مبارك ما أنجزتم


أخبار بارزة, خاص 17 شباط, 2023

بين “العهد القوي” وزمن النفط اللبناني حقل من الشعارات الجوفاء، ولدت من تفاؤلٍ لم يَرَه سوى المصفّقون..


كتب راشد فايد لـ “هنا لبنان”:

مبارك ما أنجزتم، فخامة السابق، ومبارك لحليفكم، الحزب المسلّح، استكمال ما كان سمّاه “قواعد الاشتباك” برّا، بمثيلتها بحراً، أما المناسبة فهي بدء إسرائيل تصدير شحنات النفط من حقل كاريش، الذي كانت شركة “إنرجين” أعلنت، مطلع الأسبوع الجاري، انطلاق أولى شحنات صادرات النفط الإسرائيلية من الحقل المذكور، ما يمثّل لحظة فارقة في انضمام تل أبيب، فعليّاً، لا شعاراً، إلى قائمة الدول المصدّرة للنفط، بعد الغاز، وجرى تحميل أول شحنة خام إلى الخارج يوم الإثنين 13 شباط، من وحدة “إنرجين باور” العائمة للإنتاج والتخزين والتفريغ، وذلك بعد أشهر قليلة من إنتاج حقل كاريش لأول غاز، وقالت إنرجين إن الشحنة بيعت في إطار اتفاقية تسويق البضائع المتعددة مع شركة فيتول، وتمثّل أول مصدر جديد لطاقة شرق المتوسط الذّي يصل إلى أوروبا.

يذكّر التصدير الإسرائيلي بزعم الرئيس القوي، في خطابه إلى اللبنانيين، في 31 تشرين الأول 2019، في الذكرى الثالثة لانتخابه، أنّ لبنان سيدخل بعد شهرين نادي الدول المنتجة للنفط، وأصرّ على إعلان ذلك، ثانية، قبيل مغادرته القصر الجمهوري مع انتهاء ولايته الرئاسية. الجنرال الذي دخل قصر الرئاسة على صهوة الفراغ، وغادره بالتّبشير بجهنّم، كان بهذه الأطروحة يؤكّد بحثه عن مجدٍ بلا استحقاق، إلّا بالمزاعم، على عادته والّصهر، والأبرز في ذلك عناوين الإصلاح والتغيير، والسدود، والكهرباء 24/24.

وبرغم كلّ ما كتب وقيل ونشر، عن أنّ الاتفاق مع العدو/ الشريك لا يعني أنّ لبنان أصبح دولة منتجة للغاز أو النفط”، وأنّ الأمر يحتاج إلى إطار زمني من خمس إلى ست سنوات، في الحد الأدنى، قبل أوّل استخراج غاز في حال عُثر على مكامن تجارية صالحة، برغم ذلك لم يقصّر مناصرو “التيار الوطني الحر” في رفع شعار “لبنان دولة نفطية” في العام ٢٠١٨ عند توقيع عقد التنقيب في البلوكين ٤ و٩، وبعد مضيّ نحو عامين مع بدء حفر أول بئر في البلوك رقم ٤ وزيارة الرئيس ميشال عون للحفارة، لكنّ النتيجة لم تؤدِّ إلى اكتشاف كميات تجارية في هذه البئر وبالتالي لم يدخل لبنان نادي الدول النفطية، وظلّ الشعار صرخة في وادٍ، يتلاعب بعقول اللبنانيين وآمالهم.

بعد أكثر من عقد من الزمن على إعلان حدوده البحرية ومنطقته الاقتصادية الخالصة، لا يملك لبنان اليوم دلائل إلى احتياطيات مؤكّدة من الغاز الطبيعي. ووجدت عملية تنقيب أجريت العام 2020 في أحد الآبار آثار غاز فقط، من دون العثور على مكامن تجارية، وقد أسهمت المساومات السياسية قبيل تأسيس هيئة إدارة قطاع البترول في نهاية العام 2012، وبعده، في إضاعة أشهر عدة لتسمية أعضاء مجلس إدارتها جراء الخلافات السياسية على ترشيح الأعضاء.

كذلك تأخرت مراراً جولات منح تراخيص التنقيب عن النفط والغاز منذ انطلاقها عام 2013، فيما إسرائيل، تستثمر منذ سنوات في حقل كاريش وبدأت قبرص ومصر في استكشاف حقول رئيسية.

بين “العهد القوي” وزمن النفط اللبناني حقل من الشعارات الجوفاء، ولدت من تفاؤل لم يَرَه سوى المصفقون، فكيف وأن

إيجاد كمية قابلة للاستخراج لا يعني أنّ مباشرة أوّل تنقيب سيجعل لبنان دولة منتجة وأنّنا سنجد الغاز، على قول أحد الخبراء.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us