وزير الصحة يكافح التهريب إلى سوريا.. ويعيد الحليب إلى أطفال لبنان!


أخبار بارزة, خاص 14 كانون الثاني, 2023

كتبت هانية رمضان لـ “هنا لبنان”:

لم يلقَ إعلان وزير الصحة فراس الأبيض الثلاثاء الماضي رفع الدعم عن حليب الأطفال أصداءً إيجابية إذ انقسمت الآراء بين مؤيّد ومعارضٍ، علماً أنّ الأبيض كان قد علّل الأسباب التي دفعته لاتّخاذ هذا القرار.

وقال الوزير إنّ “السبب الرئيس الذي دفع وزارة الصحة العامة إلى اتخاذ قرار رفع الدعم عن حليب الأطفال، يتّصل بضرورة تأمين الحليب للأطفال وليس للتجار، الذين يستغلون الدعم ويعمدون إلى تهريبه”، موضحاً أنّ “الوزارة تبلّغت من شركات مستوردة استعدادها لتأمينه بكميات كبيرة بعد رفع الدعم”.

وكشف الأبيض أنّ حركة التهريب إلى سوريا طالت الحليب بشكل واسع، فحُرم منه أطفال لبنان الذين باتوا ينامون جياعاً.

إلى ذلك، كانت الشركات المستوردة في لبنان، قد توقّفت قبل ٣ أسابيع عن تسليم الأدوية وحليب الأطفال للصيدليات، بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار الذي تخطّى حينذاك الـ 47 ألف ليرة للدولار.

وكان اللبنانيون في هذه الفترة يعانون من انقطاع حليب الأطفال، فيتنقلون من صيدلية إلى أخرى بحثاً عن علبة تخفّف من قهر فلذات أكبادهم.

في هذا السياق، توضح مصادر متابعة أنّ الأزمة ليست بسبب الدولار وتوقّف الشركات المستوردة فقط، مؤكّدةً أنّ الحليب كان متوفّراً وبكميّات كافية ولكنه كان مخزّناً بهدف التهريب.

هذه الأزمة، أي أزمة الحليب، وضعت اللبناني أمام حلول استثنائية، فلجأ البعض إلى أقاربهم المقيمين خارج البلاد لتأمين كميّات وفيرة من عبوات الحليب خاصة لمن يعاني أطفالهم من حالات خاصة تستدعي تناولهم لحليب special formula.

أما البعض الآخر من الأهالي فاضطرّ مكرهاً للتوجّه إلى تجار السوق السوداء الذين استغلوا حاجة هؤلاء فتحوّلوا من صيادلة إلى تجّار أزمات، فالعلبة التي كان يبلغ سعرها 380 ألف ليرة لبنانية أصبحت بـ 500 ألف ليرة.

وبالعودة إلى رفع الدعم عن الحليب، يسأل البعض لماذا لم تحرّك الدولة ساكناً خاصّةً وأنّ عمليات التهريب كانت تحصل “على عينك يا تاجر”؟ ووزير الصحة نفسه كان قد همس من منبره أنّه لو كانت هناك مكافحة جدية لما اضطرّ إلى رفع الدعم.

في السياق نفسه، تحدث الأبيض عن آلية يتم التباحث بها لتأمين الحليب لغير المقتدرين خاصّة وأنّ سعر هذه المادة سيرتفع بشكل كبير. فوفق الأرقام المبدئية فإن سعر علبة الحليب بعد رفع الدعم سيتخطى 350 ألف ليرة بالحد الأدنى.

ولكن هل أعاد رفع الدعم الحليب إلى رفوف الصيدليات؟

في جولة سريعة على عدد من الصيدليات لاحظ موقع “هنا لبنان” أن الحليب عاد ليباع بشكل طبيعي علماً أن الشركات المستوردة سلمت كميات قليلة من الحليب المخصص للرضع رقم1 و2، على أن تتوفر كميات إضافية في الأيام المقبلة.

من جهته، اعتبر الخبير الإقتصادي الدكتور محمد بالوظة، في حديث لـ “هنا لبنان”، أن “الحليب هو دواء للأطفال لما فيه من متمّمات غذائية وفيتامينات يحتاج جسم الطفل إليها”. داعياً في حديث لـ “هنا لبنان” لضرورة اللجوء إلى منظمة الصحة العالمية لدعمنا في تأمين حليب الأطفال.

ورغم أنّ التهريب هو الذي حرم الأطفال من الحليب بالدرجة الأولى، إلا أنّ بالوظة يتخوّف من تداعيات هذه الخطوة على العائلات الأكثر فقراً.

ختاماً، لو أنّ الدولة تحرّكت كما يجب ولو انّها قامت بمهامها كاملة وبسطت سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية وأوقفت التهريب، لما اضطرّ الوزير لاتخاذ هذه الخطوة لتأمين الحليب لأطفال لبنان.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us