بعد فشل الداخل اللبناني رئاسياً.. تعويل على قمة بغداد ٢ لإنجاز حلّ سعودي – إيراني – فرنسي


أخبار بارزة, خاص 18 كانون الأول, 2022

كتبت شهير إدريس لـ “هنا لبنان”:

بعدما فشلت كل المحاولات في مجلس النواب لإنتخاب رئيس للجمهورية وخيم إنسداد الأفق على حصول أي خرق في جدار الأزمة الرئاسية، لا سيما بعد رفض بعض الكتل المسيحية للحوار الذي دعا إليه رئيس مجلس النواب نبيه بري، أطل الوضع الأمني جنوباً بعد حادثة بلدة العاقبية ليلقي بثقله على المشهد اللبناني عموماً من بوابة اليونيفيل.

الحادثة التي كانت الأولى من نوعها لجهة مقتل أحد الجنود الإيرلنديين وجرح ثلاثة آخرين أنتجت تداعيات داخلية وخارجية وفتحت الباب على جملة تحليلات قبل معرفة نتائج التحقيقات التي تجريها الدولة اللبنانية من جهة واليونيفيل الذي ينتظر أيضاً وصول لجنة إيرلندية خاصة للوقوف على ملابسات الحادثة التي أتت غداة عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة، حيث من المتوقع أن يزور الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الكتيبة الفرنسية العاملة في جنوب لبنان ضمن القوات الدولية وفي حال حصلت سيلتقي رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في قصر الصنوبر.

هذه الزيارة التي كان لبنان يعول عليها لجهة إحداث خرق ما في الملف الرئاسي لم تبت حتى الساعة، وقد تغير الحادثة الأليمة مجراها بحسب مصادر فرنسية لموقع “هنا لبنان” مشيرة إلى تخوّف عبر عنه مسؤولون أوروبيون بسبب تقارير رفعت من قبل قوات اليونيفيل إلى بلدانهم كشفت عن استفزازات ومضايقات متواصلة للقوات في جنوب لبنان منذ سنة قد تؤدي إلى حوادث لا تحمد عقباها، مضيفة أن الحادثة لها تبعات خطيرة ولا يمكن أن تكون صدفة ويجب إجراء التحقيقات اللازمة لمعرفة ملابساتها ومن يقف خلفها.

ولفتت المصادر إلى أن فرنسا تواصل مساعيها وبقوة من أجل إيجاد حل للملف الرئاسي العالق إذ أن الرئيس الفرنسي يقوم بجهود حثيثة بدأت خلال زيارته إلى الولايات المتحدة ولقائه الرئيس الأميركي جو بايدن وستتواصل خلال قمة بغداد ٢ التي ستعقد في العاصمة الأردنية عمان.

وأشارت المصادر الفرنسية إلى أن اللقاء الفرنسي السعودي الذي عقد في باريس منذ يومين والذي ضم المستشار الرئاسي باتريك دوريل والمستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا ورئيس المخابرات خالد الحميدان ومسؤولين من الجانبين لم يركز على الملف اللبناني إنما بحث في التحضيرات الجارية لقمة دول الجوار العراقي (بغداد ٢) لا سيما أن المملكة العربية السعودية قد تتمثل بولي العهد السعودي محمد بن سلمان وقد تكون ملفات المنطقة لا سيما دعم العراق من الأولويات، واعتبرت المصادر أن الرئيس ماكرون وفي حال تمثلت إيران على مستوى رفيع بحضور الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي، سيعمل على جمع الطرفين بغية إيجاد حلول لأزمات المنطقة ومنها الملف اللبناني لجهة الشغور الرئاسي والنازحين السوريين والذي يوليهما الملك الأردني عبدالله الثاني أهمية قصوى أيضاً. وستكون لنتائج اللقاءات السرية التي عقدت بين السعودية وإيران في العراق أثرها في حال اجتمع الطرفان مجدداً برعاية فرنسية.

لذلك فإن مفتاح التوافق بين الجانبين أي الرياض وطهران قد يكون الحل للأزمة اللبنانية، إذ أن السعودية وحتى الساعة لا تزال تتمسك بالطروحات التي جاءت في البيان السعودي الأميركي الفرنسي المشترك في شأن كيفية التعامل مع لبنان. فيما إيران تسعى إلى إزالة العقوبات عنها وإعادة البحث في الملف النووي الإيراني.

ملف النزوح السوري والعراقي سيلقي بظلاله الثقيلة في المنطقة على قمة بغداد ٢ إذ أن الرئيس الفرنسي قد تعهد بأن يكون لفرنسا دور أوروبي مهم في إيجاد حل لهذه الأزمة التي تلقي بثقلها على المجتمعات العربية لا سيما في الأردن ولبنان إضافة إلى الأزمات الإقتصادية والإجتماعية التي تعاني منها العراق ولبنان والأردن جراء مسألة النزوح.

أما لبنان الذي لن يكون ممثلاً في هذه القمة فقد كان حاضراً في المحادثات التي أجراها الرئيس ميقاتي مع الملك عبدالله الثاني في الرياض والذي أكد على أنه يحمل هم لبنان دوماً وسيطرح الملفات التي تتعلق به في القمة، وقبيل القمة كان لبنان أيضاً ملفاً مهماً في محادثات المدير العام للأمن العام اللواء ابراهيم في العراق مع المسؤولين العراقيين حيث تركزت على العلاقات الثنائية بين لبنان والعراق والتنسيق والتعاون في جملة مجالات وأبرزها ملف النزوح السوري الذي يوليه اللواء ابراهيم أهمية قصوى إضافة إلى إمكانيات العراق لمساعدة لبنان في حلول لقطاع الكهرباء.

مصادر ديبلوماسية أردنية أكدت لموقعنا أن التحضيرات جارية على قدم وساق في عمان لإستضافة هذه القمة التي تأخر إنعقادها، فيما تشهد العاصمة الأردنية سلسلة لقاءات تقارب الملفات التي ستطرح للبحث، وأبرزها ملف النزوح لا سيما بين الدول والمنظمات التي ستتمثل في القمة، وأملت المصادر أن تتوصل هذه القمة إلى فتح كوة في جدار بعض الملفات الشائكة التي تعصف بالمنطقة وأن تجد طريقها إلى الحل.

لبنان الغارق في مشكلاته يعول على حراك الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي يسعى جاهداً وفي كل المؤتمرات والمناسبات التي يشارك فيها وآخرها في قطر قبل عمان وبعدها مصر إلى إيجاد مخرج للأزمة اللبنانية، حيث يكثف من طرح مبادرات للحل عبر إتصالاته ولقاءاته مع الرؤساء والمسؤولين الدوليين، وفي حال أدت جهوده في قمة بغداد ٢ إلى إحداث خرق ما في العلاقات الإيرانية السعودية ستعتبر إنجازاً يسجل له مع نهاية العام المثقل بالأزمات لا سيما أزمة الطاقة التي تعتبر الهم الأول فرنسياً وأوروبياً.

العيون اللبنانية في الأيام القليلة المقبلة أي بين 20 و22 كانون الأول ستتوجه إلى الأردن في ظل تعثر الحلول الداخلية، لعلّ الحلول الخارجية والتقاطعات الإقليمية يكون لها أثر إيجابي في إيجاد مخرج للملف الرئاسي أولاً وملف النزوح السوري الذي بات هماً ثقيلاً على لبنان واللبنانيين.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us