جبران: “أنا التيار والتيار أنا”!


أخبار بارزة, خاص 7 كانون الثاني, 2023

كتب جان الفغالي لـ “هنا لبنان”:

قد لا يكون المهندس مارون أبي خليل، القيادي في التيار الوطني الحر، وابن بلدة الكحالة، البلدة المارونية الأكبر في قضاء عاليه، آخر ضحايا رئيس التيار جبران باسيل، ولا أولهم، سبقه في عِداد الضحايا رمزي كنج ونعيم عون وزياد عبس وزياد أسود وحكمت ديب وماريو عون وطانيوس حبيقة وميشال دوشاديرفيان وأنطوان نصرالله وأنطوان عطالله، و”عميد” هؤلاء جميعًا اللواء عصام أبو جمرا، وآخرون كثر، لكنّ إبعاد مارون أبي خليل لم يمرّ بسهولة، لأنه تسبب في استقالة ما يفوق الأربعين منتسباً إلى التيار في الكحالة، والحبل على الجرار، والمستقيلون من عائلات أبو خليل وبجاني وزغبي وفغالي، ما يدحض شائعات وتسريبات اللصيقين برئيس التيار أن المستقيلين من عائلة مارون أبو خليل فقط.

تبدأ القصة من الإنتخابات الداخلية للتيار. كان واضحاً أن “تعليمة” ميرنا الشالوحي إعطاء الأصوات للنائب ووزير الطاقة السابق سيزار أبي خليل، من بلدة حومال، لأن الأخير “خزنة الأسرار” لباسيل في وزارة الطاقة، كما ندى البستاني. تقديم سيزار أبي خليل على مارون أبي خليل في انتخابات 2022، سبَق لباسيل أن فعل مثله في انتخابات 2018، حين ارتفعت مطالبات بترشح الدكتور أنطوان الزغبي، رئيس الصليب الأحمر ، وابن بلدة الكحالة أيضًا، لكن الوزير باسيل أصر أيضًا على سيزار أبي خليل، وقيل يومها إن سبب رفض باسيل للدكتور أنطوان الزغبي أن الأخير أقرب إلى العماد ميشال عون منه إلى جبران باسيل.

غضب باسيل على مارون أبي خليل سبق انتخابات 2022، ويروي عارفون أن باسيل كلَّف أحد مستشاريه الاتصال بمارون لحثه على الإقتراع لسيزار أبي خليل، وأن مستقبله في التيار بعد أربع سنوات، وأكثر من ذلك طلب المستشار من مارون أن يكتب على صفحته على فايسبوك أنه يؤيد سيزار أبي خليل. الخطير ما نقله المستشار عن باسيل، وفيه: “ما فينا إلا ما نعطي حصانة لسيزار وندى البستاني، لأنهما قد يتعرضان لاحقًا لملاحقات قضائية”.

حين شعر المستشار أن كلامه مع مارون أبي خليل لم يفعل فعله، خاطبه بالقول: “سنُضطر للإنتقال إلى plan B”، فهِم مارون رسالة التهديد، وقال للمستشار: “قُل لجبران، بيقدر يحكي مع اللي حواليه بهالأسلوب (استخدم عبارة أكثر قساوة) بس مش مع مارون سركيس بو خليل”.

في الإنتخابات التمهيدية، تولَّت ماكينة ميرنا الشالوحي الإتصال بالمفاتيح الإنتخابية لتأييد سيزار أبي خليل، وكانت الإتصالات تُرفَق بعبارة “هيدي تمنيات الرئيس”، كانت الأصداء تصل إلى القيادي مارون أبي خليل لكنه لم يتوقف عندها لأنه كان واثقًا بحيثيته داخل التيار وداخل قضاء عاليه وداخل بلدته الكحالة. وعند اختيار سيزار على حساب مارون وُقِّعت عريضة من ٥٠٠ عضواً من التيار ورُفِعَت إلى باسيل، وحين ناقشه أحد حاملي العريضة بأحقيّة مارون، كان جواب باسيل: “ما بيهمني، وعم تضيعولي وقتي”، عندها بادر أحد اعضاء الوفد قائلًا لجبران: “أنت كمان عم تضيعلنا وقتنا”.

لم يخرج مارون أبي خليل من تحت عباءة التيار في انتخابات 2022، ومع ذلك “اتهمه” التيار بأنّه لم يُعطِ صوته التفضيلي لسيزار أبي خليل بل لطارق خيرالله، وعلى رغم أن لا شيء يثبت ذلك، باعتبار أن الإقتراع سري، فإن قيادة التيار اتخذتها ذريعة لإحالته إلى “المحاكمة” وفصله.

وتكشف معلومات أن قيادياً آخر في التيار، هو إيلي حنا، لم يعطِ صوته التفضيلي لسيزار أبي خليل، تمامًا كما فعل مارون أبي خليل، لكن أحداً في القيادة لم يجرؤ على إحالته إلى المحاكمة، على غرار إحالة مارون، ربما لأن إيلي “يعرف أكثر” ومن يعرف أكثر، وسيّما في الشؤون المالية، يُحسب له ألف حساب، والمعروف أن إيلي حنا هو شقيق فادي حنا المرتبط بأعمال مع جبران باسيل”.

في اعتقاد مخضرمين في التيار الوطني الحر أن جبران باسيل “غَلّط مع الكحالة”، ويذكِّرون بأن هذه البلدة كان يقف على خاطرها قادة كبار أمثال الرئيس كميل شمعون والشيخ بيار الجميل والشيخ بشير الجميل، والتعاطي معها بشكلٍ مهين لا يمرّ.

من مفاعيل هذا الأداء تراجع مؤيدي التيار في البلدة، كان يحلو لمناصري التيار أن يصفوا البلدة بأنها “قلعة عونية” (علمًا أنّ هذا التوصيف يحتاج إلى نقاش، فالبلدة تاريخيًا كانت شمعونية – كتائبية، ولاحقًا، قواتية الهوى، ودخلت إليها العونية إثر “حرب التحرير”)، لكن هذه القلعة تصدَّعت بعدما أدخلها باسيل في زواريب حزبية ضيقة،

وبعدما تأكد لكثيرين أن رئيس التيار يعتمد مقولة: “أنا التيار والتيار أنا”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us