي منذ العام 2010 معهد باسل فليحان المالي والسفارة الفرنسية في لبنان والمعهد الوطني الفرنسي للخدمة العامة (المعهد الوطني للإدارة ENA سابقاً)، وهو مسؤول عن “مناقشة مستقبل الخدمات العامة في لبنان، وكيفية إعادة الدور الرئيسي للدولة ومؤسساتها في إدارة الأزمات وحلها”.

وتساءل المشاركون عن دور وتاريخ ومستقبل الدولة في لبنان.

وافتتحت المناقشات بالاشتراك مع السفيرة آن غريو ومدير معهد باسل فليحان بالوكالة غسان الزعني، وعدد من المتحدثين وكبار المسؤولين اللبنانيين، إضافة إلى باحثين، قضاة ومانحين دوليين، إلخ…

وعقدت أربع طاولات مستديرة يوم الخميس، وكان التأكيد على “كيفية إعادة الدور الرئيسي للدولة ومؤسساتها لحل الأزمات وكي تكون في خدمة الشعب”، إذ لا يُقصد بدعم المانحين الدوليين أن يحل مكان عمل الدولة، ولا أن يستمر إلى الأبد.

كما تمّ التشديد على “أهمية اللامركزية لتعزيز عمل الدولة على المستوى المحلي؛ وتوزيع المهمات بين الدولة والمجتمع المدني”.

وفي حديثها، قالت غريو إنّها رأت في عنوان هذا المؤتمر “تحيزًا محقاً، إذ تمّ طرح الموضوع على أنه مطلب أساسي”، أكدت أنها أيّدت المنظمين بشكل كامل في اختيارهم، معلّقة: “الحفاظ على الدولة اللبنانية لأجل اللبنانيين، هذا هو معنى وهدف عملنا المتجدد منذ 4 آب 2020”.

وشددت السفيرة على أن “الأمر متروك الآن للبنانيين في المستقبل القريب لتحديد عقد اجتماعي يتضمن ما يريدون من الدولة و ما لا يريدون”.

وأشارت إلى أنّها رفضت السماح بأن تصبح المساعدة الدولية “معياراً، أو أسوأ من ذلك، راتباً سنوياً”، وأنّ عمل المجتمع الدولي “في نهاية المطاف لا ينبغي أن يكون بديلاً للعمل الوطني”.

وأوضحت أنّ “شركاء لبنان، وفي مقدمتهم فرنسا، يريدون شيئاً واحداً فقط، وهو التمكن من دعم لبنان بشكل هيكلي وليس فقط في حالة الطوارئ” مؤكدة على ضرورة تنفيذ “إصلاحات هيكلية” واعتماد “تدابير أساسية لمساعدة البلاد على التعافي، لا سيما التدابير المتعلقة بتنفيذ الاتفاق مع صندوق النقد الدولي”.

إذًا بالنسبة إلى غريو، “هذا الاتفاق هو الخيار الوحيد الذي يمكنه توفير التمويل للدولة والمؤسسات العامة والسماح بدعم النظام بشكل دائم”، لافتة إلى أنّ فرنسا ستواصل دعم لبنان “لترسيخ الأسس لدولة تخدم اللبنانيين”.

وقالت غريو “هذا هو جوهر دعمنا لاستكمال إصلاحات الحوكمة الاقتصادية والمالية الجيدة، مثل المشتريات العامة”.

وختمت غريو بالقول: “الحفاظ على منجزات التنمية وضمان قيام الدولة بدورها وتنفيذ مهامها في تقديم الخدمات العامة للبنانيين، هذا ما نبحث عنه عندما ندعم قطاع المياه والصرف الصحي، وقطاع الصحة أو حتى قطاع التعليم”.

وبعد المؤتمر، كتبت غريو عبر حسابها على “تويتر”: “فرنسا، مثل المجتمع الدولي بأسره، مستعدة لدعم الدولة ومؤسساتها في لبنان، لكن الإصلاحات المتوقعة يجب ألا تتأخر أكثر من ذلك”.

المصدر: MONDAFRIQUE

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us