ربع نهائي كأس العالم.. بدأ الجد وقد تُستكمل المفاجآت


رياضة 9 كانون الأول, 2022

كتب موسى الخوري لـ”هنا لبنان”:

بعد انتهاء ٤٨ مباراة في الدور الأول الذي فرز ١٦ فريقًا من أصل ٣٢ تأهلوا إلى الدور الثاني الذي بدوره أخرج ٨ فرق أخرى من مونديال قطر ٢٠٢٢، ها هو الدور ربع النهائي يطل برأسه اليوم بمباراتين من النوع “السوبر”. أساساً ليس هناك من مباراة عادية في كأس العالم، فما بالك إذا كانت هذه المباريات تجري في الدور الذي سيحدد هوية الفرق الأربع التي ستتأهل إلى المربع الذهبي لأهم بطولة كروية في العالم؟

الجواب سنعرفه بالكامل اليوم وغدًا بعد لقاءات نارية لن يدخر فيها أي من المنتخبات وسعًا بهدف خطف اللقب الأغلى على قلوب الناس ألا وهو بطولة العالم إذ يكفي أي منتخب شرفًا أن يحمل هذا الاسم ويزين صدر قميص بلاده ولو بنجمة واحدة لكي يدخل نادي المنتخبات الكبيرة التي سبق وحظيت بهذا الشرف والتي لا يتجاوز عددها عدد أصابع اليدين.

وستسلط الضوء اليوم على لقاءين سيجمعان أربعة منتخبات ونستكمل عملنا في الغد لنركز على المربع الآخر الذي بدوره سيفرز فريقان يتقابلان في الدور نصف النهائي.

البرازيل – كرواتيا

لقاء سيجمع المنتخب الأكثر تتويجًا في هذه المسابقة بخمسة ألقاب والذي يبحث عن لقبه السادس بمنتخب ما زال يتمنى أن يسجل اسمه ويمنح دولته الحديثة العهد نسبيًا (تأسست كرواتيا في أوائل التسعينيات من القرن الماضي بعد انفراط عقد يوغوسلافيا السابقة) شرف الانضمام إلى نادي الدول الثمانية التي سبق لها وأن أحرزت كأس العالم.

النتيجة الحاسمة لهذا اللقاء عند الحارس دومينيك ليفاكوفيتش والذي تألق خلال حصة ضربات الجزاء أمام المنتخب الياباني في الدور الثاني وعند ثنائي الدفاع ديان لوفرن ويوسكو غفارديول اللذان يجيدان المناوبة على مراقبة اللاعبين الخصوم بأسلوب سلس وعملي ومرن، كذلك الجواب عند الداهية لوكا مودريتش والذي لم يفقد سحر تمريراته الدقيقة بالرغم من بلوغه عامه الـ ٣٧، تمريرات يتمنى الجمهور الكرواتي أن تجد إيفان بيريسيتش المهاجم الذي يجيد هز شباك الخصوم.

منذ ظهورها الأول على الساحة الكروية الأوروبية عام ١٩٩٦ في بطولة أمم أوروبا ثم في كأس العالم عام ١٩٩٨ وكرواتيا تقدم أفضل مستوياتها وتثبت أنها تملك أفضل المواهب في أوروبا الشرقية.

ولكن ماذا باستطاعة هذه المواهب أن تفعل أمام بلد ما انفك يصنع ويصدر المواهب بالجملة والمفرق منذ أكثر من ٧٠ عامًا؟ فالبرازيل خصم كرواتيا في أول ربع نهائي يجري في قطر على ملعب استاد المدينة التعليمية هي منجم المواهب الكروية العالمية وصاحبة الرقم القياسي في الفوز بكأس العالم بخمسة ألقاب وهي تمني النفس بإضافة نجمة سادسة على قميص منتخبها الذي يزخر بالمواهب والنجوم. نجوم جاؤوا إلى قطر واضعين نصب أعينهم الفوز باللقب. وما وجود رباعي الحرس القديم الظاهرة رونالدو وكاكا وكافو وروبرتو كارلوس لمد شباب منتخب بلادهم بالأمل والمعنويات إلا دليل على جدية وإصرار البرازيل على وضع حد لسنوات البرازيل العجاف والتي بلغت عامها العشرين ومسابقتها الخامسة على التوالي منذ آخر فوز بآخر بطولة عام ٢٠٠٢ في كوريا واليابان. فلم لا تكون قطر التي تقع في غرب آسيا فأل خير على البرازيليين الذين فازوا بآخر لقب لكأس العالم في شرق آسيا؟

