بين لودريان وحوار التيار – الحزب… “أيلول طرفه بالرئاسة مبلول”!


أخبار بارزة, خاص 20 آب, 2023
لودريان

إذا كان السياسيون اللبنانيون لا يريدون مساعدة أنفسهم، فلماذا سيتكبد الخارج عناء السعي لحل مشاكل بلادهم، بينما هم يبدون استخفافاً بها؟ ومن المتعارف عليه أنّ اللقاء الخماسي رمى الكرة في ملعب المسؤولين اللبنانيين وحدهم


كتبت ميرنا الشدياق لـ”هنا لبنان”:

كما كان متوقعاً لم يشهد شهر آب أيّ تقدم على مستوى الحركة حول الملف الرئاسي اللبناني أكان داخلياً أم خارجياً .وكما في الداخل اللبناني كذلك كان الجمود في الخارج هو سيّد الموقف على صعيد الدول التي تتحرك لحلّ الأزمة اللبنانية.
فلا اللبنانيون استطاعوا التوافق ولا استطاعت القوى الخارجية التفاهم وإيجاد قواسم مشتركة فيما بينها، لا على اسم الرئيس ولا على البرنامج.
في هذا السياق أكدّت مصادر سياسية مطلعة لـ”هنا لبنان” أن “لا تنازلات متوقعة في الوقت الراهن، وما من مواقف تدل على أنّ هناك من توّجه لأيّ تغيير في الخيارات المعتمدة من قبل الكتل النيابية خصوصاً وأنّ نقاط الاختلاف بين الأفرقاء على حالها. فكلّ فريق يتمسّك بأولويّاته ومواصفاته لرئيس الجمهورية التي تتناقض جذرياً مع أولويات ومواصفات الفريق الآخر”.

وتؤكد المصادر أنّ الرسالة المفاجئة من الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى النواب، ومطالبته إياهم الإجابة خطياً قبل نهاية الشهر الجاري عن سؤالين حول مواصفات رئيس الجمهورية وأولويات عهده الجديد، لن تبدّل شيئاً، فلودريان سبق وحصل على مواقف تتعلّق بهذين السؤالين خصوصاً خلال زيارته الثانية إلى بيروت وأصبح على بيّنة من رأي الكتل السياسية. وهو بالتالي يعرف أين تكمن المشكلة ويعلم الأجوبة سلفاً. في حين أنّ المشكلة الجوهرية تكمن في خلاف الفرقاء السياسيّين حول هذه النقاط التي يستفتي لودريان النواب حولها للمرة الثالثة على التوالي”.
وتسأل المصادر: “ألم يحن الوقت بعد لإيجاد الحل؟”، موضحة أنّ “الفرنسيين سيستمرون في استنباط الأفكار وتقديم المقترحات حتى لو كانوا على دراية بأنّهم لن يصلوا إلى أيّ نتيجة تذكر، وذلك كي لا يسجّل عليهم أنّ المبادرة الفرنسية سقطت، خصوصاً وأنّهم يكررون أنّ فرنسا لن تترك لبنان وستواصل جهودها مع شركائها الدوليين للتوصل إلى حل للأزمة الرئاسية وأنّ المطلوب هو تعاون القوى اللبنانية”.

مصادر متابعة أوضحت من جهتها لـ”هنا لبنان” أنّ “لودريان قد يزور لبنان في أيلول، ولكن لم يحدّد بعد تاريخ هذه الزيارة”، مشيرة إلى أن “الهدف من الرسالة الموجهة إلى النواب هو إبراز المواقف بشكل مكتوب وتوضيح خريطة الطريق”.
وتسأل المصادر “عن الحوار أو الاجتماع الذي قد يعقد في أيلول بعد بيان المعارضة الأخير الرافض لأيّ حوار “مفخخ” ولـ”عدم جدوى أي صيغةِ تحاورٍ مع حزب الله وحلفائه”، مشدّدة على أنّ “شكل التفاوض الوحيد المقبول، يكون ضمن مهلة زمنية محدودة، أما الجهة التي تجريه، فهو رئيس الجمهورية المقبل بُعيد انتخابه، ومحوره مصير السلاح غير الشرعي”.
وتضيف المصادر: “من أين تأتي الإيجابية في الحسم إذًا؟ ليس هناك في الأفق سوى تكهنات أو ترجيحات وانتظار لما سيؤول إليه الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر وإن كان سيكون هناك من تفاهم بحلّة جديدة ما قد ينعكس رئاسياً”.

إذاً، ما عدا رسالة لودريان، لا معطيات جدّية اليوم تتعلّق بالإستحقاق الرئاسي في ظلّ سلسلة من قضايا التي تشكل محوراً للمتابعة، من الموازنة إلى استحقاقات داهمة تنتظر حلولاً لا سيّما ما يتصل منها بالصرف المالي. ومع أنّ تطيير الجلسة التشريعية لمجلس النواب لا يعتبر تطوراً مفاجئاً إلاّ أنّ له دلالاته، فهو رسالة واضحة من المعارضة وكذلك من التيار الوطني الحر.
وبانتظار أن تتمظهر المعطيات سواء بالنسبة إلى مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي جان أيف لودريان أو نتيجة حوار حزب الله والتيار الوطني الحر في الملف الرئاسي تحديداً، ها هي الأزمات تتراكم لبنانياً ويبدو أنّ لا حلول إلاّ بمعجزة ما في ظل وضع إقليمي معقد.. فإذا كان السياسيون اللبنانيون لا يريدون مساعدة أنفسهم، فلماذا سيتكبد الخارج عناء السعي لحل مشاكل بلادهم، بينما هم يبدون استخفافاً بها؟ ومن المتعارف عليه أنّ اللقاء الخماسي رمى الكرة في ملعب المسؤولين اللبنانيين وحدهم.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us