وباء الحصبة ينتشر في المدارس.. ووزير الصّحة يدقّ ناقوس الخطر


أخبار بارزة, خاص 2 أيار, 2023
الحصبة

الحصبة مرض فيروسي شديد العدوى قد يؤدي إلى مضاعفات تكون خطيرة في بعض الأحيان، وما إن عاد الطلاب إلى مقاعد الدراسة بعد عطلة الأعياد حتى بدأت حالات الإصابة بالفيروس تزداد حيث شهدت إحدى المدارس الخاصة في بيروت تسجيل 12 حالة في صفوفها..

كتبت ناديا الحلاق لـ “هنا لبنان”:

يعاود مرض الحصبة ظهوره من فترة إلى أخرى في مختلف بلدان العالم، وفي الأشهر القليلة الماضية انتشر الفيروس الحصبة في العديد من الدول وكان للبنان نصيب منه حيث شهد ارتفاعاً في حالات الإصابة خصوصاً في المدارس، بحسب إفادات بعض أولياء الأمور.

فما إن عاد الطلاب إلى مقاعد الدراسة بعد انقضاء عطلة الأعياد حتى بدأت حالات الإصابة بالفيروس تزداد بحسب ما علم موقعنا من الأهالي، حيث شهدت إحدى المدارس الخاصة في بيروت تسجيل 12 حالة في صفوفها، فيما سجلت مدرسة أخرى 7 حالات، أما في الجنوب فقد سجلت مدرسة 10 حالات وأخرى 15 حالة، لتبقى الحصة الأكبر لمدارس الشمال التي رصدت فيها عشرات الحالات من بينهم معلمون، وسط تكتم إدارات هذه المدارس ولجان الأهالي على حقيقة الوضع الفيروسي.

فهل تدق المدارس ناقوس الخطر وقطار العام الدراسي على مشارف محطته الأخيرة؟

أكّد مصدر من لجان الأهل لـ “هنا لبنان” أن “الحصبة بدأت تنتشر في بعض المدارس حيث رصدت حالات إصابة قبل وبعد عطلة الأعياد، إلا أن الإدارات تتخذ الإجراءات اللازمة لوقاية الطلاب واحتواء تفشي الفيروس”.

ويتابع المصدر: “بعض المدارس لا تفضل التصريح عن عدد الإصابات لأنها لا تريد خلق حالة من الذعر لدى الأهالي، خصوصاً وأن الوضع دقيق وهناك مناهج تعليمية لا بدّ من استكمالها قبل موعد الامتحانات الرسمية”.

ويوضح أنّ “معظم الإصابات المسجلة هي لأطفال تتراوح أعمارهم بين 3 و10 سنوات، مشدداً على ضرورة التحصين عبر تلقي اللقاح مجاناً ودون أي عوائق كي لا نضع حياة الأطفال على المحك”.

وبهدف تقديم النصائح للمواطنين، اتصل موقعنا برئيس اللجنة الاستشارية للتلقيح في لبنان الدكتور برنارد جرباقة والذي أوضح لـ” هنا لبنان” أن “الحصبة مرض فيروسي شديد العدوى يسببه نوع من الفيروسات قد يؤدي إلى مضاعفات تكون خطيرة في بعض الأحيان، ينتشر وينتقل من شخص لآخر بسرعة كبيرة حيث تفوق سرعة انتقاله فيروس كوفيد-19 والإنفلونزا، وهو مرض ينتشر مع تدني نسب التحصين في المجتمعات”.

ويتابع: “الحصبة من أكثر الأمراض انتشاراً في سن الطفولة وقد يصيب الكبار أيضاً، أما فترة الحضانة للمرض فتمتد من عشرة إلى خمسة عشر يوماً”.

ويتابع: “غالباً ما ينتقل فيروس الحصبة عن طريق الإتصال المباشر أو من خلال الهواء، ويصيب الجهاز التنفسي وينتقل بعد ذلك إلى باقي أجزاء الجسم”.

