باسيل يهرب من مرشّحه


أخبار بارزة, خاص 17 أيار, 2023
باسيل

وجدت قوى المعارضة أن الاقتراب من الاسم الذي طرحه جبران باسيل، فيه مجموعة فوائد في خطوة واحدة، ومنها كشف نوايا باسيل الذي يشكّ بأنّه يناور في الحوار مع المعارضة، ليقبض ثمن بيع رأس الحوار من الحزب.


كتب أسعد بشارة لـ “هنا لبنان”:

بعد طول نقاش، توصلت قوى المعارضة إلى قناعة بضرورة التفاهم على ترشيح اسم واحد، فكان اسم جهاد أزعور مرشحاً لمعركة إذا صفت النيّات فيها، فسيتمكن من الحصول على ما يفوق الـ 65 صوتاً. ولكن كيف شق اسم أزعور هذا الطريق وكيف تم تبنيه.
لم يكن من الوارد لدى قوى المعارضة التحاور مع التيار العوني، فالقوات اللبنانية لُسعت من تفاهم معراب، والقوى الأخرى لم تكن تريد تكرار أيّ تجربة فاشلة. وفي ظل هذا الانسداد، ولد حوار بين القوات اللبنانية والتيار العوني، ثم دخل رئيس حزب الكتائب سامي الجميل بقوة على خط الحوار، انطلاقاً من معطيات داخلية وإقليمية عدة، ومن أسباب لها مبرراتها.
وجدت قوى المعارضة أن الاقتراب من الاسم الذي طرحه جبران باسيل، فيه مجموعة فوائد في خطوة واحدة. الفائدة الأولى تكمن في كشف نوايا باسيل، الذي يشكّ بأنّه يناور في الحوار مع المعارضة، ليقبض ثمن بيع رأس الحوار من حزب الله. وبالتالي كان السؤال، لم لا يتمّ تجريب باسيل ولو لمرة أخرى، ولو بنسب عالية من الشكّ بقدرته ونيّته على أن يكون له قرار مستقل عن حزب الله.
بعد الموافقة على أزعور، دخل باسيل في تجربة أوقعته فيها المعارضة، فانكفأ إلى مربع ادّعاء النية بأن يكون وسيطاً بين المعارضة وحزب الله، وهذا ما ترفضه المعارضة التي تقول لباسيل: مسؤوليتك أن تذهب إلى المجلس النيابي وتنتخب الاسم الذي اقترحته والذي وافقنا عليه، وإلّا فأنت لا تزال عملياً في موقع الانصياع الكامل لحزب الله، فما فائدة الحوار معك، وما الفائدة من أن تخطو نصف الطريق في معارضة سليمان فرنجية ثم تخشى أن تسمّي مرشحاً وتلتزم به؟
الفائدة الثانية من تبني أزعور تكمن في أهمية استباق أي دينامية عربية ودولية ضاغطة باتجاه إنهاء الفراغ. هذه الدينامية ستحصل وفق أكثر من مصدر، وقد حدد رئيس المجلس تاريخ 15 حزيران لانتخاب رئيس، بناءً على معطيات لديه بحصولها، وبالتالي فإن من مصلحة المعارضة أن تتفق على مرشح واحد وأن تحاول اجتذاب باسيل وكتلته، كي لا تفاجأ بأيّ طارئ وهي في حالة تشتت.
يسود انطباع لدى أكثر المتعاطين من المعارضة بطبخة ترشيح أزعور، أنّ باسيل هرب عملياً من مرشحه، وأنه لن يجرؤ على الذهاب أبعد، وأنّ حزب الله يقف له بالمرصاد، كي لا يتخطى الخطوط الحمر، وستكون الساعات المقبلة، كافية لتأكيد هذا الانطباع أو نفيه، لكن اللقاء بين باسيل ووفيق صفا، لن يترك مجالاً للشك بأن التيار العوني، لم ولن يخرج من الخيارات الاستراتيجية لحزب الله.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us