… وهل سيكرّمها الرئيس أيضاً؟


أخبار بارزة, خاص 15 آب, 2022

كتب ناشر “هنا لبنان” طارق كرم:

السؤال الوارد في العنوان يجب أن يُسأل، في ظلّ فورة التكريم التي يشهدها القصر الجمهوري في الأسابيع الأخيرة. فقد باتت أخبار التكريم أكثر من أخبار الاستقبالات والاجتماعات، خصوصاً أنّ غالبيّة استقبالات الرئيس هي إمّا لنوّاب التيّار الوطني الحر أو للوزراء المحسوبين عليه، أو ديبلوماسيي دولٍ تكاد لا تجدها على الخريطة لبحث العلاقات الثنائية التي لم تكن موجودة يومًا.

لن ندخل هنا في أحقيّة هذا المكرَّم أو ذاك، ولكن يجب أن نسأل لماذا اختير من دون غيره؟

لماذا، مثلاً، اختير بطلٌ رياضيٌّ معيّن بينما لم يُكرّم أبطالٌ آخرون؟ لماذا لم يُدعَ أبطال منتخب لبنان في كرة السلّة إلى بعبدا لتكريمهم أم أنّ لسان وائل عرقجي الصادق وضع حدًا لمحاولات السياسيين ركوب موجة الإنتصار، وأعاد تصحيح بوصلة ما يسمى ثورة والتي أصبحت تمثيلًا وتدجيلًا خصوصاً في الإنتخابات الأخيرة وعراضات البعض من فرقة الـ ١٣؟

ولماذا تُكرّم صاحبة مطعم من دون غيرها من أصحاب المشاريع السياحيّة التي انتشرت في لبنان وخارجه؟ ولماذا أصلاً يُكرَّم صاحب مطعم هو، في النهاية، يستثمر مالاً ليحقّق أرباحاً؟ أم أنّ هذا الأمر يعتبر في عمق الصراع الإستراتيجي مع العدو الإسرائيلي على هوية التبولة والحمص والفلافل، وفي ما بعد على كاريش وقانا ومزارع شبعا؟

وهل هناك، مثلاً، لجنة من أكاديميّين ومتخصّصين يختارون المكرَّمين، أم هي الاستنسابيّة عينها التي نراها في التعيينات؟ “هيدا بخصّنا فنكرّمه”، وذاك تجمعنا به مصلحة، وثالث “طالبو فلان”…

ثمّ أنّ كثافة التكريمات، التي تكاد تصبح يوميّة في الأشهر الأخيرة من العهد، تجعل الأمر شبيهاً بجوائز “الموريكس دور” حيث الأخوان حلو هناك والأخوان غير الشقيقين باسيل وجريصاتي هنا، كون أب العائلة لا يعي ماذا يفعل ولا يعرف المكرّمين أصلًا، بينما المطلوب أن يُكرَّم كبارٌ في العلم والثقافة، وأيضاً في الإعلام الذي تصارع مؤسّساته للاستمرار في ظلّ الظروف الصعبة. ولكن نخشى، إن قرّر الرئيس تكريم الإعلام، أن يختار، لا شعوريًا، صهره روي الهاشم ليُكرَّم على “النجاح الباهر” لمحطة OTV!

لقد كان عهداً حافلاً بالأخطاء، وأحياناً الخطايا. ولكن، حبّذا لو ينتهي بطريقةٍ أخرى! بإنجازٍ ما. بصورةٍ جميلة. بلفتة تجاه اسمٍ كبيرٍ منسيّ. بزيارة إلى فيروز، بوردةٍ على قبر عاصي ومنصور. نأسف أنّه ينتهي بطريقة دراماتيكيّة، حتى بالتكريمات التي ستكرّ سبحتها مع بعض الشخصيات “الأورانجية” التي تعرّضت للتنمر في السنوات الأخيرة بسبب انتمائها وولائها الأعمى.

إلى هنا الأمور مأساوية ولكن لن تخرج عن السيطرة إلّا إذا فعلها ميشال عون واختار أن يكون ختامها مسكاً بتكريم أخت “الأخوين” وبنّوتة القصر المدلّلة غادة عون، وتصبحون على عهد…

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us