وانقلب السحر على… رامي عدوان!


أخبار بارزة, خاص 4 حزيران, 2023
رامي عدوان

رامي عدوان الذي أفلت من القضاء اللبناني وبقيت استقالته في “دُرج قصر بسترس”، علِق في القضاء الفرنسي الذي طالما تغنّى به التيار الوطني الحر، فهل انقلب السحر على الساحر، سعادة السفير رامي عدوان؟


كتب جان الفغالي لـ”هنا لبنان”:

عام 2011 أرسل سفير لبنان في هولندا زيدان الصغير، (كان سفيرًا فيها من 2007 ولغاية 2011)، برقية إلى الإدارة المركزية في الخارجية اللبنانية، تضمّنت تقريرًا عن سلوك الموظف في السفارة اللبنانية في هولندا رامي عدوان، الّذي كان على علاقة سيئة مع الجالية اللبنانية في هولندا.
التقرير تضمّن وقائع سلبية عن سلوك عدوان في هولندا، وطريقة تعامله مع زملائه في السفارة والأسلوب الذي كان يتحدّث به، كما تضمّن التقرير وقائع عن أعمال تصل بعضها إلى توصيفها على أنها أعمال مشينة.
إثر هذه البرقية، قُرّ الرأي على استدعاء الموظف رامي عدوان إلى بيروت وإحالته إلى تفتيش البعثات. التقرير الذي صدر بحقه استدعى أن يقدِّم استقالته، لكن الاستقالة وُضعت في الدُرج، ولم يُبتّ بها، بعدما شنَّت حملة على وزيري الخارجية المتعاقبين، علي الشامي وعدنان منصور، باعتبارهما محسوبين على حركة “أمل”، وأنّ الحملة على عدوان الهدف منها تعيين شخص مكانه في هولندا محسوب على حركة “أمل”.
عام 2014 تمَّ تعيين جبران باسيل وزيرًا للخارجية في حكومة الرئيس تمام سلام، وهي آخر حكومات عهد الرئيس ميشال سليمان. انفرجت أسارير رامي عدوان وابتسم له الحظ، إذ بدلاً من أن تُقبَل استقالته، بسبب التقرير عن سلوكه في السفارة اللبنانية في هولندا، حصل ما هو مفاجئ ومعاكِس، إذ عينه وزير الخارجية الجديد جبران مديراً لمكتبه.
عام 2017 وقعت الفضيحة، فقبل انقضاء السنة الأولى من عهد الرئيس ميشال عون، صدر مرسوم التشكيلات الدبلوماسية، وممّا ورد فيها: “عُيّن السيد رامي خليل عدوان، سفيراً فوق العادة مطلق الصلاحية لدى الجمهورية الفرنسية”. وفرنسا لم تكن غريبة على عدوان إذ مرّ في اليونسكو لفترة من الزمن.
الفضيحة في هذا المرسوم أنّ عدوان “عُيِّن من خارج الملاك في السلك الخارجي في وزارة الخارجية والمغتربين”، علمًا أنّ الواقع يقول إنّ عدوان لم يكن “خارج الملاك” لأنّ استقالته لم يُبتّ بها، أمّا لماذا التمسك بعدوان فلأنّه نجل الدكتور خليل عدوان الذي دخل ملازمًا أول إلى الجيش اللبناني لأنه يحمل شهادة في الطب، ثمّ أصبح رئيس دائرة الصحة في جبل لبنان، وكان قريبًا من العماد ميشال عون، وهذه الصداقة انتقلت إلى باسيل وعدوان الذي أصبح “كاتم أسراره” وأكثر من ذلك، ورأى باسيل أنّ عدوان “يخدمه في باريس” أكثر ممّا يخدمه في بيروت، خصوصًا أنّ عدوان كان في الـ
‏Ecole Nationale d’Administration ENA
حين كان الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون يدرس هناك.
السلطات القضائية الفرنسية تنطلق في تحقيقاتها من نقطتين، الأولى “الملف الثقيل” للسفير عدوان حين كان في هولندا وفي اليونسكو، والثانية شقته الخاصة في باريس، وما كانت وجهة استعمالها. ويقول مصدر لبناني مقيم في فرنسا وخبير في الشأن القانوني الفرنسي: “في فرنسا فصل سلطات، ولا مداخلات كما في لبنان”، ويعطي مثلاً على ذلك في قضية المونسنيور منصور لبكي.
إذا ثبُت أنّ السفير عدوان انتقل إلى هولندا، فإنّه يكون بذلك قد ارتكب مخالفة مسلكية، لأنّه لا يحقّ له الانتقال من البلد المنتدَب إليه، إلى بلدٍ آخر، إلّا بموجب كتاب موافقة من وزير الخارجية في بيروت.
رامي عدوان الذي أفلت من القضاء اللبناني وبقيت استقالته في “دُرج قصر بسترس”، علِق في القضاء الفرنسي الذي طالما تغنّى به التيار الوطني الحر، فهل انقلب السحر على الساحر، سعادة السفير رامي عدوان؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us