لبنان على خطا الصين.. تحديد النسل بولدٍ واحدٍ فقط


أخبار بارزة, خاص 27 أيار, 2023
الزواج

ورغم الظروف الحياتية الصعبة، ما زال الشباب اللبنانيون يتحدّون الظروف ويقدمون على الزواج، غير أنهم فضّلوا التروّي في موضوع الإنجاب. فنسبة الولادات في لبنان، بدأت تتراجع رويداً رويداً، وبات الزوجان يفضّلان التوقف عند إنجاب ولد واحد بدلاً من توسيع العائلة، لأن الواقع لم يعد كما كان في السابق، ومثل الأهل والأقارب وكبار السن بأنّ: “الولد بتجي رزقتو معو”، ما عاد سوى مثل قديم علاه الغبار وبات لا يمتّ للحقيقة والواقع بصلة، في هذه الأيام.

كتبت ريتا صالح لـ “هنا لبنان”:

في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتربوية والبيئية وغيرها التي يواجهها اللبنانيون، أصبحت مشكلة الإنجاب تعتبر عقبة رئيسية في المجتمع اللبناني، وهي ظاهرة لم يسبق أن واجهها اللبنانيون حتى في أيام الحرب والتهجير والفقر.

لبنان اليوم وليد الأزمات السابقة التي ولّدتها الطبقة الحاكمة منذ حوالي ٣٠ سنة، وكل ما يواجهه الجيل الجديد هو “خليط الفشل” الذي ارتكبه السياسيون في الماضي.. فهم ارتكبوا الأخطاء خطأ تلو الآخر وتركوا شباب اليوم ليدفعوا ثمنها.

وبالرغم من صعوبة الظروف الراهنة، لا يزال الأمل موجوداً لدى الكثير من اللبنانيين، إلا أنّ الأولويات اليوم قد تغيّرت والعقلية القديمة المعتمدة في البيئات اللبنانية قد خفت وهجها، وبات اللبنانيون يعتمدون في غالبية الأمور الحياتية التي يواجهونها على “القدرة”، أي نسبة قدرتهم وإمكانيتهم على الغوص في عملية الزواج، أو الإنجاب، أو بناء منزل وعائلة. وبالتالي، إنّ الحياة وبساطتها في الماضي لم تعد موجودة اليوم، ش

عملياً، فكلّ حاجات ومتطلبات الأطفال وخصوصاً حديثي الولادة باتت تدفع بالدولار الامريكي حصراً، من عربة، سرير، حوض حمام، كرسي سيارة، ملابس، قطنيات، ألعاب، زجاجة الرضاعة واللهاية وكل الأدوات والملحقات الأساسية اليومية للعناية الصحية بالرضيع، هذا عدا عن المستلزمات الضرورية والأساسية التي يحتاجها الرضيع أسبوعياً، مثل الحليب الشبه مقطوع في الأسواق اللبنانية والصيدليات، والحفاضات التي أصبحت أسعارها تكسر الظهر وسعّرت بالدولار، بالإضافة إلى اللقاحات وأسعارها الخيالية.

أمّا طبياً، فتشير مصادر لـ “هنا لبنان” إلى أنّ استشارة الطبيب النسائي أصبحت تتراوح ما بين 30 إلى 40 دولار أقلها، وتختلف من طبيب إلى آخر لتصل أحياناً الى 50 دولار. بالإضافة إلى أنّ المرأة الحامل يُفترض عليها الخضوع للكثير من الفحوصات الطبية اللازمة لحماية جنينها ونفسها. كما تؤكد المعلومات أن الطبيب المعالج تُدفع له حصّة من المبلغ المطلوب من قبل المستشفى، ويتراوح ما بين 200 إلى 600 دولار في حال تمّت الولادة عن طريق العملية القيصرية. ولو أن شركة التأمين تدفع للمستشفى المبلغ كاملاً، فهناك بعض الأطباء يأخذون زيادة على المبلغ المطلوب.

أمّا إستشفائياً، تؤكد مصادر خاصة لـ “هنا لبنان” أن كلفة الولادة الطبيعية مع أتعاب الطبيب وإبرة الـEpidurale ولقاح الرضيع الذي يحتاجه فور ولادته تصل إلى حوالي 1200 دولار تقريباً. أمّا الولادة القيصرية تصل ما بين الـ1400 إلى 1450 دولار أمريكي. وتشير المصادر إلى أن شركة التأمين لا تغطي كلفة لقاح الرضيع، وسعره 30 دولاراً، بالإضافة إلى فحص الدم الذي يجريه الرضيع عند ولادته وسعره 15 دولاراً.

أمّا في حال كانت الأم تتعالج على نفقة الضمان الاجتماعي، فتدفع حوالي 700 دولار في حال الولادة الطبيعية، وحوالي 1000 دولار إذا كانت ولادة قيصرية كفرق ضمان أو تعاونية، وتضيف المعلومات أن الأسلاك العسكرية-الأمنية لا تزال تغطي كلفة الولادات كما كانت في السابق. وتشير المصادر إلى أنّ إبرة الـEpidurale سعرها 100 دولار.

لم يسلم أيّ قطاع في لبنان من دولرة البلد، وربما الوضع المالي بحاجة إلى إعادة تأهيل “الليرة اللبنانية” سريعاً كي ينبت مجدداً الأمل في وجدان الشعب. فالواقع المرير الذي نمر به شمل كل الأمور الحياتية… فهل يصبح لبنان على خطا الصين ويعمد إلى تحديد النسل فتصبح العائلات مؤلفة من أم وأب وولد واحد فقط؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us