“الكلاب الشاردة” تؤرق الطرابلسيين.. من يتحمّل المسؤولية؟


أخبار بارزة, خاص 2 كانون الثاني, 2023

كتبت نسرين مرعب لـ “هنا لبنان”:

تتريّث مريم عند خروجها من منزلها الواقع في منطقة القبة فجراً، تراقب طريقها فيما يخترق صمت المكان عواء الكلاب الشاردة والتي تتواجد بشكل لافت وواسع في محيط منزلها.
تؤكد لـ “هنا لبنان” أنّها لا تخشى الكلاب عادة، ولكن تواجدها بهذه الكثرة يقلقها سيّما وأنّ بعضها ليس أليفاً.

مريم هي حالة، من حالات، فالناشط الطرابلسي عمر لبابيدي قد أشار إلى هذه المشكلة أيضاً عبر حسابه “فيسبوك” والتي يعاني منها أهل منطقته.
في هذا السياق يتحدّث لبابيدي لـ “هنا لبنان”، عن اتفاق بين البلدية وإحدى الجمعيات المعنية من أجل إيجاد حل لهذه الكلاب، معلّقاً: “المضحك المبكي، أنّ أكثر مكان تتواجد فيه الكلاب ربما هو محيط البلدية، أيّ الجهة نفسها المعنية بحلّ المشكلة”.
وفيما يعرب لبابيدي عن قلقه سيّما وأنّ بعض هذه الكلاب شرس، وكان قد سجّل في العام الماضي أكثر من حادثة، يشير إلى أنّ أهل المدينة يترددون في طرح هذا الموضوع أو الخوض في نقاش حوله وذلك نظراً لضغوطات معنوية يمارسها المعنيون بالرفق الحيوان، في محاولة لقمع كل من أراد أن يعبّر عن ارتيابه من هذا الانتشار الكبير للكلاب الشاردة.

رئيس بلدية طرابلس، المهندس أحمد قمر الدين أوضح من جهته لـ “هنا لبنان” أنّ قسماً كبيراً من هذه الكلاب كان في الأصل داخل المنازل، مضيفاً: “منذ أسبوعين باشرنا الحديث مع عدد من الجمعيات للتعاون معها، بعدما أخذنا قراراً بتقديم الأرض”.
وفيما يؤكد قمر الدين أنّه ما من حلول مؤقتة لهذه الأزمة، يشير في المقابل أنّه لم يعد يسجّل أي إطلاق نار على هذه الكلاب، كما لم يسجّل أي اعتداء من قبلها.

إلى ذلك، يوضح رئيس البلدية أنّ هذا الموضوع قد أخذ على محمل الجد، والبلدية تقوم بكل ما يلزم لإيجاد حلول واستمرارية لهذه الحلول.

الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الحيوان، غنى النحفاوي أكّدت لـ “هنا لبنان” أنّها تتفهّم مخاوف الناس”، مشيرة إلى أنّ البلدية قدمت الأرض ولكن هناك في المقابل الكثير من العمل، إن من جهة تجهيز الأرض وتسييجها، وبناء أمكنة للكلاب وفصلها، أو لجهة نقل الكلاب ومنحها اللقاحات الضرورية لوقايتها من الأمراض.
ووفق النحفاوي فإنّ الهدف أيضاً هو خصي وتعقيم الكلاب كي لا تتكاثر، وهنا لا بد من التعاون مع الأطباء البيطريين بتوجيه من النقابة.

في المقابل ترفض النحفاوي إطلاق صفة “المسعور” على الكلاب الشاردة، مؤكدة أنّ إصابة الكلب بداء السعر لا يمكن اكتشافها بسهولة فهناك عوارض معينة، كما لا بدّ من أخذ خزعة من رأس الكلب بعد وفاته للتأكد.

أما فيما يتعلّق بعدد الكلاب الشاردة في لبنان ككل، فتقدّره الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الحيوان بـ50 ألف كلب، موضحة أنّ عدداً لا يستهان به من هذه الكلاب هي كلاب “منازل” وقد تخلّى أصحابها عنها.
وفيما تلوم النحفاوي العائلات التي تتخلّى عن كلابها معتبرة أنّ الضائقة الاقتصادية ليست مبرراً، تنتقد أيضاً المحلات التي تتاجر بالكلاب وتشجّع على تكاثرها في ظروف غير صحّية.

إذاً، مشكلة الكلاب الشاردة مثلها، مثل كل الأزمات التي يعاني منها البلد، رهينة “الروتين” و”المماطلة” وعدم توفير التمويل اللازم.. وفي النهاية في هذا الملف ضحيتان، المواطن الذي عليه أن يواجه “الهلع”، والكلب والذي تحوّل إلى مشرّد بعدما تخلّت عنه العائلة التي تبنته بذريعة الظروف القاسية!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us