“تفاهم مار مخايل أوشك على السقوط”.. وعون يلجأ إلى الأسد!


أخبار بارزة, خاص 7 حزيران, 2023
تفاهم

تحرك عون يهدف إلى لملمة الصفوف وجمع قواعد التيار السياسية والشعبية ولكنه يدرك أن العودة إلى كنف “الحزب” تحتاج إلى مساعدة كبيرة لا يمكن أن تتمّ إلّا من خلال زيارة سوريا ولقاء الرئيس بشار الأسد

كتبت نايلة المصري لـ “هنا لبنان”:

كثرت التساؤلات في الساعات الماضية حول الأهداف الكامنة وراء زيارة رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون إلى سوريا، خصوصاً لجهة التوقيت الذي يتزامن مع الخلاف بين التيار الوطني الحر وحزب الله وتصدّع تفاهم مار مخايل، علماً أن الرئيس السابق لم يزر دمشق طوال فترة ولايته، ما استدعى الكثير من الاستنتاجات والقراءات حول الأهداف الفعلية.

في هذا الإطار ثمة معلومات تؤكد بأن الرئيس عون، قد باشر حراكاً سياسياً كرئيس فخري وعميد للتيار الوطني، وذلك بهدف منع التصدع في صفوفه، ولا سيما بعد التباينات الأخيرة التي ظهرت جلياً في اجتماع تكتل “لبنان القوي” الذي حضره عون، إذ ينقل بأنه قال لبعض النواب ومن دون أن يسميهم، وهم معروفون بما معناه أنّ من يصل إلى رئاسة الجمهورية يجب أن يكون رئيس التيار الوطني الحر.

كذلك فإنّ عون قد شارك في لقاء جبيل الأخير بمعنى أنه لا يتحرك كرئيس سابق للجمهورية، وإنما من أجل إعادة استنهاض التيار وتأمين الأرضية الصلبة لصهره رئيس التيار النائب جبران باسيل، منعاً لانهيار “البرتقالي”.

وفي هذا السياق تكشف معلومات موثوقة، أنّ عون قد بادر في الآونة الأخيرة باتجاه حارة حريك بأكثر من خط من أجل إعادة تقريب وجهات النظر بين الطرفين وإعطاء هامش مناورة لصهره باسيل في الاستحقاق الرئاسي، كي لا يخسر مسيحياً، على اعتبار أنه إذا سار برئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، فمعنى ذلك أنه سيخسر الشعبية المسيحية وهذا يشكل له خسارة كبيرة. وبالتالي، ومن هذه الخلفية، أتت مناورة باسيل، عبر ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور.

وعليه تفيد المعلومات أيضاً، أنّ حزب الله تفهم هذه الخطوة لا سيما أنها جاءت خارج إطار الشعبوية والمناورة، بل في إطار العملية الجارية حالياً لاستنهاض قواعد التيار والإيحاء بأن باسيل يحافظ على التيار ولا يريد أن يسمي مرشحاً وهو على خلاف معه، وأن الحزب هو من يفرض عليه المرشحين.

وتعقيباً على ذلك، يقول الصحافي والمحلل السياسي وجدي العريضي أن زيارة رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، تأتي وفق أجندة واضحة وسلسلة عناوين أولها أن عون قد تلقى أصداءً عن استياء سوريا، وقد نقلها إليه أكثر من زائر للعاصمة دمشق، بما معناه أنّ دمشق كانت إلى جانبه وقد زارها في العام ٢٠٠٩ وفتحت له “كل الخطوط”، إلا أنه عندما وصل إلى الرئاسة تنكر للدور السوري الداعم له منذ عودته إلى لبنان وللترتيبات التي قامت بها القيادة السورية من أجله.

كما أنّ عون، هو أول رئيس جمهورية لم يقم بزيارة دمشق، يتابع العريضي، مشيراً إلى أنّ الاستياء السوري والغضب كانا واضحين وقد أبلغتهما القيادة السياسية عبر أكثر من صديق مشترك.

أما العنوان الثاني وهو الأساس لهذه الزيارة، وفق العريضي، فهو منع سقوط التيار الوطني الحر، بعدما سجلت “القوات اللبنانية”، الأكثرية الساحقة في الانتخابات النيابية الأخيرة، إضافةً إلى انضمام باسيل إلى المعارضة، إذ أنّ الحزب بعث برسالة لباسيل عبر رئيس وحدة الارتباط وفيق صفا منذ أسبوعين مفادها “إما أن تسير معنا وتبقى معنا وهذا بمثابة البطاقة الحمراء وما تسأل عنها”، إضافةً إلى أنه، وبعد دعم باسيل لأزعور وصلت إلى مسامع الرئيس عون، إشارات بأنّ تفاهم مار مخايل بات بحكم الساقط وهناك مرحلة جديدة بين الحزبين ستصل حتماً إلى القطيعة الشاملة، وقيل لباسيل “ما بقى تتعاطى معنا”.

وبالتالي فإنّ تحرك عون يهدف إلى لملمة الصفوف وجمع قواعد التيار السياسية والشعبية ولكنه يدرك أن العودة إلى كنف “حزب الله” تحتاج إلى مساعدة كبيرة فرأى أن ذلك لا يمكن أن يتم إلّا من خلال زيارة سوريا ولقاء الرئيس بشار الأسد من أجل إعادة العلاقة مع الحزب وصولاً إلى أنه قد يستغل ذلك ليقول لمناصريه ومحازبيه بأنّ سوريا عادت إلى الجامعة العربية، فلماذا نعاديها؟

ويخلص العريضي إلى القول أن ميشال عون وكعادته خلال رئاسته للحكومة العسكرية وقيادة الجيش إلى تكتل التيار النيابي، ومن ثم كرئيس الجمهورية، فهو لطالما سعى إلى الشعبوية وهذا ما ينسحب على باسيل.

وبالتالي، فإنّ عون يعمل على لملمة الوضع داخل تياره قبل فوات الأوان لا سيّما وأنه وصل إلى مسمعه كلام عن انسحابات من قبل بعض النواب، وبالتالي فإن ما يجري داخل غرف التيار المغلقة لم يعد مخفياً على أحد.

لذلك زيارة دمشق قد تكون الأولى له، وهي تؤكد أن عون يعمل على تثبيت العلاقة مع الحزب عبر سوريا لتثبيت الوضع داخل التيار في الاستحقاقات المقبلة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us