مسرحية فنّية اجتماعيّة بكلماتٍ وجملٍ تفاؤلية… لزياد مروان نجّار!


خاص 13 كانون الثاني, 2024

إختار زياد مروان نجار أن يلعب أدوار كل الشخصيات في مسرحيته، لأنه أراد أن يستعرض مواهبه الثلاثة الكتابة والإخراج والتمثيل ولرغبته بعرض المسرحية بشكل “الدراما المنفردة”

كتبت ريتا صالح لـ”هنا لبنان”:

رغم معاناة المسرح اللبناني بسبب الحروب المحلية المتتالية التي أوقفت نهضته، إلا أنّ المبادرات الفردية وإرادة روّاد المسرح كان لها دور كبير في إنعاش هذا الفن الجميل من خلال إصرارهم على الاستمرار والنهوض بالرغم من الظروف الصعبة والعصيبة، وإصرارهم على عدم الاستسلام ورفضهم الزوال.
لا شك أنّ المسرح هو من أجمل وأرقى الفنون الإبداعية، وهو أيقونة الإبداع اللبناني وصورة الفن المتكامل الذي “نتعطش” إليه اليوم في لبنان، رغم كل ما عاناه المسرح اللبناني من مرارة الحروب والاشتباكات الأمنية والأوضاع الاقتصادية، فاقتصر العمل المسرحي في السنوات الاخيرة على تجارب خاصة وفردية.
ولكن في ظلّ الأوضاع الاقتصادية والأمنية الراهنة، أصرّ الكاتب والمخرج والممثل زياد مروان نجّار أن يُطلق مسرحيته الجديدة في أولى أيام السنة الجديدة، تحت عنوان “وعيتي؟”، وذلك في 18 كانون الثاني 2024، على مسرح “دستركت 7” في منطقة الاشرفية متحدياً كل الظروف الاستثنائية التي يمر بها لبنان والشعب اللبناني.
مسرحية “وعيتي؟” هي مسرحية فنية اجتماعية تفاؤلية هادفة موجهة لمن من هم فوق الـ18 سنة، وتهدف إلى إيصال عدّة رسائل عن لبنان، ويجسد زياد نّجار الشخصيات وحده على المسرح. والهدف من محتوى المسرحية هو أن نسعى للتفتيش عن الايجابيات في السلبيات التي نعيشها في لبنان.
وفي حديث خاص لـ”هنا لبنان” قال زياد مروان نجار أنّ حركة المسرح اللبناني عادت إلى الساحة الفنية وبشكل كبير، مشيراً إلى أنّ المسرح اليوم يشهد نهضة جديدة، والناس مشتاقة ومتعطشة لحضور المسرح، وهذا ما جعله يختار المسرح للعودة إلى فنّ التمثيل والاخراج والكتابة.
وأوضح نجار أنه اختار البدء بعرض مسرحية اجتماعية ثقافية لأن أهم شيء قبل الدخول بمسرح تجاري أو مسرح الكوميديا والذي يجمع العائلة أن يضع الفنان “إسمه” لإثبات نفسه، والتأكيد على قدراته الفنية والتمثيلية والفنية بشكل عام. ولفت نجار إلى أن هدف العمل هو عكس الوضع اللبناني في الآونة الأخيرة من خلال الرسائل التي يطلقها الفنّ، موضحاً أنه ليس من عمل الفنان تحطيم الشعب ومحاسبته، ومن المفروض أن تكون رسالة الفنان هي فهم الشعب والتعبير عنه، قائلاً أن الشعب يقصد المسرح “تيفش خلقو”. وشدد على أن سيناريو المسرحية سيتضمن جملاً إيجابية تعكس كل السلبيات التي يعيشها الشعب اللبناني اليوم في ظل الأوضاع الصعبة التي يمر بها الوطن، ومن الرسائل التي سيوجهها نجار، أنه “بالرغم من كل الهموم والتوتر الذي تسيطر على حياة الناس فهناك أمل وجرعة تفاؤل في الأفق، وهو ينبه الفرد بأن يبقى مفتوح العين لأنه عندما يعيش في فترة توتر تمرّ من قربه الكثير من الأمور التي يمكن أن تنقذه من همومه”.
وأشار نجار إلى أنه إختار أن يلعب أدوار كل الشخصيات في مسرحيته، أولاً لانه أراد أن يستعرض مواهبه الثلاثة، الكتابة والإخراج والتمثيل، ثانياً، رغبته بعرض المسرحية بشكل “الدراما المنفردة”، مشددًا على أن هذا النوع من التمثيل برأي أي فنان مثقف هو الأصعب، بحيث يبرز قدرات الممثل وموهبته.
واعتبر أن كل الشخصيات التي سيلعبها والرسائل التي سيوجهها أثناء العرض ستشدّ الجمهور، بالإضافة إلى أنه سيخاطبهم بطريقة مباشرة من دون انتظار تفاعل منهم أو أي رد، لأنها ليست مسرحية تفاعلية. وأكد نجار أنه مستعد بعد انتهاء كل عرض أن يناقش مضمون العمل مع أي شخص من دون أي إحراج. وفي أول عمل مسرحي منفرد له، يحاول زياد أن يتحدّى نفسه خصوصاً وأن اسمه الثلاثي أي “زياد مروان نجار” يحمله مسؤولية كبرى.
وعن توقعاته بإستقطاب عدد كبير من محبي المسرح، قال نجّار أنه متفائل وحتى اللحظة هناك العديد من التذاكر التي تباع، آملاً بأن يمتدّ عرض المسرحية لأكثر من ثلاثة أسابيع في لبنان، لافتاً إلى أنه سيتم عرض المسرحية أيضاً في دبي، السعودية وقطر وقبرص.
“فهل جمهور المسرح انتهى في لبنان ولم يتشكّل جمهور مسرحي جديد؟ أم أن هناك فعلاً أمل بعودة المسرح اللبناني الجميل إلى الواجهة من جديد؟”

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us