غادة عون “الدونكيشوتية” تحارب طواحين الهواء: “المطرقة” البرتقالية إلى الزوال!


أخبار بارزة, خاص 1 شباط, 2023

مطرقة غادة عون، لن تدوم طويلاً، فالفراغ الذي تستند إلى قوّته القاضية العونية سيتبدّد عاجلاً أم آجلاً مع انتخاب رئيس لا يحمل الصبغة البرتقالية، وفي ذلك الحين فقط سيستقيم القضاء!

كتبت نسرين مرعب لـ “هنا لبنان”:

وراء كل ناشط موقوف، أو إعلامي مدّعى عليه، اسم واحد، ألا وهو القاضية غادة عون..

طبعاً، هذا الموضوع ليس بقاعدة، ولكنّه بشكل عام أقرب للتعميم، فمعظم التوقيفات التي طالت ناشطين كان وراءها قاضية العهد، ولقب قاضية العهد، لا يطلق على عون تهكماً، أو إهانة، بل هو لقب تشريفي نالته بعدما أمضت الكثير من الوقت وهي ترصد الناشطين وتفنّد “السكرين شوتات” التي يزوّدها بها مفسبكون ومغرّدون عونيون، بحثاً عن اسمٍ مسّ بذات الرئيس “السابق”، أو بذات الصهر العتيد، أو حتى بأيّ ذات.

لعون أسلوبها، ففنجان القهوة قبالتها، لا ينتهي دائماً بتوبة نصوح، أو بإقرار بعدم تكرار الشتيمة، فهي أيضاً قد تصدر عقوبات، كمنع ناشط من استخدام حسابه على “فيسبوك” لمدة شهر، عقوبة قد تكون هزلية، ولكنّها واقعية وتضاهي بجديتها، جدّية الإصلاحات التي أنجزها العهد البرتقالي!

لغادة عون أيضاً، شخصيتها البارزة على مواقع التواصل، فهي “تفسبك”، و”تغرّد”، وتقع أيضاً في أخطاء الناشطين، إذ سبق لها أنّ نشرت لائحة مزعومة ومفبركة لأسماء شخصيات سياسية اتهمتهم بامتلاك حسابات مجمدة في مصارف سويسرية، والقاضية والتي وفق اعترافها، في “جارورها” عشرات الملفات، لم يسعفها الوقت لنفض الأغبرة عنها، فالنشاط عبر مواقع التواصل يأخذ الحيّز الأكبر من يومها، لا سيّما وأنّ في جعبتها لائحة من الأسماء السياسية والإعلامية والناشطة والتي تحتاج الرصد، كي لا يجمح أحدها وينطق ما لا يجوز أن يقال في “ذات ما”، وهناك القاضية غادة ومطرقتها بالمرصاد!

حضور القاضية غادة على المواقع، يضع الناشطين في حالة من الارتباك عند كتابة أيّ تدوينة، وسؤال واحد حاضر، هل نحن على لائحة غادة عون؟ هل هي تتابعنا؟ هل أرشفت صورنا وضحكاتنا وفنجان قهوتنا ويأسنا، أم فقط اكتفت بأرشفة غضبنا وسبابنا؟!

هل تقرأ القاضية غادة عون يومياتنا المملّة منذ ما يزيد عن الـ 3 سنوات، أو ربما لا تملك في منزلها كهرباء 24/24، وشبكة الإنترنت في منطقتها ضعيفة، فيغيب عنها تفاصيل، وربما أيضاً من باب الصدفة أن تجتمع هذه التفاصيل في ما نعانيه من واقع متردٍّ يتحمّله أولاً وأخيراً العهد العوني ومن تحالف معه، وغطّاه، وحايله!

غادة عون “الدونكيشوتية”، تحارب طواحين الهواء، ترفض كفّ اليد، تتمرّد، وتبتدع معارك خيالية، معارك من وحي أفكار العهد، ومصالحه، وأهدافه، أما نتائجها فهي استعراضية..

لا ترى القاضية المقدام في “القرض الحسن”، مشكلة، أو ربما تتغاضى، وقد تكون في لحظة ما قد رصدته وفتحت الملف ثم طوته سريعاً ووضعته في “الدرج” الشهير، ولا تلاحق القاضية من أغرق لبنان في العتمة وحرم الشعب الكهرباء.. ولا تجد في الصفقات العونية أيّ شبهة، فالعونية “قدّس الله اسمها”، منزّهة عن الوقوع في الخطيئة!

ولربما القاضية اليوم، بعدما ادعت على بعض الإعلام دون تبرير، مكتفية بحقّها بدعوتهم إلى فنجان القهوة، تجلس، وتشاهد الفيديو الذي يظهر سائقين يعترضون على تعليق صورة الرئيس ميشال عون في مبنى الاتحاد العمالي العام، و”تجوجل” لمعرفة أسماء السائقين، فرداً فرداً والادعاء عليهم، فصورة الرئيس السابق هي أيضاً رئيس في المفهوم العوني والمطرقة القضائية العونية.

مطرقة غادة عون، لن تدوم طويلاً، فالفراغ الذي تستند إلى قوته القاضية العونية سيتبدّد عاجلاً أم آجلاً مع انتخاب رئيس لا يحمل الصبغة البرتقالية، وفي حينها سيستقيم القضاء وسيخرج من صفحات الناشطين.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us