ثلاثة سيناريوهات لمشاركة الأسد في قمّة الرّياض.. وحلّ أزمة النّزوح السّوريّ أبرز عناوين كلمة لبنان


أخبار بارزة, خاص 13 أيار, 2023
القمة

قد لا يكون الاستحقاق الرئاسي في صلب العناوين المطروحة في القمة العربية، لأنّ معظم الدول المهتمة بالشأن اللبناني لا سيما المشاركة في اللقاء الخماسي لا تزال تشدد على مواقفها بعدم التدخل في الشؤون الداخلية وفي لعبة الأسماء.

كتبت شهير إدريس لـ “هنا لبنان”:

على وقع التطورات الجذرية التي تلف منطقة الشرق الأوسط والحرب في أوكرانيا والآن في غزة والسودان، تعقد القمة العربية إجتماعها الثاني والثلاثين في التاسع عشر من شهر أيار الجاري في الرياض، فيما ستناقش ملفات حساسة تغيّرت بفعلها نظرة بعض الدول العربية لا سيما بعد الإتفاق السعودي الإيراني في بكين وعودة سوريا المشروطة إلى الجامعة العربية وإنفتاح بعض الدول عليها.

تعد المملكة العربية السعودية العدة لاستضافة القمة التي سيسبقها اجتماعان على مستوى المندوبين ووزراء الخارجية في 15 و17 أيار للبحث في العناوين المطروحة ولوضع مسودة إعلان الرياض، حيث ستحتلّ القضايا الساخنة لا سيما الأمنية منها من فلسطين إلى السودان واليمن وسوريا ولبنان حيزاً كبيراً من النقاشات خلال القمة إضافة إلى استراتيجية الأمن الغذائي التي من شأنها تحقيق النمو الاقتصادي العربي بعد أزمة جائحة كورونا.

مصادر دبلوماسية عربية أكدت لموقع “هنا لبنان” أنّ مسودة إعلان الرياض ستتضمن جملة عناوين وقد تتغير فيها طريقة التعبير وأبرزها:

– نتائج الإتفاق السعودي الإيراني وإعادة العلاقات مع بعض الدول العربية وتداعياته على دول الجوار، وفيما سيغيب مصطلح التدخل الإيراني في بيانات القمم العربية السابقة ليحل مكانه الانفتاح الإيراني وتأثيره على دول المنطقة.

– الاستقرار الأمني وإيجاد حلول للقضايا والخلافات الشائكة في المنطقة.

– مسألة عودة سوريا إلى الحضن العربي وضرورة إيجاد حل سياسي وقضية النزوح السوري التي تؤثر على لبنان والأردن وفق ما تقرر في إجتماعات عمان ومجلس التعاون الخليجي.

– الحرب في اليمن والمساعي القائمة لإيجاد حل سياسي بعد اتفاق الهدنة.

– الإستحقاق الرئاسي اللبناني وأهمية إنجازه.

– المساعدات الإقتصادية التي ستقرها السعودية لعدد من الدول العربية المتعثرة.

– قضية تهريب المخدرات إلى الدول العربية.

وسيبقى الملف السوري في مقدمة الملفات التي ستطرح على طاولة إجتماعات القمة العربية بعد أن شهدت عودة سوريا إلى الجامعة العربية تحفظات وتململ عدد من الدول أبرزها قطر والكويت. وقد حفلت العودة بجملة شروط وضعت أمام سوريا لتنفيذها من أجل تعويم الرئيس بشار الأسد وإعادة إعمار سوريا، وهو ما تريده السعودية التي كانت من أول المنفتحين بعد الإمارات عبر الزيارات المتبادلة وقرار إعادة فتح السفارات بين البلدين، وبذلك تكون قد استطاعت القيام بتوحيد المشهد العربي في لحظة تاريخية وترجمة التضامن العربي في وجه التحديات والكوارث فعلاً لا قولاً.

