ظاهرة جديدة تجتاح البلد… إليكم ما تفعله السيّدات اللبنانيّات لمواجهة الأزمة!


أخبار بارزة, خاص 15 كانون الثاني, 2023

كتب مازن مجوز لـ “هنا لبنان”:

“مطبخ أم عدنان”، “مطبخ أم سامي”، مطبخ كذا وكذا… تحضير وتجهيز مختلف أنواع الطبخ العادي والمفرز. ظاهرة بيع الطعام من سيدات بيوت تحوّلت إلى مهنة تتبعها شريحة من السيّدات في السنتين الأخيرتين.

لماذا انتشرت هذه الظاهرة؟ وما إيجابيّاتها وسلبيّاتها على البائع والمشتري؟

هو مشروع تحوّل إلى طوق نجاة لكل الموظفات أو العاملات اللبنانيات اللواتي لا تجدن غالباً الوقت الكافي للطهو، وفي الوقت نفسه يبحثن عن بديل لأكل المطاعم غير الصحي. إنها ظاهرة “الأكل المنزلي” أو الجاهز للتفريز أو الطبخ، والتي شاعت في السنوات الأخيرة بعد أن تحوّلت إلى مهنة امتهنتها ربات البيوت اللبنانيات كإحدى الوسائل لمحاربة الأزمة الاقتصادية التي ضربت لبنان في العام 2019.

لا إحصاءات تشير إلى عدد اللبنانيات العاملات في هذه المهنة، لكن جولة سريعة على مواقع التواصل الاجتماعي كفيلة للدلالة على شيوع هذه المهنة بشكل أشمل وأوسع في المناطق اللبنانية كافة، إذ وفي مقابل تفاقم الأزمة الاقتصادية والمالية المتواصلة التي بدأت في تشرين الأول 2019 بفعل التداعيات الاقتصادية المزدوجة لتفشي جائحة كورونا والانفجار الهائل الذي وقع في مرفأ بيروت في ٤ آب 2020، نجد شريحة واسعة ممّن امتهننّ هذه الظاهرة، وعرفن كيفية شقّ طريق النجاح فيها، متحدّين الأزمة وتداعياتها عليهنّ.

ومن بين هؤلاء، سنا، وهي مديرة مطبخ “أم إبراهيم”، التي تكشف في حديث لـ “هنا لبنان”، أنّه “في العام 2020 فكرت بالبدء بمشروع يستهدف تلك الشريحة عبر بيع الطعام والحصول على أرباح، والتحضير لمشروع ناجح من دون مغادرة المنزل بناء على رغبة زوجي، وذلك عبر أدوات بسيطة للغاية موجودة في كل منزل عصري، فكان مشروعي مطبخ “أم إبراهيم”، إذ أنّ السيدات أصبح لديهن حياة مهنية، ولم يعد هناك وقت كافٍ لإعداد الطعام لأسرهنّ، ويفضّلن اللجوء إلى شراء الطعام الجاهز من الخارج، ومع الوقت بدأ الزبائن يثقن أكثر بطعامي الذي يتميّز بنظافته وطعمه المنزلي الشهيّ”.

ليس من الصعب الاستنتاج هنا، أنّ مشروعاً من هذا النوع لا يحتاج إلى رأس مال كبير، حيث أن سنا تستخدم أجهزة وأدوات الطبخ، فيما تنحصر التكاليف بشراء المواد الأولية المطلوبة للطبخات وفقاً للطلب، والتي تختلف طبعاً بين طبخة وأخرى.

واللافت أن الأزمة المشار إليها لم تترك آثارها السلبية على سنا ولا على مهنتها، بل العكس، إذ أخذت قاعدة زبائنها تتوسّع مع الأزمة في المناطق القريبة منها، وتالياً ازداد مدخولها.

“أسرار نجاح هذه المهنة هي النظافة والذوق والحرص على إعداد كل طبخة وفق الأصول وإعطائها حقها من المواد الأولية”، تقول سنا، خاتمةً: “ما لا أقبل أن أطعمه لعائلتي أرفض إطعامه لزبائني”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us