برّي لبّى مطلب القوات.. والحوار هذه المرة من موقع ضعف!


أخبار بارزة, خاص 11 كانون الأول, 2022

كتب طوني سكر لـ “هنا لبنان”:

بعد الدعوات العدة للحوار من أجل الاتفاق على اسم رئيس للجمهورية من قبل رئيس مجلس النواب نبيه بري والتي لم تلقَ تجاوباً من الكتل وخاصة المسيحية منها، باعتبار أن “الرئيس ينتخب في مجلس النواب” وأن أي حوار يجب أن يحصل تحت قبة البرلمان. فرئيس الجمهورية كبقية الرؤساء يجب أن تتبع الطرق الدستورية في انتخابه، فلم يعد من المقبول بعد الآن أن يكون انتخاب رئيس مجلس النواب في المجلس، وتكليف رئيس الحكومة باستشارات نيابية، أما عندما يصل الأمر إلى انتخاب رئيس للجمهورية فتكون هيمنة المعطلين سيدة الاستحقاق، ويكون دائماً مخرج المعطلين “الاتفاق” و”الحوار” من أجل فرض رئيس دمية لدى محور الممانعة.
الجديد في الاستحقاق الرئاسي الحالي نجاح قوى المعارضة بفرض إيقاع جديد قائم على تمكين المؤسسات الدستورية المتمثلة بمجلس النواب بانتخاب رئيس. ولقد نجح حزب القوات اللبنانية بقطع الطريق على “الحوار المعلب” خارج مجلس النواب وخارج الأطر الدستورية، بحيث لبى الرئيس بري شرط القوات بالحوار في مجلس النواب وبين النواب وليس خارجه، فكانت الدعوة إلى جلسة الخميس في المجلس النيابي وفي ظل قبول نيابي جامع على هذه الدعوة.
ربما وصل الرئيس بري ومن خلفه حزب الله أنه لا يمكن التغاضي عن هذا المطلب الدستوري. فالمجلس هو سيد الاستحقاق ولا سلطة تعلو عليه. فالفشل في إدارة الدولة هو نتاج تعطيل المؤسسات الدستورية وتقليص صلاحياتها، ساعة بفرض ثلث معطل وساعة أخرى باختلاق بدعة الميثاقية الطائفية وساعة أخرى بفرط عقد نصاب المجلس النيابي لتعطيل انتخاب رئيس من أجل توجيه الاستحقاق إلى طرق مفبركة على نغمة التوافق على انتخاب رئيس وليس انتخابه، فلم يعد من المقبول أن يتم تعيين الرئيس وليس انتخابه.
وصل محور الممانعة إلى قناعة أنه لم يعد من الممكن اتباع سياسة الفرض من خارج المؤسسات، ووصلت بهم القناعة ليوقنوا أنهم غير قادرين على أن يفرضوا رئيساً في ظل وجود أكثرية تعارضهم حتى لو كانت مفككة.
على ما يبدو أن الأشهر المقبلة ستحمل رئيساً نتاج المجلس النيابي له حيثية وقادر وسيادي. فمحور الممانعة لم يعد متماسكاً كما في الاستحقاقات السابقة، وأكبر دليل البيانات المتبادلة بين الحلفاء، والفيتوهات المتبادلة بين باسيل وفرنجية تضع هذا المحور في موقف الضعيف غير القادر على فرض رئيس كما في المرات السابقة.
الخميس المقبل سيكشف ضعف هذا الفريق، والحوار داخل المجلس سيكشف عدم اجتماعهم على اسم واحد على عكس الفريق المعارض الذي حمل اسماً رغم عدم الإجماع.
نعم تأملوا بانتخاب رئيس فالظروف مختلفة وحزب الله ليس بأحسن أيامه، والقصة بينه وبين حلفائه لا تقف عند اجتماع حكومة لتصريف الأعمال… فلننتظر إلى يوم الخميس الذي سيحمل الكثير في طياته فربما الحوار هذه المرة هو نتاج ضعف وليس لفائض القوة كما في الاستحقاقات السابقة!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us