هل يمكن للصلاة أن تجمع القوى المسيحية على إسم رئيس للجمهورية؟


أخبار بارزة, خاص 15 آذار, 2023

يعمل البطريرك الماروني على مسألة دعوة القيادات والنواب المسيحيين للقاءٍ في الصرح البطريركي يندرج تحت عنوان: “يوم للرياضة الروحية والمصالحة” بعد فشل مساعيه إلى جمعهم تحت عنوان سياسي لإيجاد مخرج لأزمة الإستحقاق الرئاسي وانتخاب رئيس جديد للجمهورية.


كتبت شهير إدريس لـ “هنا لبنان”:

بين الفاتيكان وبكركي تبقى الصلاة هي الحل الوحيد بعد أن انتهت حلول الأرض في لبنان. في هذا السياق أتت زيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى بكركي وتأكيده أن ربيع لبنان قريب ببركة البطريرك الراعي بعد التداول معه في الملف الرئاسي الذي لا تزال أبوابه موصدة على الرغم من محاولات البطريرك الحثيثة، حيث كان ينوي أن يحمّل ميقاتي أخباراً إيجابية عن توافق ما بين القوى المسيحية جراء مبادرته لحملها إلى الفاتيكان إلا أنها لم تنضج بعد، مما حدا بالبطريرك إلى تحميل ميقاتي نتائج الإتصالات الجارية فقط للإسراع بإنتخاب رئيس من أجل إنقاذ لبنان، وانتظام عمل المؤسسات الدستورية. هذه الأمور وغيرها سيبحثها رئيس الحكومة مع قداسة البابا فرنسيس الذي يتابع عن كثب أوضاع لبنان وأزماته وما يتهدد مصيره ومصير شعبه ومصير الإستحقاق الرئاسي. ومَن من اللبنانيين لا يتذكر دعوة البابا فرنسيس وإقامة يوم صلاة من أجل لبنان في 1 تموز من العام 2021 بهدف الحفاظ على لبنان الرّسالة والتّعايش ومساعدته على الخروج من أزمته ومن أجل تخطّي هذه المرحلة الدّقيقة داعياً أيضاً المؤمنين المتجمعين في ساحة القديس بطرس إلى أن يتّحدوا روحياً مع قادة الكنائس في لبنان وأن يصلوا كي ينهض لبنان من الأزمة الخطيرة التي يمر بها ويظهر للعالم وجهه، وجه السلام والرجاء.
وفي هذه اللحظات التاريخية من مصير هذا البلد الغني بتنوعه يسعى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى تقريب وجهات النظر بين جميع الأطراف إضافة إلى التخفيف من حدة الخلافات بين القوى المسيحية، فكانت الجولات الثلاث التي قام بها راعي أبرشيّة أنطلياس المارونيّة المطران أنطوان بو نجم على معظم القوى لتقريب المسافات عبر سلة من الاقتراحات والأسماء معظمها من خارج الأحزاب السياسية. وأكدت مصادر مقربة من المطران بو نجم لموقع “هنا لبنان” أنّه أنهى جولته الثالثة وسيضع البطريرك الراعي في نتائجها نهار السبت المقبل مشيرة إلى أن الآراء لا تزال متضاربة حيال القبول ببعض المرشحين لكن حدة التشنج قد خفتت نوعاً ما لكن يجب العمل على مسألة التوافق من أجل إنتاج حلٍّ يرضي الجميع. وكان المطران بو نجم، أكد في بيان أنّ “المعلومات عن الأسماء التي يجري تداولها أخيراً في الإعلام، على أنّها الأسماء المقترحة من قبل البطريرك الراعي للرئاسة غير دقيقة وأكد أنّ غبطته لا يدخل في لعبة الأسماء، ولا يمكن اعتبار هذه اللائحة رسميّة من قبل بكركي، إذ أنّ هناك أسماءً خارج الأسماء المتداولة”.
على خط آخر يعمل البطريرك الماروني على مسألة دعوة القيادات والنواب المسيحيين للقاء في الصرح البطريركي يندرج تحت عنوان: “يوم للرياضة الروحية والمصالحة” بعد فشل مساعيه إلى جمعهم تحت عنوان سياسي لإيجاد مخرج لأزمة الإستحقاق الرئاسي وإنتخاب رئيس جديد للجمهورية.
