الجسم سليم، العقل لا!


أخبار بارزة, خاص 10 آب, 2022

كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان”:

صيف العام 2015، خاض رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون حملة داخل مجلس الوزراء وخارجه لإيصال صهره الثاني بتراتبية العرش إلى قيادة الجيش خلفاً للعماد جان قهوجي، ولم ينل مراده. وفي حمأة النقاشات السياسية والإعلامية، طلع عضو تكتل التغيير والإصلاح مدافعاً عن خيار روكز لا بسبب قرابته من الجنرال ـ الأب بل بسبب أهليته وكفاءته العالية وأحقيته بتولي المنصب. وكثيرون يذكرون قول نائب زحلة المهندس سليم عون الشهير في مقابلة مع الزميل وليد عبّود: “أهمية شامل ليست كونه صهر الجنرال، لأنه مهم صاهر الجنرال”.

قول يستحق أن يكون موضوعاً في كتاب التربية العونية الحديثة. تحليل نصوص وأعمال تطبيقية.

الحب أعمى. وحب سليم عون لرئيسه وملهمه ومثاله بالفعل لا شفاء منه. إن غيّر الجنرال رأيه بروكز، يغيّر سليم. وإن هجا الرئيس نجيب ميقاتي لا يترك فيه سليم ستراً مغطى. وإن لحّم عون الجرّة المكسورة مع نجيب ينبري سليم القوي دفاعاً عن خيار الرئيس القوي. في الأمس ضرب ضربتين في حديث إلى برنامج الحدث. فسأل بكل ثقة: “كيف فشلنا في وزارة الطاقة؟ فالكهرباء مسؤولية الحكومة”. الفشل تتحمله الحكومة مجتمعة والنجاح سمة عونية. وبما أن الشيء بالشيء يذكر فإن سليماً يذكر بسليم.

أتذكرون النائب العوني الآخر سليم الخوري وقوله المأثور: “لا نستطيع أن نتخلى عن وزارة الطاقة لأي حزب آخر بعد كل الإنجازات التي قمنا بها حتى لا ينسب هذه الإنجازات له”.

كم يفتقد المجلس الجديد هذا الشاب الألمعي!

عندما كتب الشاعر اللاتيني جوفينال mens sana incorpore sano

أي العقل السليم في الجسم السليم، لم يتوقع إستثناءات، والدليل السَّليمان وباقي السلماء البرتقاليين.

وإذا كانت الحكمة هذه من بنات أفكار الفيلسوف اليوناني طاليس. فالبنت تلك طلعت غبية!

فتحت بدائع سليم، في الحوار ـ الحدث، أبواب التهكم والتنمّر والمرح والهزء على مصاريعها وأبرز ما قاله بثقة العارف والمؤمن: “رح تبكوا دم عندما يغادر الرئيس قصر بعبدا”!

إذا كانت الأمور بهذا السوء فليبقَ الرئيس في مكانه. رجاءً! إن رفض قيّدوه على الكرسي. أن أصر على رفض البقاء حنّطوه.

لم يأت نائب زحلة على ذكر الإحتفاليات المتوقعة وإطلاق المفرقعات النارية إحتفاء بيوم المغادرة. يتقاطع كلام سليم عون حول أهمية بقاء عون أو أي مستنسخ منه في بعبدا، مع طرح إستشرافي للنائب (السابق) الدكتور ماريو عون قدمه للجمهور في كانون الثاني 2021: “إن عدم التمديد للرئيس عون هو ظلم بحقّه وبحق قسم من الشعب اللبناني”.

وإن استُشيرت مدعي عام الإستئناف في جبل لبنان القاضية غادة عون، بدستورية التمديد، ستُجيب من خارج اختصاصها، مؤيدة بقاء عون في سدة الرئاسة إلى أن يُنجب الدهر له مثيلاً!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar