أنواع رخيصة من المحروقات في الأسواق العربية… لماذا لا يستوردها لبنان؟!


أخبار بارزة, خاص 15 شباط, 2023

لماذا لا يستورد لبنان أنواعاً رخيصة من المحروقات كبنزين الـ92 أوكتان على سبيل المثال؟


كتبت نسرين مرعب لـ “هنا لبنان”:

“95 أو 98″، هو السؤال الذي كانت تطرحه معظم محطات البنزين في لبنان على أصحاب السيارات قبل الأزمة، وما رافقها من جنون ضرب قطاع المحروقات، أسوة بباقي القطاعات اللبنانية.

هذا السؤال الذي اعتدنا عليه لسنوات طويلة، لم يعد يسمع مؤخراً، حتى كدنا نظن أنّ لبنان لم يعد يستورد إلّا نوعاً واحداً من البنزين، لولا أنّ جدول المحروقات اليومي يقول لنا العكس…

وليس غريباً، في ظلّ ارتفاع سعر صرف الدولار المستمرّ والجداول اليومية المتعدّدة للمحروقات، أن يكون بنزين الـ 95 أكثر رواجاً، فسعره في نهاية المطاف هو الأقل و”الأوفر على الجيبة”، ما يطرح تساؤلاً حول سبب عدم توجه الدولة اللبنانية إلى استيراد أنواع “أرخص” من المحروقات، كبنزين الـ80 والـ92، علماً أنّ هذه الأنواع تعتمد في بعض الدول كمصر على سبيل المثال لا الحصر.

“هناك مواصفات معيّنة تعتمدها وزارة الطاقة كي تسمح باستيراد المحروقات”، يؤكد عضو نقابة أصحاب المحطات جورج البراكس لـ “هنا لبنان”، موضحاً أنّ هذه المواصفات تتوفر حصراً في نوعي 95 و98، وأنّ أيّ باخرة لا يمكنها أن تفرّغ حمولتها ما لم تكن حاصلة على إذن وموافقة الوزارة.

وفيما يُعيد البراكس استيراد أيّ نوع آخر من المحروقات، إلى موافقة الوزارة الوصيّة، إلّا أنّه لا يحبذّ استيراد الـ92 ويرفض الـ80 رفضاً قاطعاً، وذلك نظراً لتدنّي النوعية.

ويلفت البراكس إلى أنّ العدد الأكبر من سيارات لبنان، لا يمكن أن ينفع معها وقود الـ92، ما قد يصيب “الصبابات” و”المارش” بالضرر، حيث أنّ السيارات عند تزوّدها بهذا النوع من الوقود سوف تسير بسرعة أقل وصعوبة أكثر ودون قوّة، معلّقاً: “ببساطة أيّ محروقات دون الـ95 لا تلائم السيارات التي نستعملها في الوقت الحاضر”.

إلى ذلك، يشرح البراكس الضرر البيئي، فبنزين الـ92 والـ80 يساهم في صناعة ثاني أوكسيد الكربون أكثر، وبالتالي المزيد من التلوث.

وبالعودة إلى بنزين الـ95 والـ98، وكيف يتمّ استهلاك كلّ منهما في لبنان، يوضح البراكس أنّ “أكثرية المحطات قبل الأزمة في لبنان كانت تبيع الـ98، ولكن مع ارتفاع أسعار المحروقات أصبحت قلّة من المحطات تستورد هذا النوع لكون المواطن لم يعد يتحمل التكلفة”.

ويشرح البراكس بالأرقام كيف تراجع الاستيراد عمّا كان عليه قبل الأزمة، ففي العام 2018 كانت الحاجة اليومية من بنزين 98 تبلغ مليون و30 ألف ليتر في اليوم، مقابل 6 ملايين و350 ألف ليتر من بنزين 95 أوكتان، في حين باتت الحاجة اليومية لبنزين 98 في العام 2022 تقارب الـ56 ألف ليتر، مقابل 6 ملايين أيضاً لبنزين 95.

أي أنّ لبنان كان يستورد قبل الأزمة 14% بنزين 98 أوكتان و 86% بنزين 95 أوكتان، فيما يستورد اليوم 0.94% 98 أوكتان و 99.06% 95 أوكتان.

في الختام، بات البنزين عبئاً كبيراً، فيا أيّها اللبناني خبّئ “بنزيناتك” للأيام السوداء.. وإلّا فإنّ “الدولرة” ستحرق جيبتك كما يحرق محرّك السيارة الوقود!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us