لا سلام ولا كلام بين بكركي وحزب الله… وماذا عن قضية المطران الحاج؟
كتبت صونيا رزق لـ “هنا لبنان”:
التباين في المواقف والاختلاف في وجهات النظر بين بكركي وحزب الله، يتفاقم منذ أن طرح البطريرك الماروني بشارة الراعي سياسة الحياد، والابتعاد عن سياسة المحاور، حيث بدأ الفتور والتوتر بين الراعي وحزب الله، من دون أن يظهر الطرفان ذلك في العلن، إذ كانا يؤكدان دائماً بأنّ الاختلاف في الرأي لا يعني الخلاف، أو الوصول إلى القطيعة، لكن لجنة الحوار القائمة منذ سنوات بين البطريركية المارونية والحزب توقفت منذ سنتين ونصف السنة عن اللقاء والحوار، كما لم تخلُ بعض المواقف من “اللطشات” الخفيفة المتبادلة، التي تسبّبت بتراشق إعلامي مستتر في أغلب الأحيان.
وكان البطريرك الراعي يجدّد دعوته الدائمة إلى الحياد، لأنه الحل الوحيد، بعد وصول الأزمة اللبنانية إلى حائط مسدود، وهو لا يرفض الحوار مع حزب الله إنّما يرفض التراجع عن طرحه، وفق مصدر كنسي أشار لـ “هنا لبنان” إلى أنّ أبواب الصرح مفتوحة أمام الجميع للتعاون بما فيه مصلحة لبنان أولاً.
إلى ذلك لفتت مصادر سياسية مطلعة على علاقة الطرفين منذ سنوات، إلى أنّ زيارة وزير خارجية الفاتيكان بول غالاغير لبيروت في شباط الماضي، أطلقت العنان لعودة العلاقة بين الصرح والحزب، على أثر طلب المسؤول الفاتيكاني حينها بضرورة عودة الحوار، وقد تحدث مع الراعي بذلك، الأمر الذي فتح الأبواب المغلقة بين بكركي وحارة حريك، فجرت اتصالات بعيدة عن الإعلام، من خلال موفدين من بكركي إلى الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، وتمّ الاتفاق على إعادة اللقاءات والحوارات من خلال لجنة حوارية جديدة، لأنّ الظروف الحالية تتطلب الانفتاح والهدوء، فلا مصلحة لحارة حريك بعداء بكركي، والأخيرة تستعين دائماً بلغة العقل وتبتعد عن لغة الخصومة، إلى أن غاب السلام والكلام بين الطرفين، بعد قضية مطران حیفا والأراضي المقدسة النائب البطریركي في القدس وعمّان موسى الحاج، الذي أوقف في تموز الماضي على معبر الناقورة، بعد عودته من زيارة أبرشيته في الأراضي المقدسة، وجرى التحقيق معه من قبل جهاز الأمن العام، بناءً على إشارة قضائية، وحينها صدرت مواقف من مسؤولين في الحزب تتحدث عن العمالة، الأمر الذي رفضته بكركي بشدة، لأنّه بعيد جداً عن أرض الواقع، فالمطران الحاج كان يقوم بواجباته تجاه رعيته، حاملاً معه الأدوية والأموال إلى أهالي المبعدين في إسرائيل، الذين يقطنون المناطق الجنوبية.
وفي هذا الإطار يتابع المصدر الكنسي حديثه لـ “هنا لبنان” قائلاً: “القضية ما زالت تراوح مكانها، فيما وُعدنا بمعالجتها وبإعادة كل ما تمّت مصادرته، لكن لغاية اليوم لم يتحقق شيء، يقولون لنا إنّ الحل يُطبخ على نار هادئة لذا ما زلنا ننتظر”. مع تذكير المصدر بما قاله البطريرك الراعي “بأنّ ما تعرّض له المطران الحاج انتهاك لكرامة الكنيسة وعبثاً تحاول السلطة تحويله إلى مجرد مسألة قانونية، ومن غير المقبول التعرّض لأسقف من غير العودة إلى مرجعيته أي البطريركية، ونحن نرفض هذه التصرفات البوليسية ونطالب بأن يُعاد إلى المطران الحاج كلّ ما صودر منه”.
في الختام لا بدّ من التذكير أيضاً، بأنّ فريق حزب الله السياسي والديني الداعم له بقوة، ساهم أيضاً في القطيعة خصوصاً بعدما سمح لنفسه بتحديد من هو العميل ومن هو الوطني! فيما دور بكركي كان وما زال الحفاظ على لبنان ككيان ووجود، فهي مؤتمنة على سيادة وحرية لبنان، وتعطي أمثولة في الوطنية، وتاريخها يشهد لها.