تجاهل وزارة التربية لمعاناة التلامذة… لماذا لا تلغى الامتحانات الرسمية؟


أخبار بارزة, خاص 7 تموز, 2023
الامتحانات

79% من تلامذة المدارس الرسمية غير مستعدين للامتحان بحسب المركز اللبناني للدراسات. وحتى تلامذة المدارس الخاصة ليسوا في أفضل حال، حيث أكد 52% عدم جهوزيته


كتبت يارا الهندي لـ “هنا لبنان”:

على بعد أيام قليلة، وتحديداً في العاشر من تموز، يخوض تلامذة لبنان الامتحانات الرسمية لشهادة الثانوية العامة دون أدنى استعداد لها فهم غير محضرين معنوياً لخوض هذه التجربة والسبب ما شهده العام الدراسي من تقلبات.
فالأرقام المقلقة، تشير إلى أن 79% من تلامذة المدارس الرسمية غير جاهزين للامتحان بحسب المركز اللبناني للدراسات. وحتى تلامذة المدارس الخاصة فليسوا في أفضل حال، حيث أكد 52% عدم جهوزيته.

وقد تواصل “هنا لبنان” مع بعض التلاميذ، الذين أكدوا أنهم غير راضين عن العام الدراسي الفائت، بسبب إضرابات الأساتذة، حيث اختُصر عامهم الدراسي بشهرين فقط بدلاً من تسعة أشهر.
فمثلاً يشكو طلاب فرع الاقتصاد والاجتماع في مدرسة رسمية، من عدم إكمال المنهج، فهم لم يدرسوا 9 فصول من مادة الاقتصاد الأساسية في فرعهم، فضلاً عن مواد أخرى، وتعيين أساتذة جدد في منتصف العام.

الصرخة مشتركة بين التعليم الرسمي والخاص، إذ يعتبر طلاب المدراس الخاصة، أنهم لم يقدموا امتحانات الشهادة المتوسطة عام 2020 بسبب جائحة كورونا، فهم يشعرون بنقص الخبرة في التعامل مع هذا النوع من الامتحانات، وتمنوا لو أجريت الامتحانات في وقت سابق، نظراً لبدء بعض الجامعات أواخر شهر آب المقبل.

إلى جانب التلامذة، تواصل موقع “هنا لبنان” مع الأستاذ الثانوي جورج سعادة، رئيس التيار النقابي المستقل، للاستفسار حول الأرقام التي انتشرت عن عدم جهوزية التلامذة للامتحانات في الأسبوع المقبل، فاختصر الأسباب بالآتي: “جائحة كورونا، إهمال الدولة للمدرسة الرسمية (اساتذة وتلاميذ ومؤسسة)”.
ويفسر سعادة أن التلامذة ترفّعوا في زمن جائحة كورونا إلى صفوف أعلى، فضلاً عن إهمال المدرسة الرسمية وحرمان أساتذتها حقوقهم، علماً أنهم أصبحوا بأدنى السلم الاجتماعي في دولة لم تحافظ على كرامة الأستاذ، ولم تقدم له طبابة ونهاية خدمة لائقة.
وقد أثر عامل الاحتجاج والإضراب للمطالبة بالحقوق والكرامة على التعليم، وقد سبق لوزارة التربية أن ضغطت باتجاه التعليم لأسبوعين أو ثلاثة لتعويض إضراب 4 أشهر. فهذا ليس تعويضاً، بل أصبح “رفع عتب” بحسب سعادة.

واعتبر سعادة أن الذهاب نحو امتحان رسمي جدي سيدفع ثمنه التلميذ، والاتجاه نحو امتحان شكلي يعمّه الغش والنقل، ستدفع ثمنه التربية في لبنان ومستوى التعليم وسمعة التعليم والتربية.
ويختم سعادة بالمناشدة عبر “هنا لبنان” “يكفينا انهيارات قامت بها السلطة، فليتعاطوا مع الأمور بجدية فعندما يسقط التعليم في البلد، يسقط البلد بأكمله.”

في ظل هذا الواقع، ينبغي على وزارة التربية أن تولي هذه القضية اهتماماً أكبر، علماً أنها غير آبهة للاسباب التي عدّدَها الطلاب خصوصاً من هم في القطاع الرسمي، ومصرة على المضي قدماً بالامتحانات مع العلم أن مصادر الوزارة تؤكد أنه بإمكان المدرسة التي لم يتلقَّ تلامذتها المنهج بشكل كافٍ، أن تبلغ المديرية العامة للتعليم الثانوي عن هذا الأمر ليؤخذ بعين الاعتبار أكان من ناحية الأسئلة أو التصحيح، لأن الأسئلة تُحدد عشية الامتحانات، ولا يزال الوقت متاحاً أمامهم للتعديل.
ونحن هنا، نطرح علامات استفهام حول مصير التلامذة، في ظل التحديات، ومع كل ما يشتت من تفكيرهم من أوضاع أهاليهم المادية الصعبة، ووضع البلاد، ووضع القطاع التعليمي الذي بات بخطر.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us