قمّة البطاركة تطلق صرختها وتهزّ ضمائر النواب المعطّلين… فهل مَن يسمع؟!


أخبار بارزة, خاص 3 شباط, 2023

كان الهدوء سائداً خلال الاجتماع كذلك التوافق على البنود، ولماذا يريدون بياناً شديد اللهجة؟ المهم التنفيذ خصوصاً فيما يخص الرئاسة.


كتبت صونيا رزق لـ “هنا لبنان”:

مع غياب أهل السلطة والسياسيين عن القيام بدورهم في إنقاذ الوضع المأساوي، وإعطاء الحلول للأزمات والانهيارات التي تتوالى على لبنان واللبنانيين، دخلت القمة الروحية على خط الإنقاذ بمشاركة البطاركة الكاثوليك والأرثوذكس وتحديداً من الصرح، حيث تتربّع العبارة الشهيرة “مجد لبنان أُعطي لبكركي، أي حق اتخاذ القرار في كل الأمور المصيرية، التي من شأنها المحافظة على لبنان ككيان ووجود، فبرزت هذه العبارة في العام 1920، ولا تزال سارية المفعول وهي بالتأكيد باقية، لأنّ بكركي تنطلق من أسس شرعية، وموقعها في المعادلة اللبنانية كبير، ودورها يتجاوز البعد الديني إلى البعد الوطني الأوسع.
وهذا ما برز في مشهد لقاء البطاركة الذي عُقد بعد ظهر أمس، حيث دُق ناقوس الخطر في بيان صدر عن المجتمعين تضمّن “دعوة عاجلة لمجلس النواب للإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية، لأنّ الشغور غير مقبول ومخالف لجوهر الدستور ومرتكزات السيادة والاستقلال، إذ لا يحقّ لأحد أن يجازف في مصير الوطن، الذي يقوى بالشراكة الوطنيّة الإسلاميّة – المسيحيّة، ولنا ملء الثقة بتضامن رؤساء الطوائف الإسلامية معنا”، وفوّضوا البطريرك بشارة الراعي للاجتماع مع مَن يراه مناسباً، تحقيقاً للمضمون أعلاه، بما في ذلك دعوة النواب المسيحيين إلى اللقاء في بكركي، وحثّهم على المبادرة سوياً مع النواب المسلمين لانتخاب رئيس للجمهورية، مع مطالبتهم المسؤولين بإيجاد الحلول لكل المآسي، التي لا تتحمّل أيّ إبطاء، وعبّروا عن قلقهم العميق تجاه الأزمات الاجتماعية والاقتصادية وانهيار العملة الوطنية.
إلى ذلك نقل النائب البطريركي العام السابق المطران بولس صيّاح الذي حضر القمة، خلال حديث لموقع “هنا لبنان” بأنّ البطاركة يستشعرون الخوف على البلد كما كل المراجع الروحية والدينية، لذا أطلقوا هذه الصرخة، ونحن نقلنا هواجس الناس، وألقينا الضوء على المصاعب والمآسي التي يعاني منها الشعب المقهور والمتألم، لذا نأمل أن يسارع النواب إلى انتخاب رئيس قريباً جداً، ويلبّوا النداء لأنّ الوضع لم يعد يحتمل.
ورداً على سؤال حول ما تردّد عن وجود خلاف حول بنود البيان من قبل البطاركة، إذ كان البعض يريده أشدّ لهجةً، نفى المطران صيّاح ذلك، وقال: “كان الهدوء سائداً خلال الاجتماع كذلك التوافق على البنود، ولماذا يريدون بياناً شديد اللهجة؟ المهم التنفيذ خصوصاً في ما يخص الرئاسة.
وفي السياق أشار وزير سابق مقرّب من الصرح لموقعنا، إلى أنّ بيان القمة الروحية انطلق من القلق المسيحي المتصاعد يومياً، ومن القلق اللبناني بصورة عامة، بالتزامن مع انهيارات تتوالى ما أدّى للوصول إلى نفق مظلم ومقفل، والقمة أتت ضمن الحراك الذي تقوم به بكركي، للمطالبة بإنهاء الشغور الرئاسي المخيف، والذي يحمل في طياته تداعيات خطرة لا تُحمد عقباها، في حال طالت مدتها اكثر، وكشف الوزير السابق أنّ فكرة انعقاد قمة مسيحية – إسلامية غير مستبعدة، لأنّها تسارع في إنهاء الملف الرئاسي المأزوم، آملاً من الجميع التعاون من أجل استرجاع الوطن، لأنّه يتهاوى يوماً بعد يوم، فالجمهورية في خطر كبير وعلى كل المستويات، إزاء ما يحصل في البلد من جوع وويلات وفقر، وانتحار يومي وبطالة وهجرة شبابية، وتشنجات وتوترات وانقسامات، في ظل مخاوف كبرى لا تعدّ ولا تحصى والآتي أعظم، خصوصاً أنّ الأزمات المذكورة ستضع اللبنانيين أمام معادلة، قد تقضي على السلم الأهلي، وتطيح بالدستور والشرعية، مشدّداً على ضرورة أن تكون صرخة القمة الروحية نداءً لمواجهة كل ما يهدّد الكيان اللبناني، وتمنّى على دار الفتوى والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، إطلاق المزيد من الصرخات في اتجاه الدول العربية والإقليمية للمساهمة في إنقاذ لبنان.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us