أما في الشكل فإنّ مسألة حضور رئيس النظام السوري القمة ستأخذ حيزاً من الاهتمام لا سيما بعد تسلمه دعوة رسمية من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، إلا أن مصادر مواكبة للتحضيرات أشارت لموقعنا إلى وجود جملة سيناريوهات مطروحة بخصوص هذا الأمر من أجل إيجاد مخرج دبلوماسي سياسي بعد التحفظات وعدم الإجماع من بعض الدول العربية حيال عودة الأسد وحضور اجتماعات القمة، ورأت المصادر أن من بين السيناريوهات المطروحة لعدم إحراج الدول المتحفظة:

– زيارة قد يقوم بها الأسد إلى السعودية قبل القمة لشكر المملكة على الجهود التي بذلتها ولا تزال من أجل توحيد الصف العربي وعودة سوريا إلى الجامعة والإنفتاح الذي تحقق بعد العزلة التي دامت 11 عاماً.

– تلبية الدعوة إلى القمة مع عدم جلوس الأسد على الكرسي المخصص لسوريا وجلوسه بين الشخصيات المدعوة كضيوف شرف إلى القمة.

– عدم الحضور وتمثيل سوريا بوفد يترأسه وزير الخارجية.

أما الملف اللبناني فسيكون حاضراً في لقاءات وكلمة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي سيترأس وفد لبنان إلى القمة في ظل التباين والانقسام الداخلي حيال عودة العلاقات بين لبنان وسوريا، لا سيما وأن القوى المعارضة لا تزال عند رأيها بضرورة إيجاد حل سياسي ومعالجة قضية النازحين السوريين عبر عودتهم إلى بلادهم، فيما قوى الممانعة التي باتت تتلاقى مع المعارضة في مسألة النزوح تجهد لعودة العلاقات إلى طبيعتها في أسرع وقت وقد ترجم ذلك في كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بقوله “لو كان حزب الله ممسكاً بالقرار في لبنان لكانت هذه العلاقات عادت منذ زمن ومعالجة ملف النازحين يجب أن تكون عبر تشكيل وفد وزاري أمني يزور دمشق مطالباً الحكومة بإعادة العلاقات الطبيعية مع سوريا”.

ووفق مصادر ديبلوماسية لبنانية مطلعة على التحضيرات للقمة العربية فإن كلمة الرئيس نجيب ميقاتي ستتضمن ترحيباً بعودة سوريا إلى الجامعة العربية، واعتبار الحل العربي بأنه الإطار لبدء المسار من أجل ترتيب قضية النازحين الذين باتوا يشكلون خطراً وجودياً على لبنان وشعبه. وفي شأن متصل ستتضمن الكلمة موقفاً من قضية تهريب المخدرات والكبتاغون وكيفية العمل على مكافحته. كما سيرحب لبنان بالإتفاق السعودي الإيراني الذي من شأنه أن يخفف من حدة الأزمة وينعكس بشكل إيجابي على مجمل الأوضاع إضافة إلى طلب لبنان للمساعدة على تخطي أزماته السياسية والإقتصادية. كما لن يغيب موضوع اليمن والسودان عن كلمة لبنان حيث سيتم توجيه الشكر للمملكة العربية السعودية على الجهود التي تقوم بها تزامناً مع المساعي الأممية للمساعدة على إيجاد حلول سياسية مناسبة، إضافة إلى شكر السعودية ودولة الإمارات على المساهمة في إجلاء الرعايا اللبنانيين من السودان.

ورأت المصادر الدبلوماسية أن الإستحقاق الرئاسي اللبناني قد لا يكون في صلب العناوين المطروحة في القمة العربية، لأن معظم الدول المهتمة بالشأن اللبناني لا سيما المشاركة في اللقاء الخماسي لا تزال تشدد على مواقفها بعدم التدخل في الشؤون الداخلية وفي لعبة الأسماء، وأن المطلوب تفاهم وتوافق اللبنانيين فيما بينهم لحل هذه الأزمة، ولفتت المصادر إلى أن أهمية هذه القمة بأنها قمة تكريس زعامة السعودية للعالم العربي ولم شمله في ظل التحولات والمتغيرات وفي لحظة تاريخية مهمة من تاريخ المنطقة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us