بين 100 ألف و100 ألف


أخبار بارزة, خاص 17 آذار, 2023

لا يمكن إلا الربط بين المئة ألف مقاتل الذين يستخدمهم الحزب لخوض معاركه السياسيّة والعسكريّة ولفرض سطوته على القرار اللبناني وبين الدولار الذي تجاوز المئة ألف ليرة.


كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:

ليس وصول سعر دولار السوق السوداء إلى مئة ألف ليرة لبنانيّة بالرقم العابر. رقم المئة ألف، تحديداً، يحمل دلالات كثيرة.

قبل سنةٍ تقريباً، خرج أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله، بعد ما سُمّي أحداث الطيونة، ليستعرض قوّة حزبه، مهدّداً بامتلاكه مئة ألف مقاتل. مئة ألف مقاتل يتقاضون رواتب بالدولار الأميركي مصدرها إمّا إيران، عدو أميركا الأول، أو أعمال ذات طابع تجاري غالبيّتها غير شرعيّة في مختلف القارات. وبما أنّ الحزب يسيطر على أكثر من مرفأ ومعبر، وخصوصاً على المطار، فإنّ وصول هذه الأموال إلى لبنان ليس صعباً.

وعليه، يمكن اختصار المشهد بما يأتي: مئة ألف مقاتل من حزب الله كان يُفترض بهم أن يقاتلوا إسرائيل ويحرّروا مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ثم يكملون طريقهم نحو القدس، لكن انتهى بهم الأمر بالتسبّب، مع آخرين من السياسيّين اللبنانيّين، بأزمة اقتصاديّة غير مسبوقة في تاريخ لبنان.

وعلى الرغم من تعدّد الأسباب والمسؤوليّات التي أوصلت لبنان واللبنانيّين إلى ما وصلوا إليه، فإنّه لا يمكن إلا الربط بين المئة ألف مقاتل الذين يستخدمهم حزب الله لخوض معاركه السياسيّة والعسكريّة ولفرض سطوته على القرار اللبناني وبين الدولار الذي تجاوز المئة ألف ليرة.

فحزب الله، عدا عن مشاركته في الحكومات وتأثيره الكبير على قراراتها وخياراتها، كان سبباً في التعاطي الخارجي السلبي مع لبنان، وتخلّي بعض الدول التي تُصنّف شقيقة وداعمة عن دورها السابق، زد على ذلك تعطيله الاستحقاقات الدستوريّة، الرئاسيّة والحكوميّة إلى حين وصوله إلى مبتغاه.

وعليه، فإنّ أيّ حلول يمكن التوصّل إليها في المستقبل بهدف الخروج من الأزمة الاقتصاديّة والماليّة، ستبقى دون القدرة على تحقيق المرجو منها في ظلّ وجود المئة ألف مقاتل، أي في ظلّ سياسة حزب الله التي أنشأت دويلةً داخل الدولة، فازدادت الأولى قوّةً وازدادت الثانية ضعفاً. وستبقى الثانية ضعيفة ما دام المئة ألف مقاتل يفوقون عناصر الجيش اللبناني عدداً. مئة ألف تحيّة للجيش.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us