بعد النكسة السياحية.. موسم الأعياد يحرك العجلة الاقتصادية


خاص 16 كانون الأول, 2023

بالرغم من الأحداث الأمنية على الحدود الجنوبية، تشهد الأسواق اللبنانية إقبالاً لافتاً على شراء هدايا العيد تحضيراً للاحتفال بعيدي الميلاد ورأس السنة


كتبت ريتا صالح لـ “هنا لبنان”:

على بُعد بضعة أيام من الاحتفال بعيدي الميلاد المجيد ورأس السنة، لوحظ أنّ الحركة التجارية في الأسواق المحلية تنشط شيئاً فشيئاً ولو بشكل بسيط، وبدأ اللبنانيون يستعدون للاحتفال بموسم الأعياد المباركة بالرغم من الأحداث الأمنية التي تحصل على الحدود الجنوبية. فباتت الأسواق اللبنانية تشهد إقبالاً لافتاً، ولا سيّما في المناطق الآمنة، على شراء هدايا العيد، والملابس والمواد الغذائية تحضيراً للاحتفال مع العائلة ككل عام بعيدي الميلاد ورأس السنة.
وفي المقابل، العيد هذا العام لن يسلك طريق معظم القرى الجنوبية عموماً والحدودية خصوصاً والتي تعيش حالاً من القلق تخوفاً من الانزلاق أكثر فأكثر في وحول الحرب القائمة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله.
جوزفين ضاهر صاحبة محل ألبسة للأطفال في زغرتا اعتبرت في حديث لـ”هنا لبنان” أنّ التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي بات يساعد أصحاب المحلات التجارية بشكل كبير في تصريف بضاعتهم بعد عرضها عبر صفحاتهم على التيك توك والإنستغرام والفيسبوك، معتبرةً أن حركة البيع جيدة هذه السنة، بالرغم من التأخير في تصريف بضاعة العيد، ومقارنة بالسنة الماضية، ونظراً للأوضاع الأمنية على الحدود الجنوبية، فإنّ اللبنانيين تأخروا في التجهيز للأعياد. وأكدت أنّ الزبائن اعتادوا على الدفع بالدولار ولم يعد هناك أيّ اعتراضات على التسعيرة كالسنة الماضية، مضيفةً أنهم يفضلون أن تسعّر القطعة بعشر دولارات بدلاً من أن يدفعوا مليون ليرة لبنانية. وأوضحت ضاهر أنّ المحلات التي لا تعتمد على التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي تعاني اليوم من جمود في حركة البيع خصوصاً أنّ المواطن أصبح يفضّل أن يتسوّق عبر صفحات الإنترنت بدلاً من النزول إلى الأسواق والتسوق. كما عادت وأكّدت أنّ حركة البيع هذه السنة جيدة بالنسبة للسنة الماضية، بالرغم من ارتفاع كلفة الشحن والتي رفعت تسعيرة البضاعة، ولكن بالإجمال المواطن أصبح متفهماً لهذا الوضع، وتأقلم معه.
وبدورها، أشارت ربى عيد صاحبة محل للألبسة في سوق تجاري في الزلقا لـ “هنا لبنان” إلى أن الحركة الشرائية هذا العام شبه طبيعية، معتبرة أن هناك العديد من العوامل التي أثّرت على حركة الأسواق، ولا سيّما الوضع المادي للمواطنين، بحيث هناك نحو 80% من الأفراد فقدوا القدرة الشرائية ولم يعودوا قادرين على تحريك عجلة السوق المحلية، ونحن كأصحاب محلات تجارية نعتمد على نسبة 20% المتبقية منهم، وهم الذين يحصلون على مساعدات مالية من الخارج أو ممن بات مدخولهم المادي كاملاً بالدولار. ولفتت عيد إلى أنّ الحرب في غزة وامتدادها إلى الحدود الجنوبية شكل عاملاً أساسياً وسلبياً على الوضع التجاري في لبنان، وكل ما يحصل في الجنوب يؤثر على الداخل اللبناني، بحيث أن غالبية اللبنانيين يتخوّفون من التسوق وهم يجهلون مصيرهم، وبات همّهم أولاً وأخيراً “الأكل والشرب” فقط.
أمّا من ناحية مختلفة، فاعتبرت الآنسة ألينا الخوري صاحبة متجر ألعاب في الحمرا في حديث لـ”هنا لبنان” أن الوضع العام ليس جيداً مقارنة بالعام الماضي، مؤكدة أنّ الحرب في غزة وعلى الحدود الجنوبية أدّت إلى تراجع ملحوظ وكبير في الحركة التجارية، ولا سيّما أن المواطنين قلقون من الوضع الأمني بشكل عام، ويتخوّفون من إقحام لبنان في حرب شاملة، فلا يهتمون هذا العام بشراء الهدايا ومنها الألعاب وخصوصاً أن أسعار الالعاب قد ارتفعت بشكل كبير مقارنة بالعام الماضي. وأشارت إلى أن الوضع المادي للمواطنين أثّر أيضًا وبشكل مباشر على الحركة التجارية والاقتصادية، بحيث أن الرواتب لا تزال محدودة. وأوضحت أن التراجع الملحوظ في الحركة الشرائية في منطقة الحمرا لا ينعكس على بعض المناطق الأخرى، كالمتن والبترون وجبيل، بحيث تعتمد تلك المناطق على تنظيم احتفالات موسمية للأعياد ما يستقطب عدداً من المواطنين، وينعش الحركة في الأسواق والمحلات التجارية. وتابعت أن منطقة الحمرا تشهد جمودًا كبيرًا في الأسواق، والوضع بشكل عام يوصف بالـ “ميّت”.
من الطبيعي أن نشهد في موسم الأعياد حركة تجارية موسمية، فهل تنعكس هذه الحركة الخجولة إيجابًا على الاقتصاد اللبناني أم أنّ الوضع الأمني سيخطف أنفاس العيد هذه السنة؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us