“التعليم فقد قيمته”.. أساتذة يهجرون مدارسهم بحثاً عن لقمة العيش!


أخبار بارزة, خاص 29 نيسان, 2023
القطاع التعليمي

الأستاذ لم يعد قادراً على تحصيل جميع حقوقه، ليس فقط من قبل المؤسسة التعليمية بل أيضاً من قبل الأهالي والطلاب، فالانهيار التعليمي قوبل بانهيار أخلاقي، وازدحام في الصفوف، ما دفع بالعديد من المعلّمين إلى البحث عن مهن أخرى..


كتبت هانية رمضان لـ “هنا لبنان”:

لا يختلف إثنان على أنّ القطاع التعليمي في لبنان يمرّ في أسوأ مراحله على الإطلاق، والأزمة لا تتوقف فقط عند جنون الأقساط التي تتخطّى في كثير من الأحيان الـ1000$ للطلاب في المراحل الأولى، وترتفع كلما تقدّموا في الصفوف، ما دفع الأهالي إلى البحث عن مدارس ترحم جيوبهم، بغضّ النظر عن المستوى التعليمي وجودته.
“كارثة الأقساط”، ارتبطت بأخرى، ألا وهي هجرة الكادر التعليمي، إذ دفعت الأزمة بالعديد من المعلمين والمعلمات إلى البحث عن مهن جديدة بعيداً عن الأجواء الأكاديمية والتربوية.
وكانت العديد من المدارس الخاصّة قد أعلنت أنّها استنزفت “كادرها” التعليمي من كافة الاختصاصات والمراحل التعليمية، واقترن ذلك بتراجع عدد المقبلين على التقدم لممارسة هذه المهنة، واقترن ذلك بتراجع ملحوظ في الخبرة والكفاءة.

فإلى أيّ مهن يتّجه المعلمون والمعلمات؟

في حديث لـ”هنا لبنان”، تقول نادين وهي معلّمة لغة عربية سابقة، إنّها اتخذت القرار بترك مهنة التعليم بعد 5 سنوات، ليس فقط بسبب تراجع قيمة الرواتب، وإنّما أيضاً لعدم تقدير الجهود المبذولة.
واتجهت نادين، لممارسة هوايتها في خَبز الحلويات الخاصّة بالأعياد والمناسبات، فأصبح هذا الباب مصدر رزقها الوحيد.

في حين قررت مروى، المعلّمة في إحدى المدارس الخاصّة، مغادرة صفوف الروضات والابتدائي بعد 10 سنوات من العمل، وتقول لـ”هنا لبنان”: “تركت مهنة التعليم بسبب ضغط العمل والضغط المجتمعي الذي نعانيه في هذه المرحلة داخل محيط المدرسة وخارجه”.
وأوضحت مروى أنّها نذرت عمرها للتعليم، ولكنّ طاقتها باتت تتراجع مؤخراً، ما دفعها إلى البحث عن عمل مختلف خارج أسوار المدرسة، بعدما انعكست هذه الأجواء على عائلتها وطفلتها.
“فضّلت التخلّي عن مهنتي في هذه المرحلة”، قالت مروى، وأضافت: “لم يغادرني الشغف لهذه المهنة، ولكن عدم مراعاة الأوضاع التي نعيشها حال دون قدرتنا على التحمّل هو الذي دفعني لهذه الخطوة”.
وأضافت: “للأسف، بقيت سنة كاملة دون عمل، ولكن الوضع المعيشي الصعب حتّم علي البحث عن مصدر رزق آخر، واليوم أعمل في “reception” في كاراج سيارات، بعيداً عن الكادر التعليمي”.

إلى ذلك، تستبعد مروى العودة إلى التعليم، إلاّ إذا تمّ تذليل الضغوطات، وتختم قائلة: “الأستاذ لم يعد قادراً على تحصيل جميع حقوقه، ليس فقط من قبل المؤسسة التعليمية بل أيضاً من قبل الأهالي والطلاب، فالانهيار التعليمي قوبل بانهيار أخلاقي، وازدحام في الصفوف”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us