من “مايك بومبيو” إلى طارق البيطار.. رحِم الله ضحايا تفجير المرفأ


أخبار بارزة, خاص 28 كانون الثاني, 2023

ما علاقة كتاب بومبيو، بانفجار أو تفجير مرفأ بيروت؟ لا شيء سوى القول: هل يجب أن ننتظر بضع سنوات ليأتي “بومبيو ما” ينشر كتابًا ويُضمِّنه أسرارًا ووثائق عن انفجار أو تفجير المرفأ، لنعرف كيف وقع الإنفجار؟

كتب جان الفغالي لـ “هنا لبنان”:

Never Give an Inch: Fighting for the America I Love

“لا تعطِ أي بوصة، القتال من أجل أميركا التي أحب”

هو الكتاب الذي نشره وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو، حديثًا جدًا. لماذا الحديث عن الكتاب؟

لأنه يكشف معلومات تُنشَر للمرة الأولى، ومنها كيف تمَّ اغتيال قاسم سليماني، وكيف تمَّ تفجير مقر قيادة المارينز في بيروت عام 1983.

يكشف بومبيو قضية اغتيال سليماني فيقول:

“شاركت في اجتماع عقده الرئيس ترمب بتاريخ 29 كانون الأول 2019 في مارالاغو، مشاركة وزير الدفاع مارك أسبر ورئيس الأركان الجنرال مارك ميلي. قلت في الاجتماع:

“سيدي الرئيس، سليماني مسافر من بيروت إلى دمشق ثم بغداد، يطير على رحلات تجارية، ونعرف طريق رحلته. إنه يتآمر لقتل المزيد من الأميركيين. ولدينا الأدوات الضرورية لوقف قيادته لهذه الجهود. لقد أسقطوا مسيرتين أميركيتين، أطلقوا صواريخ باليستية على المملكة العربية السعودية، والآن قتلوا أميركياً… كل ذلك بتوجيه من الجنرال سليماني. حان الوقت لوقف حكمه. هذا هدف عسكري مشروع”.

ما علاقة كتاب بومبيو، بانفجار أو تفجير مرفأ بيروت؟ لا شيء سوى القول: هل يجب أن ننتظر بضع سنوات ليأتي “بومبيو ما” ينشر كتابًا ويُضمِّنه أسرارًا ووثائق عن انفجار أو تفجير المرفأ، لنعرف كيف وقع الانفجار؟ ومَن يقف وراءه؟ وفي حال لم يُنشَر كتاب عن هذه الجريمة، هل يبقى الانفجار لغزًا من ألغاز القرن الحادي والعشرين؟

لو لم يكشف بومبيو مَن اغتال سليماني؟ وكيف اغتيل؟ لبقيت عملية الإغتيال لغزًا من الألغاز، إلى أن يأتي مَن يكتب عنها.

انفجار أو تفجير مرفأ بيروت قد ينتظر “بومبيو” ما ليكشف ما جرى، وكيف تمّ التفجير، أما المسار الذي يسير فيه التحقيق، فعلى ما يبدو ممنوع على المحقق العدلي القاضي طارق البيطار أن يصل إلى خواتيم التحقيق.

حتى اليوم، يكاد القاضي طارق البيطار أن يصل إلى إنجاز تحقيقاته، وبحسب معلومات موثوقة، فإن الملف يقع في ستمئة صفحة ويتضمن سردًا للوقائع والأسماء، معززة بالوثائق بما لا يرقى إليه الشك، ويتناول جميع المشتبه بهم سواء بالتقصير أو بالإهمال أو بالتواطؤ، ولا يوفر لا سياسيين ولا قضاة ولا أمنيين، ولعل أهمية ما توصَّل إليه القاضي البيطار، هي التي جعلت “المنظومة” تستنفر في وجهه وتسابق الوقت بين أن يختم ملفه أو أن يتم “قبعه” قبل ختم الملف.

مسار القاضي البيطار محفوف بالمخاطر والألغام، فحتى لو أنجز ملفه، بعد ختم التحقيق، فيفترض أن يرسله إلى مدعي عام التمييز ليبدي مطالعته في الأساس، ويرده له، وعلى أساس مطالعة مدعي عام التمييز يُصدِر قراره الظني. كيف ستتطور الأمور في هذه الحال، في ظل الكباش الحاصل بين القاضي البيطار والقاضي عويدات؟ هل سيتم اعتبار تحقيقات البيطار كأنها لم تكن؟ وهل هذا يعني العودة بالتحقيق إلى النقطة الصفر، وأقصى ما يكون أنجزه البيطار هو أنه وضع كتابًا موثقًا عن تفجير المرفأ، يبقى للأجيال ليطَّلعوا على ما أصاب عاصمتهم.

وما يزيد الأمر تعقيدًا وإثارةً، الفصول التي يمكن إضافتها إلى ملف التحقيقات، والذي سيأتي على شكل كتاب، هو أن “ضحايا التفجير” ليسوا 240 أو 242 فقط، بل يمكن أن تضاف إليهم أسماء المصور جو بجاني والعقيد منير أبو رجيلي، والعقيد جوزيف سكاف، وهم من ضحايا المرفأ أيضًا، والثلاثة قُتِلوا في ظروف غامضة، والجامع المشترك بينهم أن الأشخاص الثلاثة مرتبطون بشكلٍ أو بآخر بملف المرفأ، والجامع المشترك الثاني أن التحقيق في مقتلهم، وربما اغتيالهم، لم يتوصل إلى شيء، أو أنه ممنوع أن يُماط اللثام عما توصَّلت إليه التحقيقات.

من كل ما تقدَّم، يمكن الإستنتاج: قد لا تظهر الحقيقة في تفجير المرفأ إلا بعد تجرؤ “مجنونٍ ما” على إصدار كتاب يكشف فيه ما حصل، وإلى أن يظهر هذا “المجنون”، ما على أهالي الضحايا سوى الصبر والانتظار، وما على اللبنانيين سوى القول: “رحم الله ضحايا 4 آب 2020”. وحتى لو وصل التحقيق، أو كشف كتابٌ ما، حقيقة ما جرى، فمَن يضمن تحقيق العدالة؟ ها هي قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري كُشِفَت من أعلى مرجعية دولية، هي المحكمة الخاصة بلبنان، فماذا تحقق؟ أيضًا، رحِم الله شهداء تفجير 14 شباط 2005.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us