قديس لبنان على أرفع مذابح العالم.. رسالة سماوية لوطن الرسالة


أخبار بارزة, لبنان 19 كانون الثاني, 2024

“أنا القديس شربل من لبنان” هكذا يعرّف عن نفسه كزائر يحمل الدواء الشافي لكل مريض وموجوع، وها هم اليوم يعرفون عنه بهذه العبارة على جدران بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان


كتبت نايلة المصري لـ”هنا لبنان”:

جميلة هي الرسائل التي يرسلها الله لنا في أوقات محددة ليعيدنا إلى طريق الصواب، ولعل قرع أجراس الكنائس قبل ظهر اليوم خير دليل على رسالة أرسلها الله لهذا الوطن الصغير الذي يتخبط في أزماته ومشاكله الداخلية والحرب التي تقرع بابه.
“أنا القديس شربل من لبنان” هكذا يعرّف عن نفسه كزائر يحمل الدواء الشافي لكل مريض وموجوع، وها هم اليوم يعرفون عنه بهذه العبارة على جدران بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان، ليحمل وطنه مجدداً على مذبح الله ولكي يؤكد مرة جديدة أن لبنان هو أكثر من وطن هو رسالة على حد تعبير البابا الراحل يوحنا بولس الثاني.
رفع اللوحة العملاقة التي كانت قد كرّست من قبل البابا فرنسيس قبل شهر تقريباً، يجدّد وهج رسالة لبنان ويعطي أملاً جديداً بأنّ لبنان بلد الإيمان والحضارة، ودلالة على أن الكنيسة المارونية هي جزء من الكنيسة العالمية وحضور القديس شربل عابر للطوائف.
هذا الموزاييك الذي باركه البابا فرنسيس في تشرين الأول الماضي وهي آخر لوحة موزاييك ستوضع في البازيليك بعد واحدة لقديس فيليبيني، ويفصلها حائط عن ضريح البابا بولس السادس الذي أعلن قداسة شربل في ٩ تشرين الاول عام ١٩٧٧. فما هي الرسائل من هذا اليوم العظيم ؟
على هذا السؤال يجيب الأب باسم الراعي، المتخصص في الشؤون الفاتيكانية، معتبراً أن مشروع اليوم في الفاتيكان لا يمكن وضعه إلا في إطار التاريخ والعلاقة المميزة بين الفاتيكان ولبنان مشيراً إلى أنه منذ عام 1967 وفي ظل الحرب الأهلية اللبنانية تم تقديس شربل وكانت رسالة إلى لبنان مفادها أن هذا البلد لديه رسالة أهم من الاقتتال واليوم وفي خضم الأزمة الكبيرة التي يعيشها لبنان تأتي الرسالة الجديدة للتذكير أن للبنان دور أساسي يجب أن يلعبه ليس على المستوى المحلي فقط بل على المستوى العالمي.
الراعي وفي حديث عبر “هنا لبنان” شدد على أهمية الدور الذي يلعبه لبنان كوطن رسالة بدلاً من التفكك والتضعضع وتصغير دوره إلى مستوى الألاعيب الضيقة مشدداً على أهمية مار شربل في رسالته العالمية والتي جعلته واحداً من أبرز القديسين الذين يرتبط بهم الشعب الكاثوليكي في جميع أنحاء العالم فهذا القديس كان ملهماً للعديد من الرهبانيات التي تأثرت بسيرته وحياته.
واعتبر أنّ هذه الرحابة الدينية للقديس شربل في هذا الوقت تأتي لتذكير اللبنانيين برحابة هذا البلد الذي هو رسالة وأكثر من وطن على حد تعبير البابا مار يوحنا بولس الثاني.
ورداً على السؤال حول المسار الذي سلكه رفع أيقونة القديس شربل داخل بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان لفت الأب الراعي إلى أنه قبل هذا الحدث كان هناك رفع لتمثال مار مارون على الحائط الخارجي للبازيليك مثنياً على هذه الخطوة اليوم التي جاءت بتضافر جهود لبناني فاتيكاني من مجموعة محبين للبنان لإعطاء علامة حول أهمية موقع لبنان في قلب الوعي الكنسي مشدداً على أن هذه الخطوة أتت بتظافر كنسي مدني مشهور لإعلاء اسم القديس شربل.
وذكر الأب الراعي بأهمية ومكانة لبنان لدى البابا فرنسيس خصوصاً وأن هذا الأمر تجلى في خطابه الأخير أمام السلك الدبلوماسي مع بداية العام الحالي حيث أفرد البابا فرنسيس فقرة من هذا الخطاب للحديث عن لبنان وأهميته ودوره وضرورة إبعاده عن هذه الحرب وهذا الأمر مهم جداً وله الكثير من الأبعاد.
وحول الرسائل الجديدة التي من الممكن أن تكون إشارة للبنان في هذه المرحلة الصعبة أكد الأب الراعي أننا بتنا في المراحل الأخيرة من تطويب البطريرك اسطفان الدويهي، مشدداً على أن إعلان طوباويته بات قريباً جداً ومعلناً عن وجود ملفات لأشخاص آخرين على درب القداسة سيتم بتها تباعاً.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us