حراك دبلوماسي تجاه لبنان مستفسراً ومحذّراً…


أخبار بارزة, خاص 21 تشرين الأول, 2023

تحدث الموفدون الدوليون إلى المسؤولين اللبنانيين بلغة دبلوماسية جامعة فيها نوع من التهديد المبطن من خطورة انخراط لبنان في الحرب

كتبت ميرنا الشدياق لـ”هنا لبنان”:

منذ السابع من تشرين الأول يوم انطلاق عملية “طوفان الأقصى” والهاجس الذي يُطرح دوماً عن احتمال مشاركة حزب الله في هذه الحرب، وهو سؤال يشكل محور الحراك الدبلوماسي تجاه لبنان، فقد تحدث الموفدون الدوليون إلى المسؤولين اللبنانيين بلغة دبلوماسية جامعة فيها نوع من التهديد المبطن من خطورة انخراط لبنان في الحرب.
وفي هذا السياق أكدت مصادر مطلعة لـ “هنا لبنان” أن هذا الحراك الدبلوماسي يأتي برسالة واضحة إلى لبنان ألا وهي ضرورة إبقائه بمنأى عن تداعيات الوضع في الأراضي الفلسطينية، وفي هذا الإطار تقوم هذه الدول باتصالاتها مع دول المنطقة والدول المؤثرة لبحث هذا التصعيد الذي ينذر بالأسوأ.
وصحيح أنّ لبنان لم يخرج عن قواعد الاشتباك ويواصل اتصالاته في كل الاتجاهات داخلياً وعربياً ودولياً لتثبيتها وضمان عدم الخروج منها، إلّا أنّ كل هذه الدول بحسب المصادر تشدد على أهمية وقف التوتر عند الحدود اللبنانية ـ الفلسطينية ووجوب عدم قيام أي طرف بأي تصعيد إضافي حتى لا تحصل أي ردّة فعل واسعة إن كان من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي أو حزب الله. فمن جهة العواقب قاسية على لبنان في حال انخرط لبنان في معركة غزة، ومن جهة أخرى تعمل دول على بذل جهود ومساعٍ للضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها المتكرّرة على جنوب لبنان لعدم جرّ “حزب الله” إلى ردّات فعل.
في ظل هذه الأجواء لا أجوبة واضحة أو تطمينات يسمعها المسؤولون اللبنانيون من الموفدين الدوليين الذين بدورهم يستفسرون عن سلوك حزب الله المحتمل وبطبيعة الحال لا جواب في هذا الإطار أيضاً.
فيما أكد بعض الدبلوماسيين والموفدين، خصوصاً بعد مجزرة مستشفى المعمداني في غزة، وجوب الإلتزام بالقوانين الدولية في الحروب واحترام حقوق الإنسان وعدم انتهاك الحقوق الإنسانية بالتعرّض للمدنيين.
وقد شكل تعرّض مقر “اليونيفيل” في الناقورة لسقوط صاروخ يوم الأحد هاجساً على أمن هذه القوة، وكان وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس واضحاً عندما حذر إثر تفقّده الوحدة الألمانية العاملة ضمن القوة البحرية التابعة لـ “اليونيفيل” من أي فكرة توحي باحتمال انسحاب قوات “اليونيفيل” في ظلّ الحرب الدائرة في غزة. وقال إنّ “خفض أو سحب قوة “اليونيفيل” سيكون إشارة خاطئة في هذا الوقت.
وهنا تشدد المصادر على أهمية الدور الذي تقوم به اليونيفيل والحرص على سلامتها واستمرارية القيام بمهامها في الجنوب.
أمام التحذير الدولي من خطورة انخراط لبنان في الصراع، كان الموقف اللبناني واضحاً أمام الموفدين الدوليين أو في الاتصالات لجهة شرح الموقف اللبناني ومطالبة الدول الصديقة بالضغط لمنع الاعتداءات الإسرائيلية وامتداد النيران إلى الداخل اللبناني والإشارة إلى الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة بحق المدنيين والمنشآت المدنية والصحية والدينية في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.
وكان تأكيد على وجوب التوافق على التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار والضغط على إسرائيل لوقف الاستفزازات وفك الحصار عن غزة واحترام القانون الدولي، ورفض تهجير الفلسطينيين وتوطينهم في أي بلد آخر لأن أي حركة بهذا الاتجاه ستغير الوضع بشكل كامل وهذا ما لا يريده أحد أبداً لا في لبنان ولا في أي دولة في المنطقة. إضافة إلى ضرورة السماح بإدخال فوري للمساعدات إلى غزة، فيما إقامة الدولة الفلسطينية هو الحل الوحيد من أجل سلام عادل وشامل في المنطقة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us