حالات تسمّم غذائي وتلاعب بصحة المواطن.. من يضمن سلامة الغذاء؟


أخبار بارزة, خاص 7 أيار, 2023

موضوع سلامة الغذاء ليس تفصيلاً بسيطاً، بل هو موضوع لا يقلّ أهمية عن أيّ ملف سياسي أو اقتصادي عالق في أدراج مجلس النواب، فصحة المواطن يجب أن تأتي في طليعة أولويّات أي دولة. كما أنّها ضرورة ملحّة في الظروف الراهنة، حيث يفترض التشدّد في ضبط هذا القطاع، ومعاقبة كل من يتجرّأ على التلاعب بصحة المواطن.

كتبت ريتا صالح لـ “هنا لبنان”:

مع بداية الأزمة الاقتصادية الراهنة سجّل لبنان ارتفاعاً ملحوظاً في نسبة التسمّم الغذائي الذي شكّل ظاهرة مخيفة في مختلف المناطق اللبنانية، وذلك بسبب انقطاع الكهرباء واستخدام مواد غير معروفة أو منتهية الصلاحية وتراجع الجودة والنوعية وذلك بحثاً عن “الأرخص”. بالإضافة إلى غياب الرقابة والمحاسبة للفاسدين في هذا القطاع الذين يتلاعبون بصحّة اللبناني، حيث تأتي أرباحهم على حساب صحّته..

موضوع سلامة الغذاء ليس تفصيلاً بسيطاً، بل هو موضوع لا يقلّ أهمية عن أيّ ملف سياسي أو اقتصادي عالق في أدراج مجلس النواب، فصحة المواطن يجب أن تأتي في طليعة أولويّات أي دولة. كما أنّها ضرورة ملحّة في الظروف الراهنة، حيث يفترض التشدّد في ضبط هذا القطاع، ومعاقبة كل من يتجرّأ على التلاعب بصحة المواطن.

وفي السياق توضح أخصائية التغذية أليسون زقليط في حديث لـ “هنا لبنان” أنّ مشكلة سلامة الغذاء كبيرة ومتشعّبة، وهناك عدة عوامل تؤدي إلى التسمم الغذائي. أولاً، هناك العديد من المواد الغذائية التي يفترض تفريزها أو تجميدها في الثلاجة بين ثلاثة إلى ستة أشهر فقط، إلاّ أن التجار أو المعنيين في القطاع الغذائي يستخدمونها لمدة أطول مع صرف النظر عن تاريخ الصلاحية، مثلاً هناك أنواع من الجبنة لا يمكن تفريزها ويجب استخدامها فوراً. بالإضافة إلى استيراد اللحوم المفرّزة من الخارج والتي يكون سعرها أقل من المبرّدة، وحيث يتم إعادة طهوها عدّة مرات بعد ذوبان الثلج عنها، ممّا يؤدّي إلى التسمّم. ثانياً، انقطاع الكهرباء والتلاعب بحرارة البرادات يؤدّي إلى فساد المأكولات على أنواعها، حيث أن حرارة المأكولات الباردة يجب أن تكون دائماً ما بين صفر إلى أربعة درجات، كما أنّ توقّف عمل البرادات يسبب في زيادة الجراثيم والبكتيريا، خصوصاً أن الجراثيم تتكاثر بعد ارتفاع معدّل الحرارة إلى أكثر من خمسة درجات كتبريد. ثالثاً، إنّ الأزمة الاقتصادية قد شكّلت مشاكل كثيرة لدى القطاع الغذائي، بحيث أن المعنيين لم يعد لهم القدرة الدائمة على صيانة الأجهزة، فيلجأون إلى وضع جميع الأطعمة في برّاد واحد، ويعتبر هذا الأمر غير صالح لحماية كافة المأكولات المبرّدة لأن الهواء المبرد لن يستطيع الوصول إلى كافة البضاعة، ممّا يسبب في فساد البعض منها، لذلك يجب تلفها فوراً، مشددةً على أن الحرارة المثالية للثلاجة هي -18 وما دون.

وتشير زقليط إلى أنّ أهمّ أسباب التسمم الغذائي، هو أن بعض المطاعم تجبر بسبب انقطاع الكهرباء، أو بدافع الاقتصاد في التكاليف إلى إيقاف المكيّفات، ممّا يدفع بالعمّال إلى خلع القفازات وقبعة الرأس، ما قد يؤدّي إلى تلوّث الأطعمة. وهذا الأمر خارج عن الأصول وغير مطابق لمعايير الأمن الغذائي والصحي والذي يفترض أن يتم تطبيقه في كافة الأماكن. وأضافت أنه وبسبب غلاء القفازات والمعقمات والصابون، بدأت بعض الأماكن بالاستغناء عن وجودها واستعمالها، ما يجعل الوضع أكثر سوءاً وتعقيداً، بحيث أن القفازات وغسيل اليدين وتعقيمهما بشكل صحيح واستخدام المعقمات ذات جودة ونوعية جيدة واجب وضرورة قصوى لحماية السلامة الغذائية من أي ضرر وتسمم وحالات خطيرة.

وفي المقابل، تؤكد زقليط أننا نفتقد اليوم في غالبية الأماكن الى استعمال أدوية تعقيم الأطعمة قبل استخدامها، وذلك لأنّ سعرها بات باهظاً، فيستغني التاجر عن شرائها. كما أكّدت أنّ هناك 70% من المطاعم في لبنان ليس لديها مراقب صحي-غذائي يطّلع يومياً على نوعية وجودة الأطعمة التي تقدّم للزبائن ممّا يؤثّر على كلّ ما يخص الأمن الغذائي من نوعية ونظافة وتواريخ صلاحية، ومراقبة الموظفين وغيرها..

وشدّدت زقليط في حديثها أنّ عملية تخزين الأطعمة عملية أساسية في الحفاظ على سلامة الغذاء، أي أن المخازن يجب أن تكون بعيدة عن الرطوبة من دون أن تتخطى 50 الى 55% والحرارة يجب ألّا تتخطّى الـ20 درجة. وأوضحت أن الموظفين في القطاع الغذائي يجب أن يخضعوا لدورات تدريبية لمعرفة تفاصيل ومعايير وأصول العمل وذلك لحماية الأمن الغذائي وتطبيق قواعد العمل في هذا القطاع، للمحافظة عليه ولحماية صحة المواطن.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us