مصادر كنسية مقربة من بكركي أكدت لموقع “هنا لبنان” أنّ الجولات التي قام بها المطران بو نجم قد لا تؤتي ثمارها وسط السجالات العقيمة القائمة ورأت أنّ الدعوة إلى يوم للرياضة الروحية الذي لا يعتبر لقاءً سياسياً، قد تخلق جواً من التقارب والمودة بين السياسيين عند تقربهم من الرب وهنا تسقط المسافات بين الجميع، وأشارت المصادر إلى أن البطريرك الراعي لا يقوم بالإلتفاف على موضوع اللقاء السياسي إنما يراهن على وجدان الإنسان المسيحي التسامحي من أجل إبعاد حالة التشنج الحاصلة بين القوى المسيحية وخلق حالة وجدانية من المودة والرحمة من شأنها فتح كوة في الجدار المغلق وتأمين نوع من الحوار المسيحي المسيحي.
الصرح البطريركي سيبقى مفتوحاً بحسب مصادره أمام الجميع من أجل التوصل إلى حل من شأنه انتخاب رئيس للبلاد في أسرع وقت في ظل التطورات الحاصلة في المنطقة وأبرزها التقارب السعودي الإيراني.
فيما بعض القوى المسيحية لا سيما منها حزب الكتائب والتيار الوطني الحر وتيار المردة أبدت موافقتها على أي لقاء يدعو إليه رأس الكنيسة المارونية، وحده حزب القوات اللبنانية لم يحسم موقفه من مسألة تلبية دعوة البطريرك إذ أكد رئيس جهاز الإعلام والتواصل في القوات شارل جبور لموقع “هنا لبنان” أنه “عندما يدعو البطريرك إلى هذا اللقاء بشكل رسمي سنتخذ الموقف المناسب لدعوة من هذا القبيل مشيراً إلى أن النقاشات مع المطران بو نجم لا تزال مفتوحة حول الثوابت اللبنانية والتي من المفترض أن تكون العنصر الجامع بين القوى المسيحية، لافتاً إلى أن الإنقسام اليوم هو إنقسام مسيحي مسيحي بخلفية وطنية وهو ليس فقط بين اللبنانيين فهو إنعكاس لإنقسام بين المسيحيين من جهة وبين السنة والسنة والشيعة والشيعة والدروز والدروز من جهة أخرى، وذلك على خلفية الفكرة نفسها أي من هو مع الدولة ومن هو ضدها”. وأعتبر أنّ أي لقاء مسيحي يعقد في ظل انقسام بين فلسفتين ومشروعين ورؤيتين لا فائدة منه وبالتالي إذا كان تحت عنوان لقاء نيابي أو رياضة روحية فالمشهدية ستكون ذاتها ومتسائلاً: “كأنّ المشكلة هي لدى المسيحيين وهم المسؤولون عن الشغور الرئاسي فيما حلفاء حزب الله أي التيار الوطني الحر لديه داخل 8 آذار أكبر حيثية مسيحية لكن الحزب لم يسأل عنه عندما رشّح سليمان فرنجية للرئاسة وهو متمسك به على حساب حليفه جبران باسيل”. وبالتالي يضيف جبور من يحجز الإستحقاق الرئاسي هو حزب الله وليس المسيحيين كما يتم تصوير المسألة لذلك اقترحنا في حال حصول أي اجتماع للنواب يجب أن ينتج عنه آلية لإنتخاب رئيس للجمهورية وإلّا فإنّ لقاءً من هذا النوع لن يغير أي شيء.

ما يعيشه لبنان اليوم من انهيارات على مجمل المستويات قد لا تنفع معه ومع مسؤوليه أي صلاة إذ أنه يحتاج إلى أعجوبة كبيرة تنقذه من الإنهيار التام الذي بات على الأبواب، فيما الترقب يبقى سيد الموقف بعد أن أصبح الوضع اللبناني ينتظر على عتبة الدول الإقليمية لحل أزمته وتسمية رئيس له، وآخر الغيث ما أعلنته وزارة الخارجية الفرنسية عن أنها “تبحث مع الحلفاء ما إذا كان الوقت قد حان لفرض عقوبات على من يعرقلون الجهود الرامية للخروج من المأزق الدستوري في لبنان” فهل سيتّعظ المسؤولون اللبنانيون ويعملون على انتخاب رئيسٍ “صنع في لبنان”؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us