عن حرّية “المايوه” و”البوركيني”.. والحياء “المخدوش”!


أخبار بارزة, خاص 21 أيار, 2023
المايوه والبوركيني

أزمتنا ليست بحراً ومسابح، الأزمة هي عقول تحجّرت، وأفراد يسعون لفرض مفاهيمهم على الآخرين.
الأزمة هي أزمة حرية وحقوق، و”أمان”.


كتبت نسرين مرعب لـ “هنا لبنان”:

في صيدا، خُدش حياء البعض من شابة ارتدت لباس البحر على شاطئ عام، هرج ومرج، ونقاش مسعور عبر مواقع “التواصل”، وتنميط وتعميم..
هذا الحدث، نتج عنه موقفان، الأوّل داعم للحرية، والثاني متمسّك بخصوصية المدينة، وتحرّكات، وموقف بلدي “ساخر”، دعا رواد الشاطئ العام إلى الاحتشام!

في منطقة أخرى، في لبنان، موقف آخر، هناك شابة قررت النزول إلى البحر بالـ”بوركيني”، فاستفزّت فئة أخرى من الناس، رأت أنّ مظهرها لا يتناسب وهوية المكان، وأنّ البحر والمسبح هما حكر على من يرتدين “المايو” حصراً، وكاد هؤلاء أن يقولوا في نقاش محتدم، “البوركيني بدعة وكل بدعة في النار”.

في الحالتين، المستهدف امرأة، وحريتها.. في الحالتين هناك متزّمت، الأوّل ديني والثاني لا ديني، وفي الحالتين هناك إناث فقدن الأمان، الانتماء، والقدرة على ممارسة الحياة اليومية كما يردن!

غير أنّ الأزمة ليست في جوهرها أزمة “مايوه” أو “بوركيني”، وإنّما هي أزمة مجتمع ينمّط المرأة كما يريد، ويهدف ليسقط عليها من هويته “المزعومة” ما يريد، وهي إن خرجت عن خطوطه العريضة تحوّلت بالنسبة إليه لحالة نافرة، حالة يجب مكافحتها.

فالشيخ الذي تعرّض في صيدا لأنثى مارست حريتها بالنزول إلى الشاطئ بلباس البحر، وتسبّب لها بأذى جسدي، تناسى أنّ دينه يدعوه لـ “غضّ البصر”، وأنّ لا نصوص دينية تجيز هذا الاعتداء!
والبلدية التي فرضت شروطها على شاطئ عام، حصرت صيدا بهوية واحدة، وهمشّت الآخرين، وحضورهم.
والأشخاص الذين تخدش أنظارهم من قطعتي لباس، هم أنفسهم، يتصفحون سراً المواقع، للغوص بما تخفيه هاتان القطعتان!
والشاب “المنفتح” الذي “انزعج” من شابة ترتدي البوركيني، تجاهل أنّ الحرية واحدة، ولا تتجزّأ!
والمسبح الذي يمنع “المحجبات”، تجاهل أنّ هذه الشريحة جزء من هذا الوطن، وأنّ للمحجبة حريتها بارتداء لباس البحر الذي يتماشى وقناعتها!

أزمتنا ليست بحراً ومسابح، الأزمة هي عقول تحجّرت، وأفراد يسعون لفرض مفاهيمهم على الآخرين.
الأزمة هي أزمة حرية وحقوق، و”أمان”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us