انتفاضة الإيرانيين خلاص لبنان!


أخبار بارزة, خاص 5 كانون الثاني, 2023

كتب سعد كيوان لـ “هنا لبنان”:

تتعمق الأزمة ويتدحرج اللبنانيون نحو جهنم، التي بشرنا بها ودفعنا إليها “الرئيس القوي”، ليعود إلى لعبته الجديدة-القديمة بكيل التهم يميناً وشمالاً وممارسة دور الضحية واستثارة العصبيات والنعرات الطائفية والعنصرية. لا شك أنّ الآخرين أي الشركاء ليسوا قديسين أو أطهاراً، وربما أكثر حنكة و”أعتق” في ممارسة لعبة السلطة والزبائنية والفساد، إلا أنهم لا يدّعون العفّة. غير أنه من ناحية العطش إلى السلطة لا أحد يوازي صهر الجنرال الذي يظهر جوعاً مزمناً، ويقوم بعملية تضخيم للأنا عبر أداء دور بهلواني متنقلاً من ضفة إلى ضفة ومن طرف إلى آخر، يبتز الحليف ويغازل الخصم ويتذاكى على العرابين والممولين. وهكذا تصبح مسألة الشغور في سدة رئاسة الجمهورية مجرد “ليش أنت مش أنا”! وكما فرض “حزب الله” ميشال عون في 2016 بعد فراغ دام سنتين ونصف يريد اليوم مجدداً فرض رئيس “من الخط”، و”يحمي ظهر المقاومة…”. ولكن باسيل يريده أن يحمي دوره ونفوذه، فيرفع الفيتو في وجه سليمان فرنجية شمالاً حيث يتنازع الاثنان النفوذ، ويرفع الصهر الفيتو أيضاً في وجه قائد الجيش جوزيف عون الذي يمكن أن يأكل من شعبية التيار العوني في حال انتخابه. فهل خرج باسيل فعلاً من تحت عباءة نصرالله؟
معظم اللاعبين أو الطامحين، المعلنين والمستترين، يلعبون في ملعب “حزب الله” الذراع اليمنى المسلحة لملالي طهران في لبنان والمنطقة. ورغم عدم امتلاكه هذه المرة الأكثرية النيابية بسبب انفراط عقد التسوية- الصفقة الثلاثية (عون- نصرالله- الحريري) فإن نصر الله ما زال يملك مفاتيح اللعبة، عبر حليفه رئيس المجلس نبيه بري المخضرم الذي يدير عروض مسرحية “الجمهور عايز كدا” بجلسات الانتخاب الأسبوعية التي يطيّر نصابها فور انتهاء دورة الاقتراع الأولى متسلحاً باجتهاده الخاص والاعتباطي للمادة 49 من الدستور بضرورة توافر نصاب أكثرية الثلثين في كل دورة اقتراع.
ولا بد هنا من التوقف عند أداء الوافدين الجدد من النواب “التغييريين” الذين علقت عليهم الآمال شريحة واسعة من اللبنانيين، والذين اعتقدوا ربما أن التغيير في الحياة السياسية والبرلمانية يكمن بمجرد دخولهم هم إلى البرلمان. يمارس هؤلاء الشباب السياسة وكأنهم لا يزالون في الشارع، شارع 17 تشرين، بعفوية وسذاجة أحياناً، وبقصر نظر سياسي أحياناً أخرى كأن يذهبوا مثلاً إلى محاورة “حزب الله” وفي ظنهم أن المشكلة هي مشكلة الفساد وسوء الإدارة، معتقدين أن هذا الحزب سيخوض إلى جانبهم معركة التغيير ومحاربة الفساد، في حين أن “حزب الله” يقوم بتغطية الفساد والفاسدين مقابل تغطية المنظومة لسلاحه الميليشياوي.
يسعى “حزب الله” للالتفاف على العملية الانتخابية عبر استنزاف الآخرين وجرّهم إلى بدعة التوافق الذي يمكّنه من فرض الرئيس الذي يريد، وأن يحصر “المنافسة” بين مرشحين يجاهران بولائهم لنصر الله ويتنافسان على كسب تأييده. أي أنه في مطلق الأحوال سنكون أمام رئيس يدين بالولاء للسياسة والنفوذ الإيرانيَّيْن كما كانت ولاية عون مع بعض الفروقات في الأداء. أما المعارضون فيتظاهر بعضهم بقناعته بجدوى الحوار لأنه يخشى مواجهة “حزب الله”، والبعض الآخر يتجاوب من موقع انتهازي طمعاً بحصة ما، وهناك ثالث لم يقتنع بعد أن السبب الأساس والعميق للأزمة ليس السلطة الفاسدة وموبقاتها، وإنما هو “حزب الله” بذاته الذي يحميها والذي يضع لبنان وسيادته وقراره في جيب إيران.
إن جهنم التي دفشنا إليها الرئيس “القوي” والإصلاحي” لخّصتها مجلة “إيكونوميست” البريطانية بارتفاع مستوى الفقر (25% معدمين) والجريمة وهجرة المزيد من اللبنانيين، أبناء الطبقة الوسطى على متن الطائرات والفقراء يركبون قوارب الموت. إن خلاص اللبنانيين له طريق واحد أوحد لا بديل عنه هو المراهنة والتعويل على انتفاضة الإيرانيين الشجاعة، ودعمها لإسقاط نظام الملالي الظلامي والاستبدادي والتوسعي!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us