محطة غزة على سكة استيلاد أمة لقيطة


أخبار بارزة, خاص 19 تشرين الأول, 2023

قبل يوم واحد من قصف المستشفى المعمداني، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في مقابلة مع التلفزيون الإيراني، إنه يتوقع أعمالاً استباقية من حماس خلال الساعات “القادمة”. فمن نفذ “نبوءة” عبد اللهيان يا ترى؟

كتب محمد سلام لـ “هنا لبنان”:

العين تدمع دماً، والقلب يعتصر ألماً حزناً على ضحايا غزة الفلسطينيين الأبرياء الذين “قتلهم” القصف الإسرائيلي المجرم للمستشفى المعمداني، “وتسبب بقتلهم” من سبق وقتل مقاتلي حركة فتح الفلسطينيين في غزة وألقى ببعضهم عن أسطح عمارات كي يستعمر ما تبقى من مدنيين فلسطينيين ويستخدمهم دروعاً بشرية يتحصّن وراء أجسادها وأرواحها وبؤسها لينفذ مؤامرته الخبيثة.

الشعب الفلسطيني شعبنا، والقضية الفلسطينية قضيتنا، وكل من قتل مناضلاً فلسطينياً “على أرض فلسطين” هو عدو الأمة العربية، وأخبث أعداء الأمة هو من يتلحف برداء يسيء إلى الأمتين العربية والإسلامية معاً.
وتصبحون يا عرب على أمة لقيطة استولدتها القابلة الصهيو-صفوية وزينتها على سبيل الديكور الترويجي للسلع المغشوشة بأقليات سنية ومسيحية وشيعية عربية. إسألوا الدكتور نبيل خليفة، اللبناني- المسيحي- البتروني- الذي حذر من هذه المؤامرة قبل أكثر من 10 سنوات في كتابه “إستهداف أهل السنة” وسمحت لنفسي بأن أضيف المسيحيين والشيعة العرب إلى قائمة الضحايا.
وزير الخارجية التركيّ هاكان فيدان أعلن من بيروت أن تركيا “تعمل لعدم تمدد” حرب غزة إلى لبنان والدول الأخرى لافتاً إلى فرضيّتين قد تسفر هذه الحرب عن إحداهما: “(قد) تؤدي إلى حروب كبيرة جداً مدمرة”، “(لكنها قد) تؤدي إلى حلٍّ تاريخي”.
وأوضح أنّ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان “يؤمن أن من الممكن الخروج من هذه الأزمة إلى السلام”!
هل السلام الذي يمكن الخروج من هذه الأزمة إليه وفق رأي الرئيس أردوغان هو “الحل التاريخي” الذي يمكن أن أن تؤدي إليه الحروب “المدمرة”؟!
عندما تتساوى المرتزقات المحلية بالهزيمة تحت ضجيج المدفع ورائحة دخان قذائفه ستُعلن التسوية وسنعرف الجواب على أمل ألا يأتي بعد ما يكون “يللي ضرب ضرب ويللي هرب… هرب”.

إقليمياً-دولياً قصف المستشفى المعمداني ألغى قمة عمان التي كان سيستضيفها العاهل الأردني وتضم إليه رؤساء أميركا ومصر والسلطة الفلسطينية، فيما استمر القصف الإسرائيلي في قتل الفلسطينيين في غزة وجباليا وخان يونس والنصيرات ووصل الرئيس الأميركي جو بايدن إلى تل أبيب على متن طائرة الرئاسة الأميركية التي أقلته من اليونان بمواكبة سرب من المقاتلات الأميركية وبدأ أعضاء مجلس الأمن الدولي مشاورات لدراسة مشروع قرار يدعو إلى هدنة إنسانية في فلسطين فيما أعلنت مصر أنّ المساعدات الإنسانية سيسمح بمرورها من معبر رفح إلى غزة فقط بعد أن تخضع للتدقيق المصري في العريش ليتبين أنها لا تتضمن ممنوعات.
لكن، ولكن كبيرة جداً، من يضمن أن المساعدات الإنسانية الصحية، إذا سمح لها بالدخول، ستصل إلى شعب غزة الضحية ولن “تصادر” بعضها، حركة حماس؟ فهل المطلوب إدخال مراقبين دوليين مع المساعدات لضمان وصولها إلى شعب غزة الضحية؟
الملفت جداً أنه قبل يوم واحد من قصف المستشفى المعمداني وبالتحديد مساء الإثنين الماضي، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في مقابلة مع التلفزيون الإيراني، إنه يتوقع أعمالاً استباقية من حماس خلال الساعات “القادمة”. فمن نفذ “نبوءة” عبد اللهيان يا ترى؟
هل العمل الإستباقي الذي توقعه عبد اللهيان نفذته له إسرائيل أم طرف آخر؟

أما لبنان، فينطبق عليه المثل الشعبي: الناس بالناس والقطة بالنفاس:
لبنان الإيراني إلتزم “بيوم غضب” نفذه حزب الله في عاصمة إقليم لبنان الإيراني المعروفة بالضاحية لإعلان “التضامن” إحتجاجاً على مجزرة المستشفى المعمداني.
تضامن من مع من؟ هذا هو السؤال.
لبنان الرسمي إلتزم بما قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إنه يوم حداد وطني على الشهداء والضحايا الذين يسقطون بنتيجة المجازر والاعتداءات التي يرتكبها العدو الإسرائيلي”… وبقية المعزوفة المعهودة من تنكيس أعلام وتعديل برامج إذاعية “بما يتناسب”… إلخ
آخر تجليات لبنان الرسمي تردد “وشوشات في صالونات” أقرب ما تكون إلى هلوسات تتحدث عن ضرورة إختيار رئيس ليواكب التطورات الإقليمية والدولية وينقذ لبنان مما يحاك..
الله أكبر، صحيح يللي استحوا ماتوا. مطلوب التوافق على رئيس لمافيا لبنان ليواكب التطورات الإقليمية والدولية وينقذ لبنان مما يحاك؟ أم يريدون التوافق على رئيس يحفظ لمافيا المنظومة مكتسباتها ويعمل على تأمين حصتها كي تحافظ على سيطرتها التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه من بؤس وتخلّف؟

غزاوياً حتى الضرير الأعمى يبصر أن الضحية الوحيدة في غزة هي شعب غزة الفلسطيني الطيب، فالصراع دائر بين من يقتل أهل غزة وبين الخبيث الذي يستخدم أهل غزة دروعاً بشرية يحمي إنتصاراته الكاذبة وراء دمائها.
العدو الإسرائيلي يقتل، هذا أحد وجهي الحقيقة، الوجه الثاني يخفي من يستخدم الغزاويين دروعاً بشرية يستغل دمها لتحقيق إنتصارات وهمية تستعطي عطفاً من شعوب تحركها عاطفة ترى ولا تبصر.
في إجتياح العام 1982 للبنان كان الإسرائيلي كلما حرّك دورية أو قافلة يحيط دباباته الأمامية بدروع بشرية من الأسرى اللبنانيين ليتفادى ضربات جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية (جمول)، أو المقاومين الوطنيين لا المرتزقة المسلحين.
يبدو أن هناك من اقتبس الحرفة من الصهيوني واستخدمها في غزة، وفي الحالتين الضحية هي البريء الذي كان لبنانياً في 1982 وصار فلسطينيا في 2023. وقد يكسب اللبناني هذا “المجد” مجدداً إذا أمرت إيران حزبها المسلح بفتح تحالف وحدة ساحات التآمر على الأبرياء فينفذ حزبها جرّ إسرائيل إلى حرب تدمّر لبنان.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us