أيّها اللبنانيّون استعدّوا: إنّها الحرب!


خاص 6 كانون الثاني, 2024

نحن في حربٍ من نوعٍ آخر، ليست حرباً شاملة مدمّرة ولكنّها طويلة وستستنزف الجميع، وخصوصاً لبنان إحدى الحلقات الضعيفة


كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:

يتكرّر السؤال نفسه في لبنان، منذ السابع من تشرين الأول الماضي: هل سيدخل البلد في حربٍ شاملة؟
ليس جديداً إن قلنا إنّ حزب الله يتجنّب هذه الحرب، ولو كان ثمن ذلك سقوط عددٍ كبير من قياديّيه وعناصره، وفقدان بعض هيبته. هو يدخل، للمرة الأولى، في مواجهة مع إسرائيل لم يضع خططاً لها ولا حدّد توقيتها ولا استعدّ لتداعياتها. فُرض كلّ شيءٍ عليه، من قبل “حماس”، تماماً كما فُرِض الانضباط من قبل إيران.
لكنّ هذا الانضباط لا يعني أبداً أنّ الحرب لن تقع. شروط اللعبة يفرضها حاليّاً رئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو وفريقه، وهو مستعدّ لارتكاب ما يصفه البعض بـ “العمل الجنوني”.
إلا أنّ مصدراً غربيّاً واسع الاطلاع يرسم صورةً للبنان والمنطقة تتجاوز بكثير ما سيحصل في الأسابيع القليلة المقبلة التي يعتبرها كثيرون حاسمة.
يرى المصدر أنّ المنطقة دخلت في حربٍ طويلة، قد تستمرّ لأكثر من عشر سنوات. ويشير إلى أنّ بقاء “حماس” وحزب الله من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، يعني أنّ هذه المنطقة لن تعرف سلاماً أبداً. قد نكون أمام هدنةٍ ثمّ حرب، فهدنة ثمّ حرب.
وعليه، يتوقّع المصدر أن تأخذ المواجهة بين محور الممانعة وإسرائيل أشكالاً مختلفة، ولكنّه يستبعد بلوغ السلام الشامل من دون حلولٍ جذريّة تبدأ باتفاقٍ أميركي – إيراني يُستتبع بحلٍّ كامل للقضيّة الفلسطينيّة، وهو ما يبدو غير واردٍ في المستقبل القريب.
ويبدو واضحاً من كلام الدبلوماسي الغربي أنّ المنطقة أمام فترة طويلة من عدم الهدوء، خصوصاً أنّ الحلول الدبلوماسيّة متعثّرة، وقد يعني ذلك جموداً في الملفات الداخليّة، وعلى رأسها الملف الرئاسي. ويعني ذلك أيضاً أنّ لبنان قد لا يقع تماماً، كما لن ينهض أيضاً، وعلى اللبنانيّين أن يتكيّفوا مع هذا الواقع.
نحن إذاً في حربٍ من نوعٍ آخر. ليست حرباً شاملة مدمّرة، ولكنّها طويلة وستستنزف الجميع، وخصوصاً لبنان إحدى الحلقات الضعيفة.
هذا السيناريو ليس تشاؤميّاً. إنّه سيناريو واقعي.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us