رسالة نصرالله “الناقصة”.. هل سنخوض معك حرباً “على طريق القدس” يا سيّد؟


أخبار بارزة, خاص 25 تشرين الأول, 2023

واقع لبنان المتأرجح بين الحرب واللاحرب لم يأخذ من حبر السيد نقطة. مَن يحارب في الجنوب؟ الحزب؟ أم الفصائل؟ هو أيضاً سؤال لم يستدعِ سطراً يزيده السيّد في آخر رسالته

كتبت نسرين مرعب لـ”هنا لبنان”:

وأخيراً، وبعد قرابة الثلاثة أسابيع على بدء حرب غزة، وعلى المواجهة “المنضبطة” عند الحدود الجنوبية للبنان، خرج أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله برسالة خطية.

نصرالله، الذي يتقن لعبة الظهور الإعلامي كان قد آثر الغياب منذ البداية، مفسحاً المجال لنائبه ولنواب الكتلة التي يرعاها بتصريحات متفرقة، ولمّا تكرر السؤال عن سبب الصمت الطويل لشخصية أكثر ما تجيده هو لعبة الخطابات ونوعاً ما “العراضات”، خرج إعلامياً النائب حسن فضل الله، مؤكداً في مؤتمر صحفي، أنّ نصرالله، “يُشرف مباشرة على إدارة المعركة في تواصله مع القيادات الميدانية في المقاومة، فهو حاضر في قلب المعركة وغيابه جزء من إدارتها”.

صمت نصرالله لم يدم طويلاً، وهو لم يكسر أيضاً إعلامياً، فالسيد اكتفى بتسريب رسالة صامتة، فاض بها كرماً بخطّه وتوقيعه، أما مضمونها فكان نوعاً ما بروتوكولياً، إذ طلب من إعلامه ومؤسساته ومناصريه استبدال كلمة شهيد بشهيد على طريق القدس!

أما واقع لبنان المتأرجح بين الحرب واللاحرب، فلم يأخذ من حبر السيد نقطة. من يحارب في الجنوب؟ الحزب؟ أم الفصائل؟ هو أيضاً سؤال لم يستدعِ سطراً يزيده السيد في آخر رسالته.

لم يأبه السيد بواقع اللبنانيين؟ بالنازحين الهاربين من الجنوب؟ وطبعاً لا حكومة تسأل نصرالله، إلى أين سيأخذ لبنان، ولا دولة تدعوه لطاولتها كي تسأله عمّا يخطّط؟

نصرالله ببساطة هو الحاكم، بصواريخه وترسانته يدير حرباً كما يشاء. أما لبنان كدولة فهو حجر على طاولة شطرنجه، وهو فقط من يقرّر متى يتقدم خطوة فيخرج من المواجهة المنضبطة إلى حرب مفتوحة!

غير أنّ هذه التفاصيل تخصّ نصرالله وحده، فالدولة الهشّة “بلا راعٍ”، وحكومة تصريف الأعمال تستجدي برئيسها ووزرائها دول الخارج أن تحادث السيد ربما يتروّى قبل جرّ البلد إلى المجهول.

ولأنّ نصرالله وحده من يقرّر فهو لا يريد إشغال اللبنانيين باستراتيجية المعارك، هو فقط يخبرهم بما يجب أن يعرفوه، والسيد “مزعوج” وجداً، وكلّ ما يؤرقه هو أن يتساوى الشهداء، فحتى الشهادة بات يتخلّلها أفضلية وتمييز، لذلك من يستشهد على طريق القدس لا يتساوى والآخرين بالنسبة للسيد.

لا يهم، لنراجع منذ الآن مصطلحاتنا، ولنستدرك التعريفات، ولنعُد لما سبق وكتبناه فنضيف عبارة “على طريق القدس” في كلّ زمان ومكان، كي يرضى السيد، لربما يشفق علينا برسالة جديدة يبارك فيها هذا الإنجاز وكيف أنّنا نستجيب لـ”شحطة قلم” منه!

أما الدولة، فلتدفن نفسها بكل رموزها ووجوهها بالتراب. ولتسلّم مفتاح الوطن لدويلة تدير مصير هذا الوطن.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us