اجتماع الخماسية “رفع عتب”… والاستحقاق الرئاسي “راوح مكانك”


أخبار بارزة, خاص 21 أيلول, 2023
الخماسية

يبدو أن لا جديد في الأفق حتى الساعة فيما كان الرهان على اجتماع اللجنة الخماسية، وقد فشل هذا الرهان.. فقبل نضوج الأمور خارجيًّا، لن ينضج أيّ ملفٍّ داخليًّا وأيّ حراك سيكون مضيعة للوقت


كتبت ميرنا الشدياق لـ “هنا لبنان”:

وكأنّ الإنقسام اللبناني-اللبناني حول الملف الرئاسي لم يكن كافياً حتّى يُضاف إليه الانقسام في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة الخماسية لا سيّما بين الولايات المتحدة وفرنسا.

المعطيات الأولية للقاء الخماسية في نيويورك بحسب ما أكّدت مصادر مواكبة لـ “هنا لبنان” تشير إلى نقاط لا يمكن التغاضي عنها:

1-اللجنة الخماسية لم تتوصل إلى نتيجة حاسمة وقد لعب الجانب الأميركي دوراً بتعطيل قدرة هذه اللجنة في الوصول إلى قرار. وأتى طلب ممثلة الولايات المتحدة من اللجنة تحديد مهلة للمبادرة الفرنسية وكأنّه عمليًّا البدء بسحب البساط من تحت أقدام الفرنسيين وبالتالي تجميد المبادرة الفرنسية كمبادرة فرنسية مستقلة.

2- أمّا البديل عن اللجنة الخماسية فهو العمل الإفرادي من قبل الدول بدليل أنّ قطر دخلت على الخطّ إلّا أنّه تمّ تأجيل هذا المسعى إذ أنّه لم يكن هناك من تصوّر واضح لما سيخلص إليه الاجتماع.

3- عدم الاجتماع على مستوى وزراء الخارجية كما أشيع سابقاً يعطي انطباعاً أنّ اجتماع نيويورك كان “رفع عتب” وليس أكثر من ذلك بدليل أنّ مستوى الحضور لم يكن متوقّعًا وكان محكوماً بالفشل قبل انعقاده.

4- عدم الاتّفاق على مبدأ تسمية مرشح أو أكثر ورمي الكرة مجدّدًا في الملعب اللبناني من خلال تسريب أنّ هذا الأمر من مسؤولية اللبنانيين. وإذا كانت قد طرحت بعض الأسماء في الاجتماع فهو من باب تعداد الأسماء المطروحة وليس لتبنّي أيّ اسم.

أمّا ماذا بعد؟

بحسب المصادر إنّ ما حصل في نيويورك سينعكس حتماً على الحوار الذي طرحه الرئيس  نبيه بري، لأنّ كل من كان معارضاً لهذا الحوار كالقوّات والكتائب سيزدادون تمسّكاً بموقفهم لأنّه كان متوقّعاً قبل الاجتماع أن يصدر موقفٌ داعم لحوار الرئيس بري. ولكن كان واضحاً أنّه لم يكن هناك تفاهم داخل اللجنة الخماسية على تأييد حوار بري ما يعني عمليًّا إمكان فرملة هذا الحوار. وقد استبق الرئيس بري الفرملة بدفع الحوار إلى أوائل تشرين الأول ريثما تحصل تطوّرات تساعد على إنجاح الحوار.

وتستنتج المصادر ممّا سبق أنّ موضوع الرئاسة لا يزال غير ناضج خلافاً لكلّ ما أُشيع بأنّ الأمور شبه منتهية. كما أنّ الدول المؤثرة في حالة ضياع يوازيها عدم القدرة على تأمين أكثرية الثلثين لأيّ فريق من الفريقين لانعقاد جلسة انتخاب الرئيس. ما يعني أنّ هذا الملف سيبقى في حالة مراوحة وسيبقى الاستحقاق في وضعية “مكانك راوح” بانتظار أيّ عنصر جديد. ويبدو أن لا جديد في الأفق حتى الساعة فيما كان الرهان على اجتماع اللجنة الخماسية، وقد فشل هذا الرهان.

وتبقى حوارات الدّاخل بالمفرّق أي حوار حزب الله والتيار الوطني، وهو حوار لم يأتِ بنتائج ملموسة حتى الساعة سوى إظهار نوايا. مع العلم أنّ الحوار بينهما يحتاج إلى مزيد من الوقت خصوصاً أنّه تمّ تقسيم الحوار إلى شقّين: شق يتعلق باللامركزية والصندوق الائتماني وآخر يتعلّق باسم الرئيس وهذا ما لم يتمّ التطرّق إليه بعد، ما يعني أنّ التأخير حتمي في البت بموضوع الاستحقاق الرئاسي.

ويبقى الرهان على نضوج معطيات إقليمية  خصوصاً على خط المفاوضات السعودية- الإيرانية غير المباشرة وبالتوازي التواصل الأميركي- الإيراني الذي لم يتجاوز حافة إطلاق سراح بعض المواطنين الأميركيين مقابل تحرير بعض الودائع الإيرانية.

وبالتالي لن ينضج أيّ ملفٍّ داخليًّا قبل نضوج الأمور خارجيًّا، وأيّ حراك سيكون مضيعة للوقت. وقد يمضي تشرين الأوّل من دون أيّ تقدّم  لأنّ الأفخاخ تحتاج إلى وقت لتعطيلها ما سيؤخّر الاستحقاق. وسيستمرّ طرح اسم من هنا وآخر من هناك وستكثر التوقّعات والتحليلات والنتيجة واحدة لا انتخابات رئاسية من دون توافق داخلي وخارجي.

وهكذا كان اجتماع الخماسية نكسة كبيرة… اجتماع رفع عتب لا أكثر ولا أقلّ.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us