بين زيارة لودريان وحوار بري… رئاسة ووطن على رصيف الإنتظار


أخبار بارزة, خاص 11 أيلول, 2023
لودريان

أيلول لن يكون طرفه بالرئاسة مبلول، والخطاب الأخير لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل من البترون لا يوحي أبداً بحصول توافق ما


كتبت ميرنا الشدياق لـ “هنا لبنان”:

يترنّح الوطن بين مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري الحوارية وزيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، ولا بوادر في الأفق لأيّ حلٍّ للأزمة الرئاسية فيما تكثر التحليلات والتوقّعات.
وقد تقدمت زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي الثالثة الى لبنان على مبادرة الرئيس بري لحوار “الأيام السبعة”، في محاولة جديدة لحل الأزمة السياسية المستمرّة وهو الذي كان قد اقترح أن يجتمع جميع الفاعلين السياسيين اللبنانيين في أيلول للتوصّل إلى توافق يسمح بإنهاء الشغور الرئاسي المستمر منذ نحو عام.
وبانتظار نتائج زيارة لودريان سألت مصادر مواكبة عبر موقع “هنا لبنان” كيف يدعو الموفد الفرنسي إلى طاولة عمل في قصر الصنوبر ومن ثمّ يطلق الرئيس بري مبادرة حوارية في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر قوبلت برفض من القوات اللبنانية والكتائب وبعض المستقلين والتغييرين واعتبارها غير دستورية وميثاقية لأنّ الأولوية هي في انتخاب رئيس للجمهورية؟ وكيف يضع الحوار كشرط مسبق لدعوة المجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية، بينما يتطلب الأمر قبل كل شيء، الدعوة لانتخابات رئاسة الجمهورية دون أيّ شروط أو تعقيدات تعطّل إجراء الانتخابات الرئاسية؟
وأوضحت المصادر أنّه في وقت لم تتبلور بشكل نهائي مواقف الكتل والشخصيات والقوى السياسية بشكل نهائي من مبادرة الرئيس بري التي علقها بانتظار ما ستخرج به لقاءات لودريان التي – وفق معلومات “هنا لبنان” – لن تكون موسعة لتضمّ أكثر من فريق بل ثنائية مع الشخصيات أو الكتل السياسية.
وتوضح المصادر أنّ هذا المشهد يؤشّر إلى أمرين:
أوّلًا- أن لا وضوح بعد بخيارات الكتل النيابية الحاسمة، إذ إنّ كل فريق يتموضع بمكانه الأساسي متمسّكاً بمرشّحه للرئاسة الذي سبق أن أعلنه، وبالتالي إنّ إمكانية الخروج بنتيجة غير مضمونة والدوران في الحلقة المفرغة لا يزال على حاله.
ثانياً- إنّ الحديث عن الخيار الثالث لم يطرح جدّيًّا، وإن كان هناك تداول في الكواليس لبعض الأسماء المطروحة. ما يشير إلى أنّ الثنائي الشيعي لم يوافق على تقديم بديل عن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية كما أنّ الفريق الآخر لا يزال على موقفه من ترشيح جهاد أزعور، فيما المتردّدون ينتظرون ما ستؤول إليه الأمور لاتّخاذ الموقف المناسب.
وتشير المصادر إلى أنّ هذا الأمر يؤكّد أنّ كلّ ما يقال عن ارتفاع حظوظ هذا المرشح أو ذاك لا يعدو كونه مجرّد تحليل أو نوع من ضخ المعطيات قد لا تأتلف كلها مع الواقع لأنّ الحسم لم يحصل بعد، إذ إنّ نسب الحظوظ الرئاسية لا تزال نفسها وليس هناك من أيّ تطور يعطي الأولوية لأيّ مرشح.
ومن الأسباب التي تدفع إلى الاستنتاج أن لا نضوج بعد في الملف الرئاسي، بحسب المصادر، أنّ الحوار الحاصل اليوم بين حزب الله والتيار الوطني الحر، والذي يدور حول عناوين سياسية من اللامركزية الإدارية والصندوق الائتماني وغيرها من المواضيع، لا يؤشر إلى أيّ تقدّم في الحوار بينهما. وبالتالي إن لم يصل هذان الفريقان إلى أيّ نتيجة فكيف يمكن لحوار لودريان أن يحقّق أيّ تقدّم!
إلّا أنّ المصادر ترى أنّ حوار لودريان سيبقى الغطاء، وما يحكى أنّ مهمّته في لبنان ستكون الأخيرة غير صحيح. إذ أنّه سيبقى هناك تحرّك يقوده لودريان أو السفير الفرنسي من أجل غطاء دولي لأيّ توافق داخلي محتمل لأنّ الخارج حتى الساعة ليس قادراً على فرض مرشح ما.
ويبقى الرّهان على البعد الاقليمي السعودي الإيراني الاميركي. لذلك كل ما يقال عن تقدم هذا المرشح أو ذاك ليس سوى نوع من التسويق الإعلامي والضغط السياسي المبرمج في محاولة لفرض أمر واقع يسلّم به جميع الأفرقاء.
وبالمحصلة أيلول لن يكون طرفه بالرئاسة مبلول، والخطاب الأخير لرئيس التيار الوطني الحرالنائب جبران باسيل من البترون لا يوحي أبداً بحصول توافق ما، بعد أن فتح باسيل النار على أكثر من جهة لا سيما على الرئيس بري الذي من المفترض أن يقود الحوار بعد مغادرة لودريان لبنان، ما استوجب ردًّا عنيفاً من النائب علي حسن خليل. وهنا سؤال يُطرح: عن أيّ حوار تتحدثون إذا كانت الأجواء متوتّرة إلى هذا الحد قبل الجلوس حول طاولة الحوار حتى؟
يبقى أنّ أيلول هو شهر الحوارات غير المنجزة… أيلول لن يكون شهر الحسم الرئاسي…. ويبقى الوطن على رصيف الإنتظار.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us