ماذا يرسم “الولي المطلق” الإيراني للبنان على ضوء التحوّلات الداخلية؟


أخبار بارزة, خاص 2 تشرين الأول, 2022

كتب طوني سكر لـ “هنا لبنان”:

تحاول السلطات الإيرانية العليا المتمثلة بـ “ولي الأمر” تجاهل تعاظم شرارة الاحتجاجات التي أتت إثر مقتل مهسا أميني على يد شرطة الآداب، محاولةً تصغيرها وحصرها بكونها تحركات مطلبية مرتبطة بإلغاء “قانون الحجاب الإجباري” في الدولة الإسلامية.

ولكن الواقع على عكس ما تحاول السلطات الإيرانية العليا تصويره، فما يحدث في إيران بدأ وكانت شرارته حقوق مطلبية، ولكن عمقه حقوق سياسية تطرح النظام السياسي ككل على بساط البحث، فالوضع في إيران ليس على ما يرام والمطالب تعدت الحجاب وحقوق المرأة وجرائم شرطة الآداب، بل النظام الإيراني بأكمله وسياسة “ولي الأمر” وإخفاقات الحرس الثوري هي عمق هذه التحركات. فإيران ومنذ اندلاع الثورة الإسلامية تعيش تحت سيطرة شريعة “جامع الشرائط ” المتمثل بالخامنئي. فلقد تعاظم دور الحرس الثوري الذي يقوده في حياة الإيرانيين على كافة الصعد لدرجة الثقافية منها، فكافة السلطات تحت إشراف الولي المطلق الذي طوع الدستور والمؤسسات، والذي ولى نفسه على الدين والدولة.

هذا في الداخل أما في الخارج فتحاول السلطات الإيرانية التمدد بقوميتها إلى الدول المحيطة من العراق واليمن والخليج وصولاً إلى لبنان وسوريا، فلقد حولت الدول العربية ساحة لنشر نفوذها العسكري عبر استعمال الأيديولوجيات الدينية، ولقد كونت لتنفيذ وبسط سيطرتها أجنحة عسكرية مرتبطة مباشرة بالولي الفقيه، فالسيطرة الإيرانية في لبنان تامة عبر جناح حزب الله، أما في العراق فالسيطرة لحزب الله العراقي وحركة النجباء وتحالف الإطار التنسيقي، أما في اليمن وسوريا فالسيطرة للدماء والحروب، وعلى الساحة الخليجية فتهريب الكيبتاغون قائم .

فالنظام الإيراني القائم، يقوم على قوميات دينية وعصبية لا تحاكي الشباب والدم والاستبداد لا يولد إلّا الثورات، وما من ثورة إلّا وتتبعها ثورة، فإن أي محاولة لقمع التطور والتوق إلى الحرية والانفتاح في المجتمع الإيراني سيكون مصيرها المزيد من الدماء، والدماء لن تكون فقط في شوارع طهران بل ستطال الدول الواقعة تحت السيطرة الإيرانية، فربما سيجد “مارد الموت الإيراني” المتمثل بالولي الفقيه نفسه في مأزق داخلي متمدد ومتعاظم، سيحاول لإخماده فتح حروب خارجية جانبية لشد قوميّته المتآكلة في الاستبداد والظلم لتطيير الأضواء عن الثورة الداخلية التي لن تبقى مطلبية والتي ستتحول إلى طرح النظام من رأسه إلى آخر فصيل فيه تحت أقدام الثوار .

الخوف والانظار إلى الساحة اللبنانية والعراقية التي ستكون ملاذ أمان السلطات الإيرانية لتطيير الأنظار عن الصراع الداخلي، واتفاق الإطار مع إسرائيل الذي حمله هوكشتاين إلى لبنان ربما سيكون أحد الأدوات، فلننتظر تصعيداً من حزب الله أو ربما هدنة… فالكلمة الأخيرة في لبنان كما في إيران للولي المطلق “الخامنئي” قارع طبول الحرب في المنطقة !

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us