فرنسا تسوّق لمرشّح رئاسيّ توافقيّ


أخبار بارزة, خاص 18 آب, 2022

كتب أسعد بشارة لـ “هنا لبنان:

أسبوعان وتبدأ المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، فيما الصورة لم تتضح إلى الآن لا بالنسبة للورقة المطوية التي يضمرها حزب الله، ولا بالنسبة للمعارضات التي لم تبدأ بعد بالبحث الجدي بتوحيد الترشيح حول اسم تخوض به معركة الرئاسة، التي هي معركة إدارة مرحلة من أكثر المراحل صعوبة وخطورة.
وإذا كان البوانتاج النيابي قد بدأ عمله سواء لدى فريق حزب الله أو خصومه، فإن هذا البوانتاج يبدو غير متصل بالمعادلة الجدية التي تنتج رئيس الجمهورية، فهذه المعادلة تبدأ في بيروت لكنها لا تنتهي فيها، بل تمتد إلى عواصم القرار، وتلعب باريس في هذه المرحلة دوراً محورياً في بلورة صيغة رئاسية واسم يسمى وسطياً، يمكن أن يقبله حزب الله، وبالتالي تتعبد الطريق أمامه إلى بعبدا، بعد رحلة السنوات الست من عهد الرئيس ميشال عون، التي أعطت دروساً وأمثولات إلى العديد من القوى ومراكز القرار في الداخل والخارج.
عن المسعى الفرنسي الجديد القديم يمكن الكلام بإسهاب، لكن المعنيين يحيطون المبادرة الفرنسية التي لم تصبح معلنة بعد بستار من الكتمان، لكن ما تسرب عنها يكفي لوضع تصور أولي وفق الآتي:
أولاً: تركز المبادرة الفرنسية على ترتيب حوار جدي مع طهران طالما كان الهدف منه الاستعداد لعودة العلاقات الاقتصادية الفرنسية الإيرانية، إلى المرحلة التي كانت تشهد دخول الشركات الفرنسية للاستثمار في إيران، هذه العودة التي تريدها فرنسا بعد التوقيع المتوقع للاتفاق بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، ما سيرفع العقوبات، ويمهد لعودة العلاقات الطبيعية، كما لاستئناف البحث في كل الملفات ومنها الملف اللبناني.
ثانياً: تركز المبادرة الفرنسية على نيل غطاء عربي وتحديداً سعودي للاسم التوافقي الذي ستطرحه فرنسا، هذا الغطاء الذي تتحفظ المملكة العربية السعودية عن إعطائه، لأنها لا تريد تكرار اعتماد السياسات ذاتها التي أدت إلى سيطرة حزب الله على قرار لبنان، بعد إيهام العالم أن الحكومات تتشكل بطريقة توافقية بين جميع الأطراف، وبأن الرؤساء يتم انتخابهم من المجالس النيابية بطريقة ديموقراطية. وعلى الرغم من التحفظ السعودي على تكرار السياسات القديمة، تأمل فرنسا أن تعيد السعودية إلى الملف اللبناني من زاوية الاتفاق على دعم مبدأ الرئيس التوافقي.
ثالثاً: في التفاصيل بدأت الدوائر السياسية تتحدث عن اقتراب وصول موفد رئاسي فرنسي إلى بيروت لتسويق المبادرة الفرنسية التي ستترافق مع الفترة المحددة دستورياً لانتخاب الرئيس الجديد. وتكشف هذه الدوائر أن المبادرة الفرنسية قامت بعملية جوجلة للأسماء التي يمكن أن تطرحها كأسماء توافقية، والأبرز بينها اسم وزير سابق لم يرشح نفسه للانتخابات النيابية، ربما لأنه كان يعد نفسه لمعركة الرئاسة متخففاً من الانضمام إلى أي من اللوائح كي لا يحسب على أي طرف، لكنه في الوقت نفسه يحتفظ بعلاقات ممتازة مع معظم الأطراف وعلى رأسهم حزب الله، الذي يمتلك الكلمة الفصل في الاستحقاق الرئاسي بحكم قدرته على تعطيل وصول أي رئيس لا يرتاح لأدائه، في السنوات الست المقبلة التي تتطلب من أي مرشح رئاسي الالتزام بالكثير من المعايير وأولها الطاعة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us