قمة بايدن – ماكرون مقدمة لمؤتمر بغداد ٢ وضوء أخضر أميركي للفرنسيين لإيجاد حل للأزمة اللبنانية


أخبار بارزة, خاص 5 كانون الأول, 2022

كتبت شهير إدريس لـ”هنا لبنان”:

بعد أيام على زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى الولايات المتحدة الأميركية ولقائه الرئيس الأميركي جو بايدن في قمة حفلت بالكثير من النقاشات حول مواضيع تخص القضايا الملحة اميركياً واوروبياً، عاد الرئيس ماكرون الى فرنسا حاملاً في جعبته جملة ملفات جرت مناقشتها بين الطرفين وأبرزها دور فرنسا في اوروبا لا سيما ما يتعلق بالحرب الروسية الاوكرانية اضافة الى الدور الفرنسي في منطقة الشرق الاوسط ومن بينها الملف اللبناني. وقد إعتبرت مصادر ديبلوماسية الزيارة مؤشر على السياسة الخارجية الجديدة للولايات المتحدة عبر التوجه نحو فرنسا لتكون شريكاً اوروبياً مهماً لها في لحظة إقليمية دقيقة كما هي فرصة لفرنسا لتحسين علاقتها مع الأميركيين.

وعلى الرغم من عدم تسريب الكثير من الأمور حول نتائج هذه القمة لا سيما ما يتعلق بالبحث في ملف لبنان والإستحقاق الرئاسي، إلا أن ما صدر علناً خلال المؤتمر الصحافي المشترك بعد القمة مؤشر مهم على أن الإهتمام بلبنان لم يتلاشى ولو من باب الحديث عن ترسيم الحدود البحرية، وظهرذلك جلياً من خلال تهنئة الرئيس بايدن لماكرون على جهوده لتحقيق هذا الإنجاز التاريخي بين لبنان واسرائيل. فيما كانت إشارة مهمة من الرئيس الفرنسي عندما شكر نظيره بايدن على مناقشة “المواضيع الاخرى التي تهمنا وتعنينا وتدخل ضمن اجندة لبنان للأسابيع المقبلة والأشهر المقبلة” مما يؤكد على أن البحث تناول جملة مواضيع حساسة وأبرزها مسألة الإستحقاق الرئاسي. وكان لافتاً أيضاً دعوة السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا الى واشنطن تزامناً مع زيارة ماكرون نظراً لمعرفتها الكبيرة بالملف اللبناني لا سيما الرئاسي وإمكانية بحثه مع الجانب الفرنسي المولج بمتابعة هذا الملف.

مصادر فرنسية رفيعة مطلعة على المحادثات أكدت لموقع “هنا لبنان” أن البيان الذي صدر بعد المحادثات كان واضحاً ومهماً، مشيرة الى أن هناك توافق اميركي – فرنسي على مساعدة لبنان للخروج من أزمته وكشفت المصادر أن الاميركيين أعطوا الضؤ الأخضر للفرنسيين عبر تفويضهم بإيجاد أي حل مناسب من شأنه إنقاذ لبنان. وأشارت الى أن الرئيس ماكرون سيكثف من إتصالاته ومشاوراته قبل قمة بغداد 2 وسيقوم بجهود حثيثة من أجل حضور الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي على أن تتمثل السعودية على أعلى مستوى بعد أن وعده الأميركيون بالحضور، لأن الملف اللبناني سيكون حاضراً على جدول الاعمال.

وأكدت المصادر أن الجانبين لم يدخلا في تفاصيل الأسماء المطروحة لترأس كرسي الرئاسة في لبنان كما يرد في الإعلام، لكنهما متفقان على ضرورة إنتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية وتشكيل حكومة سريعاً وتنفيذ الإصلاحات المطلوبة من قبل صندوق النقد الدولي من أجل إنقاذ لبنان من أزماته وإستفادته من المساعدات الدولية، إضافة الى تعزيز الأمن والأستقرار في المنطقة.

وشددت على أن الرئيس ماكرون سيؤكد على هذه البنود خلال زيارته الى لبنان في الثاني والعشرين من كانون الأول الجاري لزيارة القوات الفرنسية العاملة ضمن قوات اليونيفيل، وذلك بعيد اجتماع بغداد ٢ الذي سيعقد في العاصمة الأردنية عمان تحت عنوان: “قمة دول الجوار لمساعدة العراق”، والذي سيجمع قوى المنطقة الفاعلة والمعنية أيضاً بالملف اللبناني، ومنها الولايات المتحدة وتركيا والسعودية وإيران ومصر والعراق والأردن والتي ستتمثل على أعلى مستوى، وقد يشكل الحوار بين السعودية وايران في حال حصل الى حلحلة ما للأزمة اللبنانية. ولفتت المصادر الفرنسية الى أن الرئيس بايدن وعلى الرغم من التباين في بعض الأمور كان داعماً لإجتماع عمان والذي جاء بمبادرة من الرئيس ماكرون عله يفتح كوة في الجدار المقفل على الكثير من الحلول على الساحة اللبنانية من باب التسويات الإقليمية.

أما ماكرون القادم الى لبنان بعد هذه المحادثات سيواصل مساعيه وسيحمل رسالة أميركية فرنسية الى اللبنانيين لحثهم على إنتخاب رئيس للجمهورية مع عدم تفضيل إسم مرشح على آخر، لا سيما أن ما ينتظر لبنان بعد توقيع اتفاق الترسيم من شأنه أن يؤدي الى فكفكة العقد وإعادة لبنان الى الخارطة الإقتصادية والمالية في المنطقة.

ويأتي كل ذلك بعد البيان الأميركي السعودي الفرنسي الذي شدد على ضرورة مساعدة لبنان ولا تزال مفاعيله مستمرة، وقد حملها ماكرون معه الى قمتي بالي وبانكوك والتي بحثها مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وذلك يؤكد أن لا لاعب واحد يمكنه حل الأزمة اللبنانية والتي تحتاج الى مروحة من الإتفاقات بين الدول التي ذكرناها والتي ستشارك في مؤتمر بغداد2 ومن شأنها أن تقرر ما يناسب لبنان لإخراجه من الفوضى في غياب الإتفاق الداخلي بين القوى اللبنانية على تقرير مصير بلدهم وإنقاذه، وإعادة تفعيل عمل المؤسسات الدستورية في ظل الدعم الدولي المواكب.

يحاول الفرنسيون وعلى الرغم من إنشغالاتهم ومشاكلهم الداخلية والأوروبية المتعلقة بالطاقة والنفط والتضخم، القيام بخطوات بإتجاه لبنان من شأنها تسهيل وتعبيد الطريق أمام اللبنانيين للقيام بخطوات علها تضع لبنان على سكة التعافي والإستقرار وتحقق في نفس الوقت إنجازاً يسجل لها بعد دخول شركة توتال الفرنسية على خط إستخراج النفط والغاز من الحقول اللبنانية. إلا أن اللبنانيين يضيعون الفرص ويحصرون اهتمامهم بالتحكم بالسلطة وبمقدرات البلد ويتلهون بالمناكفات السياسية وبإلغاء خصومهم، ولا يرف لهم جفن على مصلحة لبنان وشعبه وينتظرون حلولاً معلبة من الخارج فيما الحلول المحلية موجودة ولا تحتاج إلا لحوار وتوافق داخلي بين مكونات هذا البلد الذي أصبح منكوباً.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us