هذا ما يتمنى أن يفعله نجوم منتخب السامبا الذين وبالرغم من عرضين باهتين نسبيًا أمام سويسرا والكاميرون بأن يخطفوا لقبهم السادس ويثبتوا أنهم ملوك الكرة على مر الزمان. الحارس اليسون وإن لم يختبر إلا في القليل من المرات كان حتى الآن عند حسن ظن منتخبه وذاد عن مرماه ببسالة في المرات القليلة التي اختير فيها ولم يتلق سوى هدف وحيد لا يُسأل عنه. وبالرغم من تعرض لاعبي البرازيل لمجموعة من الخضات أسفرت عن مجموعة من الإصابات طالت كل من الظهيرين اليكس تيليس واليكس ساندرو ودانيلو وعامود الفريق نيمار والمهاجم غابريل خيسوس والذي اضطر لترك منتخبه، وبالرغم من خسارته لآخر مباراة في الدور الأول أمام منتخب الكاميرون بعد أن ضمن التأهل إلى الدور الثاني، إلا أنه ما زال قادرًا على الذهاب إلى أبعد ما يمكن في المونديال، وهذا ما يرهنه أمام منتخب كوريا الجنوبية في الدور الثاني بعد أن قدم أفضل أداء في البطولة خلال شوط اللقاء الأول حيث أبدع في تسجيل رباعية وفي أداء رقصات جديدة يتمنى المشجعين أن يتعلموا غيرها وغيرها قبل التتويج باللقب.

الأرجنتين – هولندا

يرشح العديد من النقاد والمشجعين الأرجنتين للفوز بلقب ثالث بعد لقبي ١٩٧٨ و١٩٨٦ وذلك لعدة اعتبارات أولها هو إصرار ميسي على حصد البطولة العالمية في آخر مسيرته إذ من المستبعد أن يشارك النجم الأرجنتيني في الكأس المقبلة وهو في الـ ٣٩ من عمره، لذا فالفرصة مؤاتية الآن، وثانيها فوز بلاد التانغو ببطولة كوبا أميركا القارية الأخيرة وعلى أرض البرازيل وبين جمهورها، وثالثها امتلاك منتخب يعتبر من الأفضل في هذه البطولة. ولكن أداء الأرجنتين حتى الآن في قطر يعتبر مزيجًا من الصعود والهبوط في آن واحد، فبعد خسارة اعتبرت مفاجأة المفاجآت في افتتاح مباريات منتخب التانغو أمام المملكة العربية السعودية عاد خلفاء مارادونا وحسنوا صورتهم أمام كل من المكسيك وبولونيا ولكن تذبذب مستوى المنتخب بين شوطي اللقاء أمام المنتخب الاسترالي المغمور نسبيًا في الدور الثاني طرح أكثر من علامة استفهام. على أن الارجنتين تملك مجموعة ممتازة يقودها المدرب ليونيل سكالوني تضم إلى جانب نجم النجوم ليونيل ميسي الحارس اميليانو مارتينيز والمدافع المخضرم نيكولاس اوتاميندي ولاعب الوسط الفذ الكسيس ماكاليستر ورودريغو دي بول وانخل دي ماريا وجوليان الفاريز.

هولندا من جهتها تعتبر أكثر دولة وصلت إلى المباريات النهائية لبطولة كأس العالم دون أن تحرز اللقب بفعل ٣ نهائيات خاضها منتخب الطواحين أعوام ١٩٧٤ و ١٩٧٨ و ٢٠١٠، فهل يكون عام ٢٠٢٢ عام مجد الكرة الهولندية ويهدي المنخب البرتقالي جمهوره أول لقب عالمي بعد لقب أوروبي يتيم حصده الهولنديون عام ١٩٨٨ أيام الجيل الذهبي المكون وقتذاك من فان باستن وغوليت وريكارد وكومان.

رجال المدرب لويس فان غال على أهبة الاستعداد للإطاحة بالمرشحين الأرجنتينيين للفوز باللقب خارج أسوار قطر ٢٠٢٢. وهم يملكون كل الأدوات لتحقيق تلك الغاية مجموعة من اللاعبين كالحارس الجديد اندريز نوبرت حارس مرمى نادي أ ز الكمار الهولندي والذي فاجأ الجميع بحلوله أساسيًا في البطولة والمدافع المخضرم فيرجيل فان دايك والذي يمني النفس بالتفوق على ميسي مجددًا كما فعل عام ٢٠١٩ أيام كان نجم الأرجنتين يلعب في صفوف برشلونة وفان دايك مع ليفربول وشريك فان دايك في المنتخب وإن كان غريمه مع نادي مانشستر سيتي ناتان آكي وثلاثي الوسط دايلي بليند وفرينكي دي يونغ ودنزل دامفريز والمهاجمان اللذان أبليا البلاء الحسن حتى الآن كودي غاكبو وممفيس دي باي.

إذًا منافستان من النوع الخارق بانتظارنا اليوم فلمن الغلبة؟

الجواب سنعرفه هذا المساء.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us