ويلفت إلى أنه وبسبب خطورة هذا الفيروس عمدت وزارة الصحة العامة إلى استباق الأمور ونبهت من خطورة انتشاره حيث تعمل بجهد بالتعاون مع اللجان العلمية المختصة لمواجهة زيادة الإصابات”.

وعن المناطق اللبنانية التي ينتشر فيها الحصبة يشير إلى “منطقة بيروت الكبرى والشمال والجنوب، كاشفاً عن ارتفاع الحالات في بعض البؤر كمناطق اللجوء السوري في شمال لبنان”.

ويشدد جرباقة على ضرورة “التحصين وتلقي لقاح الحصبة حيث أنه يحمي بنسبة مرتفعة تصل إلى 85%، كما ويساهم في تشكيل مناعة مجتمعية تساهم في حماية المجتمع”.

ويلفت إلى أن “اللقاح الأول يعطى للطفل في عمر 9 أشهر والثاني في عمر 12 شهراً أما اللقاح الثالث يجب إعطاؤه قبل عمر السنتين. أما في حال وجد الطفل في بؤر ينتشر فيها الفيروس نستطيع إعطاءه اللقاح في عمر الستة أشهر بناء على توصيات منظمة الصحة العالمية واليونيسيف”.

وعن نسبة تحصين أطفال لبنان يقول: “65% من الأطفال محصنون ونعمل بجهد كي نصل إلى نسبة 90%”.

أما بالنسبة لأعراض الحصبة فيوضح: “يعد الشخص مصاباً بالحصبة بعد التشخيص الطبي في حال كان يعاني من الحمى، السعال الجاف، سيلان الأنف، التهاب الحلق، التهاب العينين، بيقع بيضاء في الفم، طفح جلدي، لافتاً إلى أن الحصبة قد تتسبب بمضاعفات خطيرة تؤدي إلى الوفاة أو إلى الإصابة بإعاقات دائمة في الجهازين التنفسي والهضمي”.

ويلفت جرباقة إلى أنه في حال إصابة تلاميذ المدارس بالحصبة فعليهم الالتزام بالحجر المنزلي 4 أيام على الأقل بعد ظهور الطفح الجلدي لأول مرة أو عند الشفاء التام”.

ووجّه جرباقة رسالة للأهل “بضرورة تحصين أطفالهم وللعاملين الصحيين بالتوعية والتذكير باللقاح للوقاية والحماية من المرض، فلقاح الحصبة من اللقاحات الروتينية الإلزامية”.

هذا وكان وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض قد أطلق حملة التوعية لتلقيح الأطفال ضد الحصبة وأمراض الطفولة الخطيرة”.

وشدد الأبيض خلال الحملة على ضرورة “تحصين المجتمع مشيرًا إلى أن برنامج الترصد الوبائي في الوزارة لاحظ في الفترة الأخيرة وجود بؤر لانتشار الحصبة من بينها واحدة في بيروت الكبرى فضلاً عن حالات من الطفح الجلدي، حيث تبين بعد مراجعة الحالات المصابة أنّ هناك تراجعًا وتسرّبًا في عدد الأطفال الملقحين لأسباب عدة أبرزها تأثيرات وباء كورونا وتداعيات الأزمة المالية الراهنة”.

وأوضح أن “البؤر التي تم كشفها هي لمواطنين لبنانيين ما يدعو إلى دقّ ناقوس الخطر للحد من التراجع الحاصل في نسبة التلقيح”.

وشدد الأبيض على أن الوزارة “تقوم بجهد كبير لرفع نسبة التحصين في المجتمع اللبناني سواء للمواطنين أم للمقيمين”، كما حفّز الأهل على عدم إهمال تلقيح أولادهم وإعطائهم اللقاح اللازم في الوقت المناسب خصوصًا وأن لقاح الحصبة مجاني ومتوفر على جميع الأراضي اللبنانية.

وذكّر الأبيض بأن “مراكز الرعاية الصحية الأولية المنتشرة في مختلف المناطق اللبنانية تؤمن اللقاحات ويمكن للأهل إصطحاب أولادهم إلى المركز الموجود في المنطقة القريبة من مكان سكنهم”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us