معوض رئيس التجدد والإنقاذ


أخبار بارزة, خاص 23 تشرين الثانى, 2022

كتب أسعد بشارة لـ “هنا لبنان”:

لم يكن اختيار ميشال معوض من قبل قوى المعارضة عبثياً. المفاجأة كانت في مبادرة وليد جنبلاط إلى تبني ترشيحه، وبعد هذا الترشيح لحقت القوات اللبنانية بالحزب التقدمي الاشتراكي ورشحت معوض الذي بات المرشح الأكثر جدية باسم المعارضة، لمواجهة مشروع رئيس التبعية لحزب الله.

لم يتأثر اختيار معوض بالغيرة المارونية التي أبداها بعض المرشحين، ومنهم من قلب كسروان، فما يتصف به ابن رينيه معوض لا يمكن لأي مرشح آخر أن يتجاوزه في الرمزية وفي الموقع، فابن شهيد الطائف الذي دفع حياته ثمناً لهذا الاتفاق التاريخي، والذي رفض الحل العسكري السوري ضد العماد ميشال عون، بات الرئيس الافتراضي الأقدر على تأمين معيار العيش المشترك والسيادة والإصلاح باعتباره، ابن رئيس الطائف، وباعتباره أيضاً الوجه الشبابي الذي لم ينغمس بالفساد، والذي على الرغم من زحطة تحالفه مع التيار العوني، ما زال ممكناً تصنيفه بالرئيس السيادي، الذي تجرأ على الرد على قاسم سليماني بعد أن صنفه من ضمن أكثرية الـ 72 نائباً التي فاز بها حزب الله.

ومن هو ميشال معوض؟شاب ولو بلغ الخمسين يعمل بمنهجية تختلف عن سياسة المختار والناطور، عقله تحديثي ومنفتح على مناقشة كل الخيارات حتى المعادية منها. فرانكوفوني التعليم والثقافة، يتقن الإنكليزية والفرنسية ولم يكن يعرف النطق بالعربية إلا عندما اضطر أن يخوض غمار السياسة، فكان الصحفيون الأصدقاء يسألونه ويترجمون أجوبته من الفرنسية إلى العربية، إلى أن صمم ميشال على أن يترجم لهم ويصحح فبات أستاذاً في لغة الضاد خلال أشهر قليلة، وأثبت أن لا مستحيل تحت ضوء الشمس.

كان ميشال معوض منذ أشهر قليلة نائباً عن زغرتا، فأصبح بسرعة صاحب كتلة شعبية صلبة في أقضية الشمال الأربعة، وبات على المستوى الوطني، عضواً مؤسساً لكتلة نيابية يراد منها أن تكون اختراقاً لكل الحواجز الطائفية والمذهبية. في هذه الكتلة مرشح في عرين الموارنة، إلى رئاسة الجمهورية، وفيها ركنان من الطائفة السنية يحظيان بالتأثير المعنوي الكبير، التقيا على تأسيس كيان وطني عابر للطوائف، ولم يكن من المصادفة أن يبذل كل من اللواء أشرف ريفي والنائب فؤاد مخزومي، الجهد الأقصى لرفع نسبة الأصوات التي يمكن أن ينالها معوض، لأن كل صوت يصب لمعوض إنما يكون حكماً في خانة تعزيز العيش المشترك والقيم السيادية التي يمثلها ابن شهيد الاستقلال.

يسعى ميشال معوض للبننة الاستحقاق الرئاسي. لا يخجل من ترتيب حملة رئاسية تهدف إلى الاتصال بكل نائب على حدة، فهذه ترتيبات العملية الديموقراطية، ويعرف معوض بحكم واقعيته السياسية أن لا بد عندما تدق ساعة التسوية من خطة للانكفاء، ولكن هذه الخطة لن تكون إلا بالاتفاق مع الحلفاء، ولن تعلن إلا من الكتلة النيابية الأم، كتلة تجدد التي حضنت هذا الترشيح بكل اندفاع وأعطته بعداً وطنياً.

لن يكون بعيداً توقيت الانسحاب ولكن هذا الانسحاب لن يكون على طريقة الفرار من المعركة، بل سيؤدي إلى أن تلعب كتلة تجدد الدور الأبرز في الاتفاق على المرحلة البديلة والمقبلة، ويبقى توقيت الإعلان عن هذه المرحلة رهناً بالتطورات المقبلة وبرصد ما يقوم به الفريق الخصم.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us