بعد وساطات خفيّة.. باسيل يفشل بكسب “بيضة القبّان” الرئاسية السنيّة


أخبار بارزة, خاص 4 أيار, 2023
باسيل

يبدو أنّ الطرف السنّي سيؤدي بمجمله الدور الأبرز في إيصال الرئيس التوافقي المطلوب، لأنّ أنظار كل المرشحين باتت في اتجاهه وتنتظر مواقفه، خصوصاً مَن يقف منهم في خانة المعارضة، لأنهم سيكونوا فعلياً “بيضة القبّان” السيادية.


كتبت صونيا رزق لـ “هنا لبنان”:

لم تعد مخططات رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل فاعلة وناجحة، كما كانت في السابق، لأنها اتّجهت نحو الإخفاقات التي لم تترك له صاحباً في السياسة، بعدما أتقن فناً جديداً فيها، من خلال قصفه مجموعة جبهات، موجّهاً الرسائل يميناً وشمالاً من دون أن يوّفر أحداً من سهامه المبطّنة، ضارباً الجميع بحجر واحد، وواضعاً إياهم في رزمة واحدة ضمن إطار تكتيكي كي يبقى شاغل السياسيين، حتى تفاقمت أعداد خصومه فوصلت إلى درجة أنه بات وحيداً، لكن مع صراع جعله لا يعرف إلى أي اتّجاه سينطلق للتفاهم، ولو مع مكوّن سياسي واحد، فاستدار نحو النواب السنّة في محاولة لكسبهم ولو بعد حين، على الرغم من التناحر الذي ساد مع معظمهم، في ظل غياب الكيمياء السياسية بينه وبينهم، خصوصاً مَن يسير في الخط المعارض، حيث تصعب المحاولة كثيراً، ومع ذلك عمل بطريقة غير مباشرة ومن تحت الطاولة، لجسّ نبض بعضهم عبر أصدقاء مشتركين، فكثرت الوساطات ودائماً عبر رسائل شفهية مجهولة المصدر، وفق ما كان ينقل الأصدقاء المشتركون لبعض النواب التغيّيريين والمستقلين السنّة، فيما “اللبيب من الإشارة يفهم”، وبالتالي وصلت الرسالة الرئاسية وعادت أدراجها خائبة.
إلى ذلك أشار نائب تغييري مفضّلاً عدم ذكر اسمه خلال حديث لموقع “هنا لبنان”، إلى أنّ باسيل يبحث اليوم عن “بيضة القبّان”، التي تساهم في تحقيق ما يصبو إليه في الاستحقاقات الهامة، وخصوصاً الرئاسية منها، مذكّراً أنه في الماضي القريب كان رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط بيضة القبّان في كل الاستحقاقات، إذ كانت تراهن عليه أغلبية الأطراف السياسية، بأنه سيقلب الأوضاع والمقاييس في الدقائق الاخيرة ويفاجئ الجميع، فكانت دائماً الأنظار السياسية شاخصة به وبقراراته القابلة للتغيّير، لذا لطالما عملوا على تقريب المسافات الشاسعة بينه وبينهم، أما اليوم فموقفه واضح، إذ عاد ليكرّر أنه لن يكون مع طرف ضد آخر، أو مع مرشح ضد آخر، فغاب لقب “بيضة القبان” عنه، ما حمل بعض الأفرقاء خصوصاً مَن يملك مصلحة رئاسية خاصة، على الاستدارة نحو إتجاه سياسي آخر، هو المكوّن السنّي وآخر هذا الاهتمام برز منذ فترة، عبر وساطات من قبل النائب باسيل، بهدف استبعاد وصول رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية إلى بعبدا، وقال: “التجاوب السنّي لم يعطِ أي إشارة إيجابية لباسيل، بسبب غياب الثقة به من قبل هؤلاء، وهم نواب سياديون لا ينقلبون ولا يسيرون وفق مقولة “المصلحة الخاصة تقتضي”، الذي يطبقها البعض للاصطفاف في خط سياسي معين يسترزق منه”.
وفي السياق ثمة مراقبون يؤكدون بأنّ مقرّبين من باسيل، عملوا أيضاً على استيضاح قيادات سنيّة حول مدى “مونتها” على بعض النواب، في محاولة أخيرة لجلبهم من ناحيته، لكنه لم يفلح لأنّ المهمة شاقة، خصوصاً أنّ رئيس “التيار” لا يهضمه كثيرون، ومحاولة التقرّب منه تلاقي صعوبات بسبب غياب الثقة، وعدم استطاعة هؤلاء تقديم الودّ السياسي له.
في غضون ذلك، يبدو ترتيب البيت السنّي قائماً على نار حامية وفق المعلومات، ودائماً تحت عباءة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، الذي يعمل على توحيد الكلمة وإنهاء التشتّت، ويجري الاتصالات ويراجع الحسابات السياسية، تحت عنوان “في الجمع قوة لا يستهان بها”.
من هنا، يبدو أنّ الطرف السنّي سيؤدي بمجمله الدور الأبرز في إيصال الرئيس التوافقي المطلوب، لأنّ أنظار كل المرشحين باتت في اتجاهه وتنتظر مواقفه، خصوصاً مَن يقف منهم في خانة المعارضة، لأنهم سيكونوا فعلياً “بيضة القبّان” السيادية.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us